الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع في خندق

ديفيد عادل صادق

2013 / 11 / 2
المجتمع المدني


يمر مجتمعنا بمرحلة تفكك .. تفكك في كل شئ
يمر المجتمع بفترة عصيبة يقول عنها معلمنا بولس الرسول (( و لكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو بلا رضي ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله لهم صورة التقوي و لكنهم منكرون قوتها )) ( 2 تي 3 : 1 – 5 )

لقد وضع العالم كله في يد الشرير .. و لكن مازال هناك ركب تسجد للرب ..
المجتمع حقاً اصبح في خندق ..
لقد وقع في الاسفاف و اصبح لا يوجد حياء و لا يوجد مشاعر ..
تنظر في وجوه الناس فتجد العيون زائغة .. و تجد القلوب ملوثة .. و تجد العقول فارغة .. و تجد المشاعر يابسة .. و تجد الاحاديث تافهة ..
لقد وقع المجتمع في خندق من الجهل و الفقر في التفكير و التجرد من الانسانية ..
اصبح المجتمع محصوراً في هذا الخندق بين المصلحة و الاباحية و الرشوة و الكذب و الكلام التافهه و الطموح الخادع و تغيير المفاهيم ..

جدير بالذكر بعضاً من مفاهيم المجتمع التي تغيرت ..
البخل .. نسميه حرص.
الكذب .. نسميه نصاحة.
النجاح بالخطأ .. نسميه فهلوة.
الرشوة .. نسميها الحلاوة.
السرقة .. نسميها تفتيح دماغ.
البلطجة .. جدعنة.

و غيرها من المفاهيم الزائفة في العقول المريضة ..
هل تلاحظ يا اخي ان المجتمع الذي نعيش فيه لم يعد يعرف للضحك سبب سوي الاباحية ..
نضحك بالاباحية فقط .. نقول النكت الاباحية و نفكر التفكير الملوث و نضحك و نضحك ..
و كأن الضحك لا يصلح الا بهذه الطريقة .. !!
و قارن بين اي فيلم او مسلسل او مسرحية او برنامج تشاهده الان .. و اخر تشاهده في ايام زمان
سياسة الضحك اختلفت .. و للاسف تأثرنا بهــا ..

النفوس تلوثت .. لانها ابتعدت عن الصورة التي كونها خالقها منذ البدء ..

علم بذلك معلمنا بولس الرسول فوضع لنا شكل الازمنة الاخيرة ::

1- محبين لانفسهم :: اصبح الانسان لا يفكر في شئ سوي ذاته .. و محبة النفس .. كيف ارفع من شأن نفسي و نسي القيم و الاخلاق .. فأصبح الامر الان ان ارفع من شأن نفسي وسط الجميع و اتغاضي عن شكل نفسي امام نفسي .. فبعت القيم و الاخلاق.

2- محبين للمال :: الذي قال عنه الكتاب (( محبة المال اصل لكل الشرور )) حب المال يطمس القلب فيتجرد من المشاعر و يدخله الكبرياء و المظهرية و احياناً يصل الانسان الي الجنون و حب العظمة.

3- متعظمين مستكبرين مجدفين :: و هذا حال من احب نفسه و المال يصل للعظمة فيعتقد ان بيده كل مجريات الامور و يستطيع كل شئ فينتفخ و يتكبر و يجدف .. و ليس معني التجديف فقط بالكلام و لكن احياناً نجدف بالطريقة حينما نظن ان بامكاننا كل شئ و لا يكون لله دور في حياتنا.

4- غير طائعين للوالدين :: الذي لا يطيع ابوه الارضي كيف سيطيع ابوه السماوي ؟؟ و عدم الطاعة تؤدي للضياع .. فعندما لا اطيع اذن انا اعتمد علي عقلي وليس علي الارشاد .. لذا ستفقد الطريق.

5- غير شاكرين دنسين :: و عدم الشكر = عدم الرضا .. يكون الانسان في هذه الحالة وصل الي عدم الاكتفاء و لا تنتهي هذه المرحلة ابداً .. اريد دائماً و اشعر انه هناك ما ينقصني فلا اشكر بل ادين و اشكو.

6- بلا حنو بلا رضا ثالبين :: تجرد الانسان من المشاعر الانسانية و يصل الي عدم الحنو علي الاخر و عدم الرضا و ثالبين تعني الكذب و الشهادة الزور من اجل المصلحة.

7- عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح :: انتشار الرشوة و عدم ضبط الانسان لشهواته و الشراسة مثل ما حدث بين قايين و هابيل فحينما فقد قايين انسانيته بسبب الخطية و الحقد دخلت اليه الشراسه فقتل اخيه .. و غير محبين للصلاح اي غير محبين لتنفيذ الوصية و الطرق المستقيمة.

8- خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة الله ::
الخيانة و تظهر بين الازواج و بين الاقارب و الاصدقاء .. مقتحمين و تعني التكلم بالشر في امور غيرهم و منها الادانة و النميمة ..
و اخيراً كل هذا لانهم غير محبين لله.

اخرج الان من هذا الخندق .. اخرج لتقول ان مازال يوجد من يسجد لله فقط دون مشتهيات العالم.

بقلم :: ديفيد عادل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل