الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمات في توضيح رؤية اليسار – الحالة المغربية- 7/10

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 6 / 2
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


4- الإعلام والتواصل لدى اليسار: نقطة الضعف السوداء:

لم يكن إعلام وتواصل اليسار على الوضع الذي يوجد عليه الآن، من حيث الغياب والضعف واللامهنية.

بل إن تجارب اليسار الإعلامية والتواصلية كانت رائدة على عدة مستويات واستطاعت في ظروف القمع والمتابعة والحصار المالي والمعنوي أن تنجز تجارب متميزة.
واستطاع اليسار أن يتواصل داخليا ومع الجماهير عبر وسائط متعددة ومبدعة، تميزت بالتجاوب مع المرحلة ومتطلباتها وأدواتها.

وسوف لن نكون في حاجة للتذكير ببعض وليس كل التجارب الإعلامية الناجحة كما المحرر(أصدرها الاتحاد الاشتراكي تحت إدارة الشهيد عمر بنجلون) أو أنوال(أصدرتها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي) أو المسار(أصدرها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي).

4-1 – التواصل الداخلي:

من المهام الأولى لقوى اليسار بالمغرب على مستوى القضية التنظيمية، أن تعيد قراءة تجربتها التواصلية الداخلية، من حيث الشكل ومن حيث المضمون، ولعل أولى مواقع اختناق التنظيم هو حركة المعلومة داخل البنية التنظيمية عموديا وأفقيا.

وهذا الاختناق يسري على الأنشطة والفعاليات الداخلية لكل تنظيم ولعموم اليسار.

كما أنه من المهام الأولى لقوى اليسار بالمغرب، أن تعيد النظر في إنتاج أدوات التواصل مع الجماهير، فأوضاع الناس اختلفت وأدوات التلقي تطورت وعلى الأنشطة الموجهة للجماهير أن تأخذ بعين الاعتبار التغييرات على مستوى المواضيع والأدوات.

4-2 – الجريدة :

في وقت يتم فيه تجاوز مرحلة "الجريدة كمنظم للجماهير"، لم تستطع قوى اليسار أن تحتل موقعا محترما بين الجرائد الصادرة اليوم.

فباستثناء جريدة "الأحداث المغربية" والتي يمكن تصنيفها يمين اليسار، لم تستطع قوى اليسار إنتاج جرائد تعبر عن تنوعه وفاعليته وقوته الفعلية.بل إن غياب الجرائد يساهم في فقدان ذلك التنوع و تلك الفاعلية والقوة الفعلية.

- فجريدة "الاتحاد الاشتراكي" لم تستطع أن تتجاوز تحريريا ومهنيا كونها صوت "العاملين" بالجريدة من محترفي الكتابة التبريرية والساهرين على استقرار وظائفهم، وامتيازاتها.
- وجريدة "البيان" (جريدة حزب التقدم والاشتراكية) لم يعد همها يتجاوز "ضمان استمرارية الوجود"، في الحدود الدنيا.

وليس المجال لتعداد الجرائد الصادرة عن قوى اليسار من "اليسار الموحد" و "المؤتمر الوطني" و"السياسة الجديدة" و"النهج".........نظرا لمحدودية مقروئيتها و/أو غياب خط تحريري مهني إعلامي.

فكل تجربة من تلك التجارب تتطلب قراءة خاصة تبدأ من أزمة اختيار "الاسم" لتصل إلى أزمة عدد القراء.

و إذا كان الوضع كذلك، وأن أغلب هذه الجرائد تستمر في الوجود بفعل الدعم الذي تتلقاه من الدولة !!! فأين نحن من التجارب السابقة ؟؟؟.

4-3 الانترنيت:

باستتناء النهج الديموقراطي الذي يحاول أن يجد له قدما منذ البداية على الشبكة العنكبوتية، وبشكل مستمر، ورغم ما يمكن تسجيله من غياب مجهود على المستوى الفني، وهذا يتطلب مهنية وتخصصا، فإن باقي القوى اليسارية إما غائبة أو متواجدة بشكل ثابت (ستاتيكي)، بموقع لم يتغير منذ أن تم تثبيته.
وهذا راجع أساسا في اعتقادنا للقيادات المنفصلة عن العصر وعن تحولاته.

4-4 السمعي-البصري:

استطاعت منظمات من المجتمع المدني أن تخترق مجالات كانت مغلقة دونها بواسطة الاستعمال الجيد والفني لوسائط الاتصال السمعي-البصري من كاسيط وملصقات وأفلام، وأفلام وثائقية، وحققت خطوات في تحويل أراء الجماهير من قضايا في حجم قضية المرأة وفي قضايا حقوق الإنسان، لكن دون هذا الاستثناء، تتميز القوى اليسارية بالعقم إنتاجا وترويجا !!!! .

4-5 المطلوب أولا:

المطلوب بالنسبة لقوى اليسار عموما (من يمينها إلى يسارها) أن تجعل من قضية "الإعلام والتواصل" قضية آنية ومستعجلة قبل فوات الأوان، وأن تفتح ورشة كبرى واوراش متفرعة متخصصة لتجاوز الوضع الحالي الذي كما أشرنا سابقا يتميز بالغياب والضعف واللامهنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة