الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تناقض فاضح مع شعارات الدولة والتوجهات اللامركزية مدينة تازة تفتقر إلى مدارس عليا متخصصة..

عبد الاله بسكمار

2013 / 11 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


نتحدث عن حاضرة بحجم مدينة متوسطة تناهز ساكنتها لوحدها دون إقليمها 200 ألف نسمة حاليا ، ويحصل المئات من أبنائها على شهادة البكالوريا سنويا ، لكن السؤال المطروح : ماذا بعد ؟ ، بغض النظر عن الآفاق التي تواجه مختلف الخريجين من الجامعة أو المدارس العليا على المستوى الوطني ، فإن إبن / إبنة تازة يجد نفسه مضطرا - إضافة إلى الآفاق الغامضة - لشد الرحيل إما إلى مدينة وجدة أو إلى فاس والرباط بل والحسيمة وغيرها من المدن الجامعية ، وبما أن الجامعة هي التي تستقطب العدد الأكبر من الحاصلين على البكالوريا فإن أكثر هؤلاء يرضون من الغنيمة بالإياب ونقصدالتوجه الأخير الذي لا مناص منه أي الالتحاق بالكلية متعددة التخصصات بتازة المفتوحة أمام الطلبة منذ عشر سنوات ، والتي مع ذلك لم تصل بعد إلى مستوى مؤسسة جامعية بالمواصفات العلمية والأكاديمية المعروفة بما أنها لا زالت تابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ، الشيء الذي يخلق وضعا ماديا صعبا للطلبة وأسرهم على حد سواء كما يخلف خسارات بينة على مستوى السيولة المفترض فيها أن تساهم في تنمية المدينة والإقليم أولا وقبل كل شيء فنتيجة لوجود أكثر المدارس العليا وفروعها بوجدة وفاس والحسيمة وخلو تازة من أي فرع لها كالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ENCG والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية INSA وغيرهما ، يضطر الطلبة الناجحون إلى السفر وتدبير الكراء ومصاريف الدراسة والإقامة بعيدا عن أهلهم ومدينتهم وإقليمهم والحال أن غالبية الأسر التازية لا تستطيع توفير تلك المستلزمات الملحة فيضطر البعض إلى الاقتراض مرة ومرات متعددة من أجل توفير تعليم عال بحد أدنى من مواصفات الجودة لفلذات أكبادهم ، ويقدر عدد طلبة تازة بمعاهد وجدة على سبيل المثال بالمئات ، بسبب غياب أي فروع للمدارس العليا المتخصصة في مدينة بحجم تازة اللهم إذا استثنينا الكلية متعددة التخصصات والمعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين وهو يجمع حاليا في إطار النظام الجديد كلا من مركز تكوين المعلمين السابق والمركز التربوي الجهوي ، الشيء الذي يطرح مشاكل كبيرة ذات طابع اجتماعي وتنموي تعرقل العجلة بكل إقليم تازة ، فالمدينة التي تعد أكبر حاضرة بجهة تازة الحسيمة تاونات وبعمق سكاني وجغرافي وحضاري لا يستهان به ، تفتقر إلى مؤسسات عليا حقيقية في الوقت الذي تتواجد بمدينة الحسيمة مثلا العديد من تلك المؤسسات مع متمنياتنا لجوهرة المتوسط بالمزيد ، لكن الحيف المسلط على مدينة تازة أصبح غير مبرر تماما لا بسبب نمو المدينة وخريجيها ومجالها التربوي والتعليمي وأفقها الحضاري والثقافي بل هو يتناقض أيضا مع شعارات الدولة نفسها الرامية إلى إقرار المزيد من اللامركزية وتقريب التعليم العالي والبحث العلمي من الطلبة والباحثين ، وقد سبق لعدد من المستشارين الجماعيين خلال اجتماع تحضيري للدخول المدرسي عقد بعمالة الإقليم في وقت سابق من شتنبر الماضي أن نبهوا إلى هذا الإقصاء الممنهج الذي يضاف إلى التهميش المستمر رغم التوجهات المعلن عنها منذ بداية الألفية الثالثة ( تازة قبل غزة مثلا ) وعلى أعلى المستويات ، يشار إلى أن مشروع الحي الجامعي ما زال هو الآخر يراوح مكانه وبين هذا وذاك تستمر معاناة الطلبة والأسر إلى إشعار آخر ....
• كاتب / فاعل مدني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع