الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشاعة ثقافة السحر والشعوذة والغيبيات

منى حسين

2013 / 11 / 4
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قبل ان ادخل في صلب الموضوع اود التطرق الى المشاكل الحقيقية التي تساهم في اشاعة الهامشية والوجود السطحي للمرأة، فان اساس مشكلة شيوع ثقافة السحر والشعوذة والغيبيات سببها تلك التهمة الازلية التي الصقت بالمراة، فهي قبل كل شيء متهمة بنقص العقل والدين لذلك أرثها نصف وانسانيتها في المحاكم نصف يقابله نصيب الذكر فيهما ضعف مالها، ناهيك عن جوهر التهمة التي اباحت للمجتمع التحرش بها واغتصابها، قصة كيدهن عظيم التي دفعت ثمنها المراة التعوير والاحتجاب والانتقاص وغيرها الكثير الكثير، كل هذه السكاكين تمزق بجسد النساء وكيانهن وعلى مر العصور، واليوم ومع تصاعد حكومات التكبير والاوقات الخمسة مع الاولياء واصحاب الكرامات النادرة، يستباح تفكير المراة ويحصر في مزمار اخرس يعزف لافعى الغيب انغام الخرافة ويراقصها كتنين المعجزات العريق، نلتفت يمينا أو شمالا فلا نجد الا حصار عرفي وقبلي وذكوري يغرز همجيته في أنسانية المرأة، والأن يحاولون مع عقل المرأة وتفكيرها.
تفشي الازمات وتراجع الوعي والعلم والثقافة من خلال التركيز على الترويج الى الغيبيات والأتكال عليها في ايجاد الحلول واشاعة الأيمان المفرط بها.. يضاف لها انتشار الامراض والفقر والبطالة.. حين أعيدت في العراق اليوم مراسيم وطقوس أندثرت وأكل عليها الدهر وشرب ليتم تصعيدها ودعمها أعلاميا وماديا والترويج لها بشكل غير مسبوق. ايام واسابيع واشهر من العطل الرسمية لمناسبات لا تنتهي تنصب الخيم والسرادق، تقطع الطرق لها ويتوقف العمل يجند لها الجنود لحمايتها وتوفر لها كل وسائل النجاح والأستمرار، والأدهى من ذلك يتواجد قادة وساسيي العراق الجديد هناك للفوز بسبق طائفي، فمنهم من يقف لاطما على صدره ومنهم من يقوم يتوزيع الأكل والشرب ومنهم من يشارك بالطبخ والتحضير.. ناهيك عن عودة اساليب الطقوس بايذاء النفس كالتطبير وضرب الزناجيل وغيرها.. الأكثار والترويج من هذه الممارسات هي محاولة لأيهام الجماهير واقناعهم بخارقيتها في حل المشاكل التي يعانون منها.. أن تركيز واشاعة الخرافات والغيبيات تظهر دائما مع ظهور الحكومات المتشددة دينيا، يرافقها اشاعة مفهوم السحر وتحكمه بمسار حياة الأفراد ويكون للنساء النصيب الأكبر للجوء أليه.. نرى اليوم ان طرق ابواب العرافات زاد وصخب وامئلات جيبوهن من الاموال، مقابل شراء الوعي والنضوج والتطور للنساء في العراق، اللواتي عانين من الظلم والاضطهاد والحرمان والترمل واليتم والفقر.. كل هذه الامور تترك النساء بلا فرص للحصول على حياة طبيعية ليتاخر بهن الزواج.. او تحدث مشاكل داخل العائلة فتذهب الام باحثة عن حلول عند العرافات.. او تذهب البنت باحثة عن حلول لمشكلة تاخر الزواج عند العرافات.. وهكذا تفشت هذه الظاهرة في كل مدن العراق.. في تحقيق مصور نشر على موقع السومرية نيوز في مدينة ديالى، وفي احدى الضواحي الشرقية لمدينة بعقوبة وفي منزل فقير ومتواضع. تستقبل العرافة التي تدعى ام نبيل نساء من مختلف الاعمار والطبقات لرفع اللعنات عن حياتهن لقاء مبلغ زهيد لا يتجاوز الخمسين دولار، وام نبيل هذه امراة في عقدها الرابع الا ان شهرتها انتشرت في انحاء محافظة ديالى، كشهرة من عمل بهذا المجال لعشرات السنين، وقد ساعدتها الظروف التي ذكرتها انفا بالترويج لنفسها باستغلال الاحباط والضيم والمرض والجهل الذي يعشعش في اوقات نسائنا.. تطارد ام نبيل الشياطين والجن وتطارد الاوهام التي تمكنت من وعي النساء.. بخمسين دولار تحل مشاكل البنات والعوائل.. بخمسين دولار وجدت بدائل التعليم والوعي والثقافة وحق الحياة.. وحل محل مسؤولية الدولة شيء اسمة السحر او العمل.. نساء مقهورات يعانين من التحكم حتى بانفاسهن، وطريقة الاكل، وطريقة الملبس وطريقة المشيء واختيار الشريك.. من التعنيف بالضرب من الاب او الاخ أو الزوج الى قسوة كل شيء يحيط بهن..
اهم لعنة حلت على التفكير، كتاب طويل عريض اسمة الحلال والحرام وكيف نتجنب الحرام وكيف نعيش بالحلال.. كتاب كل الاوقات المظلمة وكل الثقافات الرجعية.. كتاب اللاحلول لكل الازمات.. قشطت وقلمت ثقافة الحلال والحرام كل خطوات الايمان بالنفس والقدرات الانسانية الخارقة، التي اوصلتنا لمراحل التقدم والتطور التي نعيش بها الان، العرافة ام نبيل وغيرها من عشرات العرافات يمثلن وجه التراجع والتخلف والانحدار.. انه خطر وكبير يزحف نحونا خطر فتاك يبيد قدرتنا على التفكير وايماننا بانفسنا وقدرتنا على اتخاذ قرارتنا ورسم حياتنا.. التوكل على العرافات والجن والسحر والشعوذة واشاعة هذه الثقافة امر جدا مخزي ومعيب لأنسانيتنا.. عندما تغلق امامنا الطرق وعندما يتحكم بنا المجهول والغيب يسير امورنا.. انها نقطة بداية النهاية والولوج بنفق المجهول.. امر بغاية العتمة والترهيب.. ماذا جهزت هذه الحكومة بخططها القادمة خططها المستقبلية للنهوض بواقع الانسان في العراق.. جهزت لخطتها المستقبلية القانون الجعفري الذي يحل ما لذ وطاب من التفكك والانحدار والانتهاك بحق النساء، وجهزت عودة الخرافة والشعوذة وخصوصا بين النساء.. هذه الطفرات التي ترتدي ارجل البركات لها القابلية على التمدد والانقضاض على مكتسبات المراة.. يعدون الجموع بالجنة.. ويدعون لحل المشاكل بالسحر والشعوذة..
ايتها المرأة.. مزقي ثياب التخلف واعتمدي على نفسك.. ثقي بقدراتك بالحياة.. انت من صنع الحياة.. لا تبحثي بين انقاضهم عن الخلاص.. الخلاص ارادتك وتصميمك.. الخلاص يكمن في نبذ التخلف وشعائر السحر والشعوذة.. الخلاص طريقنا نحو عالمنا الانساني وانت فية المرتكز والاساس.. لا تقتفي اثر العرافات فطريقهن ماساوي ونهايته انقراض اصلك وانقراض الثقافة والوعي والادراك.. ستعيشين في غيبوبة التفكير.. وتكونين مسلوبة القرار والمصير.. اقطعي الطريق على ثقافة التخلف وعودي للحقيقة والمقاومة والتصميم.. لندرك اسباب اضطهادنا ونحاربها.. لنقف لهم بالعقل لا بالتصورات والاوهام والكذب الزائف.. مشكلتنا الاستقلال الاقتصادي، مشكلتنا العمل الماجور، مشكلتنا الراسمال وقوانينه، مشكلتنا العبودية والتمييز.. طالبي بالتغيير نحو التحرر والمساواة لا بالسحر والشعوذة والتخريف.. وليكن سحرنا الحقيقي الوصول.. ليكن سحرنا الحقيقي ازاحة كل القيود وانهاء التدمير الذي صلبونا به عصور وعصور.. لنستيقظ ونواصل ونعتمد على قدراتنا ولانلتفت لحماقات المجهول..
الأمضاء
****************
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرافات وماادراك مايربحون
مكارم ابراهيم ( 2013 / 11 / 4 - 09:10 )
زميلتي العزيزة منى تحية طيبة وشكرا لانك تطلعينا على اوضاع المراة الاجتماعية في العراق ارغم المعلومات محبطة للاسف البلد المغيب فكريا وشعبه في غيبوبة وسبات عميق متى يخرج من الغيبوبة بعد كم جيل ولكن احب التنويه الى ان العرافة ام نبيل ستبقى لانه هناك نساء لاهم لديهن الا الذهاب الى الساحرات والعرافات لتخريب حياة فلانة وعلانة وعلى فكرة انا سمعت عن نساء بلغاريات يؤمن بالسحر مثلا للزواج بشخص ما تضع قطرات من دمها في قهوته وتعلمين بان المغرب معروفة بالسحر ويؤمنون بالجن الاحمر وااسود واخضر زكل الالوان وقد كتب عن ذلك زميلنا عذري
مازغ
عزيزتي منى الفقر يجعل النساء يتاجرن بكل شئ جسدهن والسحروالادعية امراة حلاقة هنا في الدنمارك عراقية قالت لي اذا اعطيتيني مئة دولار اكتب لك دعاء ليطول شعرك بعد ان سمعت حديثي مع امراة برغبتي بان يطول شعري وفي الفيس بوك هناك نساء يبعن جسدهن للرجال مقابل ان يرى جسدها يضع نقودا في حسابها البنكي هل ترين هكذا اخبرتني صديقتي بان النساء يفعلن هكذا في الفيس بوك تتجار النساء بجسدهن


2 - اهلا بالزميلة مكارم ابراهيم كل التحيا
منى حسين ( 2013 / 11 / 4 - 14:32 )
اوضاع المراة في العراق جاوزت كل التصورات وكل الاحتمالات ومعك حق المعلومات تبعث على الاحباط بسبب الظروف التي احاطت بالبلد من كل جانب لكني لا اتفق معك بنقطة ذهاب النساء او استهداف خراب البيوت
عزيزتي القضية لها علاقة بالسياسة ولنسال قبل ان ندين النساء لماذا هذه الظواهر والعادات عادت الينا الان ؟
الوضع السياسي صنع البيئة الجيدة لنمو هكذا مكروبات اجتماعية تصيب ثقافة المراة وعقلها وتفكيرها انه هدفهم الاساسي الذي يسعون لتحقيقة
وفعلا السحر موجود كما ذكرت بكل العالم ليس المغرب وبلغاريا وحسب بل بكل العالم لكن اصل وجود هذه الخرافات المعتقدات الدينية
وهناك حديث يقول تعلموا السحر ولا تعملوا به وعصا موسى التي لا زالت تمشي في تصوراتهم الى الان ناهيك عن الجن وكما ذكرت بكل التفاصيل والالوان
نعم الفقر يسبب المصائب الكبيرة الاستقلال الاقتصادي للمراة سيرتقي بها وليس بالمراة وحسب بل بالانسان بشكل عام لكن المراة مسلوبة الارادة
يتبع لطفا


3 - اهلا بالزميلة مكارم ابراهيم كل التحيا
منى حسين ( 2013 / 11 / 4 - 14:34 )
وقد استغلت من الناحية الاقتصادية اقصى درجات الاستغلال وتجارة الجسد
على مواقع التواصل الاجتماعي او باستخدام التكنلوجيا الحديثة
او باستخدام الفتاوي
لن تنتهي هذه المهنة الا بانتهاء العمل الماجور
وانتهاء تحكم الاديان بالمراة
هذا واقع حال لا مفر منة ودمت زميلتي العزيزة صوت وقلم
داعم لنضال المراة تجاة تحررها ومساواتها
تقبلي كل التقدير والاحترام


4 - زواج المتعة
مكارم ابراهيم ( 2013 / 11 / 4 - 17:07 )
تحية طيبة من جديد
ظميلتي العزيزة منى الان قرات مقالة لكاتبة عراقية محامية ودكتورة لانها وضعت حرف الدال امام اسمها فائزة على مااذكر وتعلمين انها تحلل مصداقية زواج المتعة الزواج المؤقت والدائم وتبين الحلال والحرام ومقالة مطولة استغرب وانا اعتقد الذي يريد ممارسة الحب مع اي انسان ينجذب له لن يفكر بكل هذه التحليللات التي اوردتها المحامية الدكتورة فائزة هو الذي ينجذب لشخص ويرغب ممارسة الحب معه هل سيفكر بالقواعد والشروط ونحن نعي في القرن الحادي والعشرين وهي نفسها تقول بان النبي محمد والصحابة كانوا يحللون زواج المتعة حسب القران ولكن عمر بن الخطاب حرمه
استغرب متى يتحرر عقل المراة الشرقية وترتفع الى قبة السماء قبة الحرية لتعيش معززة مكرمة ذات شخصة مستقلة يكفي اديان وتراهات خرافات وعادات بالية لماذا لاتفكر المراة بصحتها ورشاقتها وتطوير فكرها ووعيها بالقراءة لروابات عالمية وسماع موسيقى عالمية ومشاهدة لوحات لفنانين عالمين وترك خرافات الاديان
مشكلة المجتمعات الشرقة انها مازالت مقيدة بايمانها بالاديان والانبياء عندما تتحرر من خرافات الاديان ستتحرر وتتقدم
تقبلي مني خالص المودة والاعتزاز

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال