الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقد النفسية الأكثر انتشارا

حمودة إسماعيلي

2013 / 11 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أبدو أحياناً نشيطاً، ومبتهجاً، وسعيداً. أتكلم أيضا أمام الآخرين على نحوٍ معقولٍ تماما. ويبدو كما لو أنني شعرت أيضا أن الله يعلم بحالي الذي تحت جلدي. ومع ذلك، الروح تحافظ على رقادها الميت، والقلب ينزف من ألف جرح !
¤ هيوغو وولف

الجسد ليس له معنى، كيف يتحرك هو المعنى، وال"كيف" ليست حرفا بقدر ماهي فكرة .. فالفكرة هي التي تحركه.

تنشأ العقدة إثر التعرض لصدمة أو مشكلة نفسية، أو إثر التعرض للضغط النفسي أي تتابع الصدمات والمشاكل، ونظرا لأن مثل هذه الضغوط تُضعِفُ الأنا في مواجهة بعض المواقف خاصةً التي تعرّض الشخص على إثرها للصدمة ـ (مثال سريع : أحد الأشخاص تعرض للإحراج في مكان معين، العقدة تنشأ كسلوك بعدم الذهاب لأماكن شبيهة أو لذلك المكان بالأخص، أو حتى احساس بالضيق عند الاقتراب من مكان الحادثة، اوإن كانت هذه الأخيرة ذات ضغط عالي، فقد يرفض الخروج والتجوال بنفس الوقت الذي حدتث فيه سائر الأيام "أي ينشأ الطقس الوساوسي") ـ فبسبب الصدمة، يخلق له وعيه ـ لحماية الأنا ـ سلوكا معينا تجاه بعض الأمور التي سبق أن آذته، إما بتجنبها أو التحايل عليها أو قلبها (مثلا شخص يخشى نعته بالبشاعة، تجد أناقته تفوق الوصف ويمكن ملاحظة هذا السلوك عند من يعانون من العرج أو ذراع ناقصة أو فقد عينا "ومنهم من تجده يرتدي نظارات شمسية باهضة). هنا يمكن أن نقول أن العقدة هي السعي لإخفاء ما يؤلم الإنسان أو تغطية الشيء الذي قد يُظهره بمظهر لا يرغبه.

يمكن كشف العقدة من السلوك (تصرف يغلب على باقي التصرفات أو يظهر أنه مغالى فيه بعض الشيء، مثل من تنفجر على شخص اصطدم بها دون قصد "فعقدتها رجل") ومن ملاحظة وكشف السلوك يمكن إدراك أو تأويل (بتعبير أصح) مايجول بفكر وعقل الشخص. وسنتوقف هنا مع بعض العقد النفسية المعروفة، وسنلاحظ سلوكات يمكن أن نجدها في كثير ممن هم حولنا، أو حتى فينا بالذات، فالعقدة (كما يفهمها الكثير بالغلط) ليست كما تصورها الأفلام ويفسرها المجتمع بشخص لا يتحدث مع احد أو يبدو غريبا وغامضا تصاحبه دائما نظرات غضب وحزن (فهذا ليس سوى نموذج واحد، وليس كل عقدة تنكشف في الشخص هكذا ! وقد لا تجد هذا النوع معقدا بقدر ما هو منغلق على ذاته ربما نتيجة تربية)، فالعقدة يمكن أن نشبهها بنسبة معينة من الماء داخل قنينة، والقنينة هي الوعي، قد تزيد نسبة الماء (العقدة) فتشغل حيزا كبيرا من القنينة (الوعي)، أو حتى تزيد بنسبة أكبر من الحيز فينسكب الماء خارج القنينة ـ وتخرج من سيطرة الوعي كما خرج الماء ـ ساعتها تتحول لما يعرف بالانفصامات أو الاكتئاب أو الوساوس القهرية. ويمكن أن تظل العقدة مجرد نسبة قليلة (من الماء) لا تشغل حيزا كبيرا بالقنينة (العقل/الفكر)، فنحن جميعا نعاني من العقد خاصةً في المجتمع الاستعراضي الاستهلاكي الحالي. ولا نختلف سوى بالنسب، فأي شخص تجده يرغب بأن يكون محبوبا أو يصبح نجما أو يُقدّم تضحية أو يكتشف شيئا أو يساهم في عمل كبير دون الحديث عن من يرغبون بإنقاذ البشرية أو تدميرها، أو يصيروا الموضوع الذي يشغل اهتمام الجرائد والتلفاز، أو ذوي نفوذ وسلطة لا تضاهى الخ. وحسب الظروف (وذكاء الشخص) قد تصبح هذه الأمور واقعا أو تظل مجرد أماني أو تتحول لعُقد وهلاوس.

لقد قال قديما سقراط مقولته الشهيرة "أيها الإنسان .. اعرف نفسك، بنفسك"، لكن حتى تتسنى للأنسان معرفة نفسه يلزم أن نقول "أيها الإنسان .. اعرف عقدك، بنفسك".

ـ عقدة أوديب : السعي لامتلاك شخص من جنس مغاير بابعاد شخص آخر عنه من نفس الجنس (وحسب مفهوم العقدة فهي الرغبة في امتلاك شخصية من الجنس المخالف تبدو طيبة ومتسامحة تعطف على المعني (مثلما كانت أمه / أو أباها) وكره أي شخص (من نفس الجنس) تجمعه علاقة به أو بها "بالمرغوب(ة)".

ـ عقدة جوكاست : الحب المرضي الزائد للآخر ما يتسبب له في الضيق وكأنه مقيّد، نجدها عند المرأة التي تمنع ابنها من عيش حياته وتأكيد رجولته وذلك بالمحافظه عليه بجانبها، مثلما نجدها بالعلاقات العاطفية أو علاقات الزواج بالأطراف الذين يقيدون بحبهم واهتمامهم الزائد حركة الطرف الآخر.

ـ عقدة قايين : الحسد الأخوي، وهي كره كل منافس أو شخص يبدو أنه سيتفوق على المعني الذي قد يلجأ للرد العدواني، الصراع أو السب أو حتى التحقير والتشويه أو الاستهزاء.

ـ عقدة كرونوس : الشخصية التي تحكم سيطرتها على الآخرين، وتجاهد لمنعهم من التعبير عن ذواتهم وذلك بسحق شخصياتهم تحت أقدامها، تظهر في الأب أو القائد أو الرئيس أو حتى الجد. لكن الأب هو الأكثر من تنطبق عليه عقدة كرونوس.

ـ عقدة أطلس : الشخص الذي يتعمد وضع نفسه تحت ظروف سيئة أو تحت ضغوطات ساحقة، ومن يتحمل أشياء أكثر من طاقته حتى يبدو كمن يصارع القدر.

ـ عقدة ساندريلا : الشخص الذي ينتظر من يأتي ويغير له واقعه نحو الأفضل، سواء كان ذكر أو أنثى. وغالبا يكون المنتظَر من جنس مخالف.

ـ عقدة بيتر بان : الشخص الذي يظل كالطفل، تغلب عليه التصرفات الطفولية، لايرغب بالنضوج أو تحمل المسؤولية، يجد متعة في عيش حياته كطفل، بنفس العقلية والأحلام والاهتمامات.

ـ عقدة ليليت : الشخص الذي يسعى لإغواء أفراد الجنس الآخر، لاهم له بتأسيس العلاقة بل باتجذاب انتباه وحب الجنس الآخر فقط، تنتشر العقدة بين المومسات أو الرجال الذين يعتقدون أنهم يسحرون النساء.

ـ عقدة لوهنجرن : إسعاد الآخرين على حساب سعادة الذات، من يقومون بما يسعد الآخرين ثم يختفون كي لا يتلقو الشكر. هدفهم خلق السعادة وعدم المشاركة فيها كالآلهة ! .

ـ عقدة بولبكرت : شخصية تسعى لتحقيق حلم، أو بناء شيء ما، فتهدمه عند آخر لحظة لنجاحه ثم إعادة كل شيء من البداية. دورة تتكرر من نفس العمل كاستمتاع بطريق الكفاح فقط ! .

ـ عقدة جوناس : الانسحاب عند ظهور أول صعوبة، والبحث عن المساعدة والحماية، الشخصية الاعتمادية أكثر من الازم.

ـ عقدة أمبيدوكل : الشخص الذي يهلك نفسه في سبيل سعادة الآخرين، لكن هذا لايختفي إنما يتخيل نفسه كشمعة تذوب لتضيء حياة الآخرين ! .

ـ عقدة المولد : الشخصيات التي تشك في مولدها، وتظن أن أهلها أناس آخرين، أو أنها تعيش في حلم ثم ستستيقظ لتجد حياتها الحقيقية (غالبا ستكون حياة أفضل !).

ـ عقدة الميسح : من يعتقدون أن خلاص البشر معتمد عليهم.

ـ عقدة المستقبل : الخوف من الغد، والقلق على المستقبل مهما كانت الظروف الحياتية التي تنفي احتمال وقوع ذلك لا تؤكد احتمال وقوعه.

ـ عقدة الذنب : الشعور دائما بالخطيئة، وعدم استحقاق السعادة والمسرات والنجاح ! .

ـ عقدة الاهمال : احساس بأن جميع الناس يكرهون المعني ولايهتمون له، أن لا أحد يحبه أو يهتم لأمره ! .

ـ عقدة الاستعراض : حب الظهور، الرغبة في أن يراه الآخرين ويعرفونه (حتى لو لم يكن يستحق ذلك). وهذه النوعية تملأ الفيسبوك واليوتوب والتلفاز ! .

ـ عقدة المدمر : الرغبة في اتلاف أشياء الآخرين، تلويث الأماكن، الكسر والتوسيخ والهدم وكل ما يصاحب الشغب من أفعال.

ـ عقدة نارسيس : الاهتمام بالذات والظن بأن الآخرين يلزمهم ذلك وأن دورهم هو الاهتمام به، الهروب من الواقع نحو خيالات حول الذات.

ـ عقدة جهوقا : اعتقاد بأن الشخص يتكلف بمهام الله أو الساعد الأيمن له. مثل بعض رجال الدين الذين يعتقدون أنهم رسل ! .

عالم العقد، عالم واسع يتطلب الحديث عنه الكثير، فالعقل له الاعيب كثيرة في اخفاء الشعور، وله قدرة على التحايل حتى يصعب ادراك معنى سلوك الشخص والهدف من وراء بعض تصرفاته، وبما أن موضوع العقل والأفكار وكشف السلوك يلفه بعض الغموض، سنسعى لإزاحة الستار بصفحة تم انشائها حديثا تخدم هذا الغرض بالفيسبوك "Mind Reading قراءة الأفكار"، ما قد يساعد في تبيّن الشخص ذوي نوايا السيئة أو تجنبا للإيذاء الذي قد يُلحقه.

https://www.facebook.com/pages/Mind-Reading/171816466350681

والمشاركة مفتوحة لكل من لديه اهتمام ويرغب في الاستفادة من التقنيات والمهارات التي تساعد على الفهم، وذلك بإشراك الجميع فيما سيتم طرحه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلال العقد !!
قاسم حسن محاجنة ( 2013 / 11 / 4 - 13:29 )
عزيزي تحية حارة
يتجه العلم وبثقة تامة الى اثبات أن المشاعر وتبعا لذلك الخلل السلوكي والخلل النفسي وتحديدا المرض النفسي هو نتاج لخلل في كيمياء الدماغ .
هذا لا ينفي تأثير الحادث الصادم (تراوما ) او الحدث الضاغط (ستريسور)على كيمياء الدماغ وتبعا لذلك على السلوك والشعور .
اهنئكم على خطوتكم القيمة
ولك افضل تحياتي

اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة