الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-امرأة مُقَاوِمَة-: ذاكرةُ وطنٍ وكفاحٍ..

شاهين السّافي

2013 / 11 / 4
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


"امرأة مقاومة" هو مُؤَلَّفٌ كَتَبَتْهُ المُناضِلةُ اللّبنانيّة "سهى بشارة"، استعرضت فيه ذكريات الكفاح والمعتقل في فترةٍ حالكةٍ من تاريخ لبنان..

أهدت سهى بشارة هذا المُؤَلَّفَ إلى أبويها وإلى المقاومين والمعتقلين وإلى الشّهداء من أجل الذّاكرة. إنّها ذاكرة امرأةٍ مقاومةٍ، وذاكرة وطن يقاوم حتّى في أكثر الفترات سوادا وقتامة. وقد جاء في الجهة الثّانية من غلافِ الكتابِ: "اللّبنانيّون أيضا لهم "جان دارك"، فبالنّسبة إليهم "سهى بشارة" هي الرّمز الحيّ للمُقَاوَمَة. ففي سنة 1988، وكانت قد خرجت لتوّها من مرحلة المراهقة، أقدمت على اغتيال "أنطوان لحد" قائد جيش جنوب لبنان الذي هو عبارة عن ميليشيا عميلة لقوّات الإحتلال الصهيوني.."

في هذا الكتاب تتحدّث "سهى بشارة" عن ذاكرتها/ذاكرة الوطن بعمق إنساني لا نعثر عليه عادة إلا عند المناضلين الصّادقين الذين لا يتردّدون في تقديم كلّ التّضحيات من أجل تحرّر أوطانهم. ولئن باءت عمليّة اغتيال العميل الصهيوني "انطوان لحد" بالفشل، فإنّ توق الوطن إلى التّطهّر من أمثاله مازال قائما، وإنْ ظلّت "سهى بشارة" قابعة في جحيم "معتقل الخيام" حوالي عشر سنوات، فإنّ ذلك لم يمسّ ولو قيد أنملة من قوّة عزيمتها وصلابة إرادتها واندفاعها نحو مواصلة الكفاح من أجل القضايا التي تؤمن بها.

تحدثت سهى بشارة في هذا الكتاب عن تجربتها بكل جرأة وتواضع، فلا تتردّد في ذكر إخفاقاتها ومراجعاتها وعذابات الإعتقال إلخ.. تحدّثتْ بفرنسيّة سلسة ومربكة في آن، معتمدة أسلوبا أدبيّا حكائيّا مُمْتِعًا لا نعثر عليه أحيانا حتّى في كتابات بعض المتقعّرين في عالم القصّ.

كتاب سهى بشارة "امرأة مقاومة"، هو صورة ناصعة عن كفاح المرأة من أجل تحرّر الأوطان من الطّغيان، وعنوان صريح وِجْهَتُهُ الثّبات على المبادىء والدّفاع عن قضايا العدل والتحرّر بلا هوادة، وانتصارٌ للإنسان على كلّ ما يحول دون تحقيق انسانيّتهِ.


ملاحظة أولى: أهداني هذا الكتاب ذات يوم من أيّام القبض على الجمر شخص كان له فضل عليّ في إنارة طريق النّضال، ولكنّه باع كلّ ما علمني إيّاه وبقيت أنا لم أبعْ. فشكرا له على ما علّمني، وتعسًا له على ما باعهُ.


ملاحظة ثانية: بعض رفيقاتنا الشّيوعيّات يَسْتَأنِسْنَ كثيرًا بالأدبِ والفكرِ النّسْويّيْنِ, وهذا ليسَ عيبًا، ولكنّ العيبَ كلّ العيبِ أن نَنْكَبَّ على هذا النّمط اللّيبيراليّ من الأدب والفكر، ونهمل النّماذج الشّيوعيّة النّاصعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرلمان المغربي يستدعي وزير العدل بشأن عقود الزواج في الفنا


.. متحمسون للقائكم في أولى حلقات سيدات وأعمال مع المهندسة سميرة




.. المشاركة آمال إسحق


.. تداعيات تأجيل الانتخابات البلدية على الفئة الشابة محور ندوة




.. المرشحة للانتخابات البلدية من بلدة القصر في قضاء الهرمل خديج