الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الشر في العالم – بين الإيمان و الإلحاد

نضال الربضي

2013 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحتم علي عملي أن أسافر إلى إفريقيا بضع مرات ٍ في السنة، أتعرف ُ هناك على شعوب ٍ ترى الحياة بطريقة أخرى غير طريقتنا و تتعاطى معها بمورث ٍ اجتماعي ٍ حضاري ٍ مُختلف. و لأني أُشرف على بعض المشاريع المُتعلقة بفرق المبيعات يتطلب عملي أحيانا ً قليلة ً جدا ً أن أزور عملاء ً معينين مع هذه الفرق.

أحد هؤلاء العملاء كان مديرا ً في مصنع ٍ للكابلات و المعدات البسيطة في منطقة ٍ على أطراف كامبالا عاصمة أوغندا، و كان الطريق لهذا المصنع غير مُعبد ٍ بالأسفلت بالكامل، تُرابي و طيني في كثير من أجزائه، يحتوي على الحُفر التي يتطلب التعامل معها حذرا ً شديدا ً، و يتطلب منك حتى تصل إليه أن تمر بأحياء سكنية ٍ هي في الحقيقة تجمعات لبشر في منازل منها شديد التواضع و منها ما هو المقبول.

كنت في فترة ٍ صعبة من حياتي أصارع فيها مُعضلة ً تؤرقني و تضغط على أعصابي باستمرار هي "مشكلة الشر في العالم" و كانت هذه المشكلة بالذات سبب تجربتي الإلحادية و اللاأدرية لمدة عامين متواصلين، استطعت ُ بعدهما أن أرتب أفكاري و اصل إلى سلام ٍ مع عقلي و قلبي و محيطي.

زيارة ذلك المصنع و مروري بين البيوت أتاحت لي أن أشاهد الفقر بشكله القاتل الذي لم أره في حياتي، صبيان ٌ صغار بطونهم منتفخة يرتدي أحدهم قميصا ً، فقط قميصا ً لا شئ آخر، حافو الأقدام عُراة ٌ من الأسفل أمام بيوت ٍ تجلس أمامها أمهاتهم. صبي ٌ و فتاة مرا من أمامي يرعيان خنزيرا ً واحدا ً لا غير، بدا شعر الخنزير أكثر ترتيبا ً و جمالا ً من كثير ٍ من مكونات ذلك المشهد.

مررنا أمام مدرسة هي في الحقيقة غرفة كبيرة أمامها ساحة مسورة بسورفيها التلاميذ الصغار، بعضهم حُفاة، آلمني المشهد و سألت أحد افراد فريق المبيعات الذين معي بالإنجليزية: "لماذا لا يرتدي حذاء ً؟"، ضحك و قال بلهجة فيها عدم مبالاة بالمشهد و كأنه طبيعي ٌ جدا ً أن يكون الوضع هكذا: "معظمهم يملكون حذاء ً واحدا ً يرتدونه فقط يوم الأحد حيت يذهبون للصلاة في الكنيسة". أحسست وقتها أن عملاقا ً وضع يده على موضع الألم عندي ثم اعتصره بجبروت ٍ لا مثيل له، و زاد ذلك من حنقي على الظلم و "زعلي" من الله و مقاطعتي له.

بعد شهور ٍ من ذلك الحادث وجدت الله مجددا ً ووجدت نفسي معه، أدركت أنني لم أكن أقبل الله لأن غروري الشخصي و رغبتي في تحديد القوانين و ما هو صالح و ما هو طالح و ما يجب أن يكون عليه الوضع الصحيح كما أراه كان يعميني عن الكثير من الأمور، و خصوصا ً عن المنطق و العقل.

لكم أن تعودوا إلى مقالي التالي لملخص من الأفكار عن مشكلة هذا العالم و الدور الذي نلعبه كبشر في تدميره و تدمير أنفسنا، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=384075 و لن أكرر تلك الأفكار في هذا المقال، فأنا أردت أن أقول شئيا ً آخر. أريد أن أقول أننا بغرورنا الإنساني و قصورنا عن إدرك العلاقات الصحيحة بين الأمور و تكامل كل عناصر الفعل و رد الفعل مع بعضها البعض نعتقد أننا "نفهم" ما هو الصواب، و كيف "يجب" أن تكون الحياة، و نستطيع أن نضع "المقايس" الصحيحة للعدالة و نحدد "الفرضيات" التي يجب على أساسها أن تكون حياة البشر، ثم بعدها "نحدد" من هو الله، و ما هو دوره و كيف يجب أن يتصرف، ثم نقارن الموجود مع تلك المقايس فنحكم على الله.

أنا لست ُ محامي الله الشخصي، لكنني رجل ٌ لم يتعود أن يلوم الآخرين على نقائصه أو عيوبه أو أخطائه، و أحب دائما ً في كل حين أن أقيم الأمور بعد أن تجتمع العناصر الفاعلة كاملة ً أمامي بدون إغفال أي جزء، و بدون أن أبدأ بفكر مُسبق، فهذا مهم جدا ً إن كان الإنسان يتحرى الحقيقة و يسعى وراءها، و لهذا أقول أن علاقتي مع الله هي علاقة حب و عشق و ليست علاقة معرفة تُحدد من هو أو تدعي أنها تفهمه، لكنها علاقة شاكرة لحضوره المحب في حياتي و بيتي.

بعد عودتي إلى الله ما زلت أذكر ذلك الموقف في أوغندا و لا يغيب عن عيني أبدا ً لكني أراه الآن بطريقة مختلفة تماما ً. في ذلك اليوم رآيت الأطفال الحُفاة و تألمت، لكني الآن كلما تذكرتهم أشعر بخجل ٍ أشبه بخجل تلميذ ٍ عجز َ أن يجيب على سؤال ٍ بسيط أمام زملائه ِ الطلبة لأنني وقتها أغفلت ُ ما آراه الآن في الموقف.

بعد عودتي إلى الله تذكرت ُ و أنا متعجب ٌ كيف أنني لم أنتبه لذلك مُسبقا ً أن جميع هؤلاء الأولاد الحفاة كانوا يلعبون مع بعضهم البعض بفرح ٍ شديد ٍ جدا ً أمام المدرسة صدقوني أني لا أراه عندما أمر أمام مدارسنا الفخمة في الأردن، و أنه يفوق فرح أولادي أنا في البيت، و الذين يملكون ال S4 و الحاسوب و البلاي ستيشن و يرتدون ماركات الثياب.

هذا الفرح الذي كان في ضحكات ٍ هؤلاء الأطفال الأوغندين غاب عن عيني لأن غروري و غضبي أعميانني و جعلا مني الحكم على الله و الخصم و المُنفذ في نفس الوقت. اختصمت ُ الله في محاكمة ً غاب عنها الله و حضر فيها الغرور، و قصر النظر و تغيب المعطيات و أنصاف الحقائق و محدودية الفكر.

لا زلت ُ أفكر بمشكلة الشر في العالم و أتألم مع المتألمين، إلا أنني الآن أستطيع أن أقول بكل اطمئنان أن الحضور الإلهي في نفس البشر جميعا ً المتألمين و غير المتألمين هو بلا شك ٍ معين ٌ كبير لكل ٍ حسب حاجته و تذكير لهم بإنسانيتهم الجامعة و دعوة لقويـِّهم ليحمي ضعيفهم و خيـِّرهم ليساهم في جعل مجتمعاتهم أفضل و أكثر عدلا ً.

فلندع "معاير قبول الله" جانبا ً و لنقبل الله، فالله الذي أعرفه "محبة" و فيه الإنسان هو الأعظم و الأعلى و الأغلى، و يتجاوز المادية الاستهلاكية بنفس السمو الذي يتجاوز فيه العقائدية الميثولوجية و تداعيات النصوص.

الله يعيش ُ فينا و علينا نحن أيضا ً أن نعيش في الله!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرحنا بالله
حميد ( 2013 / 11 / 5 - 13:25 )
و كذلك انا لم أكن ألاحظ فرح الفاتحين و شعورهم بالسعادة و هم ينكحون السبايا و يسوقون قطيع الرقيق من الأمة المهزومة و يقيمون صلواتهم شكرا لله و يخلّد المؤرخون بطولاتهم و نشرهم لدين الله الذي يملأ النفوس بالسعادة ، بل و لم أكن ألاحظ ذلك الفرح النوراني لهم و هم يقومون بالسلب و النهب (الغنائم) و كيف يوزعونها بكل نزاهة فيخرجون الخمس لأمير المؤمنين بما فيه آلاف الأبكار ليفضهن رضي الله عنه و يسجد شكرا لله و يقيم السنة و يحيي فريضة الجهاد ، حتى غزوات المسيحين لأمريكا الجنوبية و تلك المجاهدات التي قضت على الملايين من الأشرار الكفار لينتشر الإيمان و تعم السعادة ... يا الله ما أعظمك خاصة عندما تتجلى في نكح السبايا و هن يبكين الزوج و الأب و الأخ و خراب الديار و جند الإسلام ينكحون بقضيب لا ينثني و يصرخون من اللذة و التلذذ ببكاء السبايا الذي يحسبونه ناتجا عن فحولتهم ... نحمدك يا رب أن هديتنا لدينك القويم و الحمد لله على نعمة الإيمان


2 - إلى أستاذ حميد
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 5 - 14:02 )
تحية ً لك أستاذ حميد،

لقد ذكرت لك في مقالي في الفقرة الأخيرة أن الله محبة، و هذا يعني أنني أتفق معك أن العنف و القتل و الدمار و الحروب خطأ.

كما اسمح لي أن أعيد أمامك نص الفقرة الأخيرة:

(فلندع -معاير قبول الله- جانبا ً و لنقبل الله، فالله الذي أعرفه -محبة- و فيه الإنسان هو الأعظم و الأعلى و الأغلى، و يتجاوز المادية الاستهلاكية بنفس السمو الذي يتجاوز فيه العقائدية الميثولوجية و تداعيات النصوص.)

و لاحظ كلامي عن تجاوز تداعيات النصوص و الميثولوجيا.

بعبارة أخرى أنا أتكلم عن الله ليس كما وصفته الأديان، لكن عن الله الذي يعيش في قلب البشري و يجعله أفضل. و هذا ما ذكرته أنا في الجملة التالية:

(تذكير لهم بإنسانيتهم الجامعة و دعوة لقويـِّهم ليحمي ضعيفهم و خيـِّرهم ليساهم في جعل مجتمعاتهم أفضل و أكثر عدلا ً.)


سيدي الكريم الله محبة، و لا شأن له بحماقاتنا البشرية و طموحاتنا السياسية، فإنت كنت تكره الصورة البشعة التي يرسمها الناس له فاعلم أني أكرهها أكثر منك، لكني لا أسمح للبشر أن يمنعوني من البحث عن الحقيقة، أنا أنطلق باحثا ً عن الله غير المتصل بتصورات البشر و السياسة، الله الكائن!

دمت بود.


3 - الله هو الانسان
علي ( 2013 / 11 / 5 - 17:18 )
الله الذي تبحث عنه ياستاذ نضال هو انت وانا والاخرين , الله هو الانسان الذي يصنع قدره بيده خير او شر . هذا ما وصل اليه مكسيم غوركي بكتابه اين الله , ظهرت هذه الفكرة باحدى مسلسل ستار تريك الشهير في السبعينات , عندما طلب شخص من الكابتن السفر للمنطقة المحظورة ليرى الله وافق الكابتن بعد تردد وعندما وصلوأ بعد المصاعب والخوف ووو... وجدوأ كوكبا- رسم عليه وجه الشخص الباحث عن الحقيقة .
انت الله بعيون اولادك عندما اعطيتهم الحاسوب والهاتف وباستطاعتك سلب هذه المتعة منهم , الرئيس الاوغندي هو الله الذي بمقدوره ان يبني المدارس ويبلط الشارع ويلبس الاطفال الفقراء الاحذية والملابس النظيفة او يتركهم على فقرهم.
ان كانت هذه هي الفكرة انا معك , اما ان يكون قصدك فصل الله عن الانسان واعتباره هو المحبة والخير وعليهما ان يتعايشا , فاسمح لي انا ضدك في هذا الرأي .

تحياتي وتقديري


4 - إلى الأستاذ علي - 1
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 6 - 05:12 )
أخي الأستاذ علي

ردك جميل جدا ً أشكرك!

أنا أؤمن بالإنسانية و ضرورة أن نرتقي بها نحو الكمال في حياتنا و علاقتنا مع الآخرين، و من هذا المنطلق أومن بالمجتمع الذي يبدأ الرقي فيه من المنزل و يمتد خارجيا ً نحو الناس و داخليا ً نحو نفس الإنسان، و أومن بالمجتمعات العلمانية التي يتم فيها فصل الدين عن الدولة و التي يتم فيها تشريع القوانين حسب حاجة الناس و المجتمع، و حيث تكون المواطنة و الإنسانية هما معيرا القياس و أعتقد أنك أنت كذلك حسبما فهمتك.

لكني أزيد عليك في أنني أقيس الوعي الإنساني لأصل إلى وعي أعظم منه نسميه -إلهي- فمثلا ً كما أن الإنسان يتكون من مواد عضوية تتفاعل مع بعضها و ينتج عن تفاعل العضوي وعي و حياة و ذكاء مُدرك هو أعظم من اجتماع المكونات العضوية فإذا ً لا بد بنفس طريقة القياس وجود وعي أعظم مدرك و عاقل ناتج عن تفاعل مكونات الحياة الأخرى (ربما التي في مجرات أخرى أو حتى عندنا)

ما أقوله ليس فلم خيال علمي لكن هو استنتاج قياسي على معطيات واقعية، صحيح أنه لا يوجد لدي دليل مادي، و ربما ستطول السنين قبل أن -يرصد- العلم هذا الوعي الأعظم، لكني أبحث عنه و لا أستطيع أن أنفيه، من هنا -الله-!


5 - إلى الأستاذ علي - 2
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 6 - 05:18 )
و من هنا فهمي لوجود هذا الكائن العاقل الواعي المدرك، و هو كما أراه غير منفصل عن الطبيعة نفسها لكنه فيها، حال و عامل و فاعل.

و لو قبلت َ أخي علي طريقتي في التفكير و جاريتني فيها (بغرض الفهم) و من خلال مراقبتنا لمجريات الأحداث في العالم نستطيع أن نقول أن هذا الوعي الأعظم لا يسيطر على الحياة، و لا يتحكم بها، لكنه حال فيها جزء منها و هي جزء منه.

لذلك فهو لا يهتم إن ارتديت شورت أو بنطال أو دشداش، أو أطلت شعرك أو قصرته أو تناولت سمكا ً أو لحما ً أو خضارا ً، لأن مستوى الوعي و العقلانية عنده -مُدرك- بطبيعته هذه الخيارات النابعة عن التفاعل البشري مع العالم الخارجي الذي هو فيه و العالم فيه.

بمعنى آخر أنا أومن أن الله (هكذا سميناه نحن البشر) ليس هو الإله الذي تخبر عنه الديانات، فهي تجارب شخصية دينية لأصحابها ممن تم تسميتهم بالإنبياء و هم فعليا ً قد يكونون في مرحلة ما تفاعلوا مع هذا الكائن الأعظم و سجلوا خبرتهم كما رأؤها، و علينا أن نسنطيع فلترة و تميز صوت الكائن بين أصواتهم، و هي مهمة صعبة لكنها ممكنة.


6 - إلى الأستاذ علي - 3
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 6 - 05:24 )
كنت أقول: هي مهمة صعبة لكنها ممكنة، فنصوص الديانات مليئة بالجميل و الرائع الذي هو نتاج التفاعل الإنساني مع الكائن الإلهي، و فيها أيضا ً فظائع هي نتيجة أصوات البشرية الصارخة الطامحة للثراء و القوة و السلطة أو المجنونة التي تريد أن تحتكر الحقيقة في لحظة هذيان غير منطقي يرى فيها الإنسان أنه وحده الصواب.

لهذا أنا أرى الدين أصعب بكثير و أعمق بكثير من مجرد -أنا أومن- أو -أنا لا أومن- فهو بحاجة لدراسة عميقة لتجارب الأنبياء الدينية و فلترة رسائلهم و التعمق في نصوصهم، ليس فقط بمنهج النقد النصي الذي لا يزيد عن كونه محاولة للتثبت من صحة النص، بينما يجب أن يُرافقه دراسة تامة لما يسمى ب Propostion of value أو القيمة التي تستقيها من النص نفسه (هذان شيئان يجب أن يتم دراستهما معا ً بالضرورة).

كما ترى الأمور عندي هي رحلة لم تُختم بعد و لن تُختم حتى يأتي اليوم الذي تنتهي فيه دورة حياتي، أملا ً و راجيا ً و اسمح لي أن أقول مؤمنا ً أن طاقة الحياة عندي لن تنتهي لكن ستكون في شكل آخر مستمر.

دمت بود.


7 - تحية استاذ نضال
علي ( 2013 / 11 / 6 - 17:49 )
اخي استاذ نضال
شكري الجزيل لردك الكريم وماله من معاني جميلة وعميقة

اصبت انا اؤمن ان المواطنة و الإنسانية هما معيار القياس . سابدأ معك بقياسك للوعي الانساني للوصول الى وعي اعظم (1) . هذا الاستنتاج كما تفضلت قياسي وبدون معطيات واقعية ودليل وسنحتاج زمن للوصول اليه , اذن الان نحن مطالبون بتفسير امام انفسنا على الاقل , فيجب ان نقرر هل نحن مؤمنون بوجود هذا الوعي العظيم حسب معطياتنا الفكرية الحالية ام لا ؟ هنا وبالنسبة لي سافترض عدم وجوده على الاقل في زمننا الحالي

ولنفترض اني جاريتك بالتفكير لغرض الفهم 2 , تقول ان الوعي الاعظم لايسيطر على الحياة ولايتحكم بها , لايهتم ان اكلت كذا او لبست كذا ..انت هنا قد ساويت بينه وبين الانسان , بل ان الانسان افضل لانه يستطيع التحكم والسيطرة على الكثير من شؤون حياته ومستقبله ومصيره , انتفت الحاجة لوجود هكذا كائن لايحل ولايربط ولايتحكم بشيء , فلماذا البحث عنه ؟
لااتفق معك بان الانبياء قد تفاعلوا مع هذا الكائن , لان قراءة السيرة الشخصية لكل منهم والبيئة التي وجدوا بها والحقبة الزمنية وظروفها تعلل ماقاموا به ودعوا اليه.. يتبع


8 - تحية استاذ نضال
علي ( 2013 / 11 / 6 - 17:50 )
اخي استاذ نضال
شكري الجزيل لردك الكريم وماله من معاني جميلة وعميقة

اصبت انا اؤمن ان المواطنة و الإنسانية هما معيار القياس . سابدأ معك بقياسك للوعي الانساني للوصول الى وعي اعظم (1) . هذا الاستنتاج كما تفضلت قياسي وبدون معطيات واقعية ودليل وسنحتاج زمن للوصول اليه , اذن الان نحن مطالبون بتفسير امام انفسنا على الاقل , فيجب ان نقرر هل نحن مؤمنون بوجود هذا الوعي العظيم حسب معطياتنا الفكرية الحالية ام لا ؟ هنا وبالنسبة لي سافترض عدم وجوده على الاقل في زمننا الحالي

ولنفترض اني جاريتك بالتفكير لغرض الفهم 2 , تقول ان الوعي الاعظم لايسيطر على الحياة ولايتحكم بها , لايهتم ان اكلت كذا او لبست كذا ..انت هنا قد ساويت بينه وبين الانسان , بل ان الانسان افضل لانه يستطيع التحكم والسيطرة على الكثير من شؤون حياته ومستقبله ومصيره , انتفت الحاجة لوجود هكذا كائن لايحل ولايربط ولايتحكم بشيء , فلماذا البحث عنه ؟
لااتفق معك بان الانبياء قد تفاعلوا مع هذا الكائن , لان قراءة السيرة الشخصية لكل منهم والبيئة التي وجدوا بها والحقبة الزمنية وظروفها تعلل ماقاموا به ودعوا اليه.. يتبع


9 - تكملة التعليق
علي ( 2013 / 11 / 6 - 17:57 )
هذا لو افترضنا وجودهم اساسا- وانهم ليس اساطير وملاحم وقصص

نصوص الديانات الجميلة (3) ليست برأي نتيجة تفاعل الانسان مع الكائن الالهي . الانسان لديه فطرة الخير , الطفل هو اكثر الكائنات براءة , حيث ينشأ على طبيعة الخير ولكن تغير ظروف نشأته هذه تبرز فيه صفات الشر والعدوانية كرد فعل او غاية تبرر وسيلته والتستر بالفظائع التي جاءت بها الاديان
اخيرا- اسمح لي ان المهمة ليست صعبة , فدراسة الاديان ونشأتها وتأثيرها المدمر على الانسانية على مدى القرون السحيقة , توضح ببساطة انها ادوات للسيطرة والتحكم من قبل الانسان للانسان بكل اشكالها السياسية , الاقتصادية والاجتماعية منذ نشؤ عصر الزراعة ثم الاقطاع الذي مهد للنزعة الملكية الفردية على حساب الكل
باختصار وبرأي انت تبحث عن سراب اسمه الوعي الاعظم , الوعي الاعظم هو الانسان بمحبته وكرهه , بطيبته وشروره , ببرائته واجرامه , برحمته وقسوته , بسيطرته وخضوعه , بانسانيته وهمجيته .. اعتقد ان تلك هي صفات الاله التي جاءت بها الاديان .
شكري الجزيل لسعة صدرك وتقبل تحياتي


10 - إلى الأستاذ علي
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 7 - 15:48 )
تحية ً طيبة أستاذ علي،

عرضك للأمور منطقي جدا ً و هو يعتمد بالكامل على الدلائل المحسوسة.

منهجي أنا يتعامل مع الدلائل المحسوسة مثلك لكني أزيد أنني أقيس، و في هذا القياس نوع من المنطق المسمى Inductive reasoning و هو الذي فيه النتائج لا تستتبع بالضرورة من الفرضية، بينما منطقك يسمى deductive reasoning و فيه النتائج تستتبع بالضرورة من الفرضية.

منهجي يترك المجال لقبول ما هو غير مكشوف الآن للحواس و ذلك بسبب قصور العلم عن الإحاطة بالكون، و يترك الباب مفتوحا ً أمام الإحتمالات، و يجعل من إمكانية الوصول لحقائق علمية واقعا ً في المستقبل.

الأنبياء و سيرهم فيها الكثير من الكوارث و الكثير من الجيد، الجيد كما تفضلت أنت هو من إنسانيتهم و أنا أيضا ً أومن بهذا فالدين ليس مصدر الأخلاق أو الرقي لكني أبحث تحت الكومة في شئ آخر هو نتيجة اتصال بوعي أعظم.

لم أغلق الباب.

دمت بود و أهلا ً بك دوما ً.


11 - حوار جميل
علي ( 2013 / 11 / 8 - 14:29 )
اخي العزيز نضال
احترم جدا- منهجك و جهدك في البحث بالرغم من قصور العلم بالاحاطة بالمعرفة الكافية للوصول للحقيقة . بالنسبة لي انا اكتفيت واقتنعت بالنتائج والمعطيات الحالية التي توصلت اليها المعارف والعلوم . لااعلم ربما سيتغير الامر مستقبلا- وقد لايكون في زماننا هذا .
سرني جدأ- حوارنا وتبادلنا الرأي اتمنى لك التوفيق
تحياتي


12 - إلى الأستاذ علي
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 9 - 06:04 )

أهلا ً بك دوما ً أخي الكريم،

إن تبادل الآراء و الاضطلاع على المناهج المختلفة في البحث عن الحقيقة هو غنى متبادل نتشارك فيه في الإنسانية و الأخوة و الرقي,

أشكر وجودك و وقتك الذي تستثمره في الحوار، و أقدر جهدك!

أهلا ً بك دوما ً.

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ