الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعوبة مواد الهوية

داود روفائيل خشبة

2013 / 11 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ما سر تشبّث حزب النور السلفى (الذى أصبح الممثل الأول والأبرز إن لم يكن الأوحد للإسلام السياسى) بما يسميه مواد الهوية فى الدستور؟
مواد الهوية هى الخندق الأخير الذى يتخندق فيه الإسلام السياسى.
كان الخط الأول للإسلام السياسى خطـًّا ثيوقراطيا صريحا، يقوم على دعاوى أن الإسلام دين ودولة، وأن الحكم لله، وأن الغاية إقامة الدولة الإسلامية التى تطبق شرع الله.
لما رأوا أن التيار المدنى قوة لا بد من أن يُحْسَب حسابها لجأوا لخديعة القول بدولة مدنية بمرجعية إسلامية، وهو قول ينطوى على تناقض صريح يتبيّنه من له أدنى قدرة على التفكير السوىّ. فالدولة المدنية سندها الأوحد إرادة الشعب ومرجعيتها الدستور والقانون الذى يسنـّه ممثلو الشعب مراعين رغبات ومصالح مختلف قطاعات الشعب.
حين أتيح للتيار الإسلامى أن يختطف السلطة – فى ملابسات وأساليب لا داعى للخوض فيها – دسّوا المادة 219 فى الدستور الذى صنعوه على هواهم ليضمن لهم البقاء فى السلطة إلى آخر الزمان.
لما أسقِطت دولة الإخوان ووجد حزب النور نفسه يحتل صدارة تيار الإسلام السياسى، ثم بطريقة ما وجد طريقه إلى لجنة إعداد أو تعديل الدستور، قاتل يضراوة للإبقاء على المادة 219 التى تفرض على التشريع الالتزام بالتأويلات والتفسيرات والفتاوى والأحكام المتخلفة المتحجّرة التى تراكمت على مذى أربعة عشر قرنا من التاريخ الإسلامى.
لما بدا أن المادة 219 لن يكون لها مكان فى الدستور الجديد (وإن كنا لا نستطيع بعد أن نطمئن كل الاطمئنان إلى هذا) ناور حزب النور ليُدخِل مضمون المادة 219 فى مواد أخرى أو فى ديباجة الدستور، وتبلورت هذه المناورة أخيرا فى الإصرار على التوكيد على إسلامية الدولة فيما يسمى بمواد الهوية.
توكيد الهوية الإسلامية للدولة يفتح المجال لتقييد كل تشريع بما ترى جماعات الإسلام السياسى أنه هو صحيح الإسلام حسب مفاهيمهم الرجعية المتخلفة. إنهم لا يرفضون فقط أن يُناط بالمحكمة الدستورية الحكم بمواءمة أو عدم مواءمة التشريع للشريعة الإسلامية، بل يرفضون حتى أن يكون الحكم فى هذا للأزهر، وإن كنا نحن العلمانيين بدورنا نرفض أن يكون للأوهر أو لأى سلطة أو هيئة أو جهة دينية هذا الدور.
فى دولة مدنية يجب أن تختص المحكمة الدستورية وحدها بتفسير الدستور وبالحكم فى مواءمة أو عدم مواءمة أى تشريع لروح ونصوص الدستور.
نحن العلمانيين نرفض أن تتحوّل الدولة إلى مسخ تتحكم فيه عقليات عفى عليها الزمن.
ملاحظة أخيرة فى أمر قد يُعَدّ، بنظرة ضيّقة، خارج نطاق هذا المقال، غير أنه ذو صلة وثيقة به. يقول بعض عقلائنا إن التيارات الإسلامية لا يمكن أن تختفى من ساحة الوطن. هذا قول صائب تماما على أن نحتاط اكيلا يخرج عن حدود الصواب. التيارات الإسلامية الدعوية كغيرها من التيارات الفكرية تتمتع بحماية مبدأ حرية الفكر والتعبير. لكن تيارات الإسلام السيياسى لا مكان لها فى دولة مدنية.
لا مكان للدين فى السياسة، لا دور للدين فى السياسة. هذا كلام قلناه وكررناه ونكرره وسنناضل فى سبيل إحقاقه.
على المثقفين المصريين أن يقودوا النضال لصدّ هجمات الفاشية الدينية التى تريد أن تزيدنا تخلفا على ما نحن فيه من تخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إنهم يمثلون دولة الإسلام
Amir Baky ( 2013 / 11 / 7 - 12:43 )
السلفيون يمثلون دولة الإسلام التى تريد إحتلال مصر. تحويل مصر لدولة مسخ كأفغلنستان و الصومال أو كليبيا حاليا. إنهم لا يخجلون من إستخدام الكذب و التضليل لأجل نصرة دولتهم على مصر. فهم من روجوا أن الإسلام دين و دولة و وطن. فطبيعى أن يحاربون مصر بكل السبل. فهل ندعو الإسرائيلين لكتابة دستور مصر. فهم أعداء مصر كإسرائيل.
هؤلاء لا يعترفون بالهوية المصرية و هذة البطاقة البلاستيكية المدون بها إنهم مصريين يستغلونها فى تدمير دستور مصر لصالح دولتهم. فالذى يرفض الوقوف للسلام الجمهورى للبلد و الذى لا يحترم رمز البلد (العلم) و يستبدلة بعلم القاعدة الأسود والذى يخون الجيش لا يستحق أن يكتب دستور مصر.
لا أعلم هل دورهم المرسوم هو إعاقة كتابة دستور متحضر لصالح أنفسهم أم لصالح إستمرار إدارة البلد بطريقة فاسدة.


2 - دين ألدولة
هانى شاكر ( 2013 / 11 / 7 - 14:02 )

دين ألدولة
________


ألأوله آه

ألأولة شربت بول ألبعير
وألتانيه رضعت ألكبير
وألتالته نكحت ألصغير

ألأولة شربت بول ألبعير ... مـــا دوانى
وألتانيه رضعت ألكبير ... مـــا غذانى
وألتالته نكحت ألصغير ... مـــا كفانى

ألأولة شربت بول ألبعير ... مـــا دوانى ... وحالتى سخام
وألتانيه رضعت ألكبير ... مـــا غذانى .... وجالى زكام
وألتالته نكحت ألصغير ... مـــا كفانى ... فَجَرونى بحزام

ألأولة شربت بول ألبعير ... مـــا دوانى ... وحالتى سخام .. وعالجنى غُراب ألبين

وألتانيه رضعت ألكبير ... مـــا غذانى .... وجالى زكام ... ووجع رجلين

وألتالته نكحت ألصغير ... مـــا كفانى ... فَجَرونى بحزام .. لأجل حور ألعين

.....

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت