الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعلم المدرسة المصرية هذا.. هل يعلمون أطفالنا هذا فى المدارس؟

احمد ابراهيم

2013 / 11 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


هل تعلم المدرسة المصرية أن علماء الاثار يعدون مصر موطن القصه القصيره ؟ وأن مصر هى صاحبه أول بحث فلسفى وأول مسرحيه فى اداب الدنيا وهى مسرحيه منف , والتى كتبت قبل الدراما اليونانيه بنحو 3000 سنه

هل تعلم المدرسة المصرية أن مصر عرفت أدب السخريه كالذى سجلته رساله حورى الى أمنوبى ؟ وأن السخريه المصرية صالت وجالت فتهكمت من الحرف المختلفه لكنها عند الكتابه وقفت خاشعه من عمق ايمانهم بالكتابه التى جعلوا لها الهه سموها ( سيشات ) و زوجوها من اله الحكمه لاحساسهم بما بين الكتابه والحكمه من اتصال

هل تعلم المدرسة المصرية أن مصر هى صاحبه قصه سنوحى وقصه الاخوين وهى وراء قصه يوسف وغيرهما مما خرج فى مصر لتستقر تلك الروائع الادبيه فى متحف برلين كما استقرت مسرحيه منف فى متحف لندن

هل تعلم المدرسة المصرية أن متون الاهرام فيها من ألوان الجمال التعبيرى ما جعلها صورا نابضه حيه لها فى نفوس المصريين وعلى مر العصور مقام كبير .. وأن متون الاهرام تنبئ عن تركيب شعرى قديم بهيئه أبيات من الشعر الموزون المقفى المنسجم فى وضع كلماته ومعانيه .. وقد نقل العبرانيون هذا التركيب الشعرى الى أدبهم بعد 2000 سنه وهو تركيب معروف فى الميزان باسم ( توازن الاعضاء )

هل تعلم المدرسة المصرية بأن من اداب المصريين القدماء قصه خلق العالم , مواعظ بتاح حتب , حديث الشاعر ايبور الى الملك الشيخ بيبي الثانى مما أثرته قصه ناتان مع داوود , دراما انتصار حورس على أعدائه وهى منقوشه على جدران معبد أدفو و تحتوى على مقدمه وثلاث فصول مقسمه الى مناظر وخاتمه

هل تعلم المدرسة المصرية قصه سنوهى وقصه الملاح الغريق الذى هبت عليه العاصفه وحطمت الامواج شراعه وقذفتبه الى الشاطئ فقال ( لا رفيق لى الا قلبى .. راقدا فى غابه لا أحتضن الا الفراغ ) مما تأثرته الاوديه فجعلت يوليسيس يركب سفينه فى البحر يثير زيوس فى وجهها العاصفه أيضا فتتحطم السفينه ولا يبقى الا قطعه خشب وهنا يناقش الملاح الاغريقى قلبه أى انه رفيقه تماما كالملاح المصرى … وهنا حاكى تلك القصه المصريةدانتى حين قال ( ما أعظم سرور من يقص ما وقع له حين ينجو من كارثه حلت به )

هل تعلم المدرسة المصرية تسابيح اخناتون ؟ وكيف قبست منها المزامير ؟

هل تعلم المدرسة المصرية بما عند مصر من أدب الرحلات وخير مثال له رحله منامون ؟

هل تعلم المدرسة المصرية والاعلام المصرى المهووس بالحديث عن الاغانى الخاليه من أى مضمون ما رقرقته مصر من أغانى الفلاحين والعمال والرعاه من أغانى السرور والحب والجمال فى لغه جميله وعاطفه ساميه راقيه مما يملأ خمس مجاميع وقد جاء نشيد الاناشيد على غرارها

هل تعلم المدرسة المصرية شيئا عن تعاليم أمينموبى مما نقله عن سفر الامثال؟

هل تعلم المدرسة المصرية أن فى الادب المصرى القديم أقدم صوره لقصه سندريلا وقدمها الصغيره وسائر أحداث القصه .. وأن فى الادب المصرى القديم قصصا على لسان الطير والحيوان تشير الى الضعف الانسانى وعيوب البشر وتأتى فى السياق الحكمه والمعانى الساميه؟

هل تعلم المدرسة المصرية أن الادب المصرى استمد منه الادب الاغريقى والرومانى بل استمد أدب العالم كله من حكمه بتاح حتب حتى ليقول ألن جاردنر ( ان الادب اليونانى لم يقفز الى الوجود مكتملا كما خرجت فينوس من الامواج واننا لن نعرفه الا اذا عرفنا الطريق الذى سلكه النفوذ المصرى على التوراه وعلى الادب اليونانى فهما لاشك فيه أن هذا أو ذاك لم يكن ليوجد بالصوره التى كان عليها لولا أثر مصر فيه )

لا أحسب أن المدرسة المصرية وارد عندها هذا كله أو بعضه .. ولا أحسب أن المدرسة المصريةتعلم أطفالنا شيئا من هذا .. ففاقد الشئ لا يعطيه..

ذات مره سئل بعض الاطفال فى مدينه نيويورك عن المصدر الذى يأتى منه اللبن فقال البعض من القطط البيضاء, وقال اخرون من الارنب وقال اخرون من عند البقال .. هذا لانه لم ير الاطفال فى تلك المدينه الكبيره مزارع ولا حيوانات ولا حقول ..

ومغزى تلك القصه وما أقصده انه يجب أن نربط الاطفال بالبلد .. لا بالخطابيات لكن عن طريق الالتحام بمعالمها.. اسألوا الطفل عن اسم الشوارع فى بلدته .. عن أنواع الاشجار فى طريقه الى المدرسه.. عن الزراعات .. عن موسم القطن .. عن احساسه بقريته .. عن احتفال أهله بعيده .. اسألوا اطفال القاهره عن أحيائها .. عن مساجدها.. عن كنائسها ..عن نيلها .. اسألوا طفل كل محافظه عن النيل فى محافظته .. قصوا على أطفالنا قصه النيل مع مصر .. احكوا لهم كيف كانت مصر تحتفل بوفائه ليحتفلوا بههم ما دمنا جحدناه نحن .. حدثوهم عن ايمان مصر و موقفها من الاديان .. حدثوهم عن فنون مصر فى مواقعها من معابد ومساجد ومعارض .. علموهم أن الفن تكريم الحياه بالقيمه .. فرقائق الحفر فى الخشب أغنيه للشجر والنافوره صلاه المياه للنور وعماره المساجد صلاه تشكيليه ..

أعيدوا نظام الكشافه بما تبثه من نظام وتعاون وتكسبه من قدره تصرف وحل المشكلات .. علموهم حب العمل فانما أعمله ويعلمنى فى الوقت نفسه , ما أبنيه يبنيني ..

العمل دين وقربى الى الله حين يجوده أصحابه.. علموهم جوهر الدين , يقر الرقيب فى داخلهم ضميرا حيا ويستقر الرضا فى نفوسهم اطمئنانا واقبالا على الحياه السويه البنائه

علموهم احترام العمل اليدوى فهو لبنه فى البناء .. علموهم قصه الرغيف الذى نلقيه الان فى القمامه اننا كنا فى طفولتنا اذا وقعت لقمه على الارض ننكب عليها نلتقطها ونقبلها ظهرا وبطنا لانها نعمه يجب أن تصان

علموهم أن الاخذ يقابله عطاء .. ويقابله شكر.. فان من المعانى الغائبه عنا فى التربيه قيمه الشكر.. فللشكر معان عميقه تنمو معنا منذ بواكير الطفوله وغالبا ما يقترن الشكر بالابتسامه..

علموهم فن الحياه كيف يتمتعون .. كيف يأكلون.. كيف يلبسون .. كيف يتأنقون .. كيف يتصرفون .. فان التصرف الكريم حضاره ..

علموهم عباده الجمال فى الزهره , فى النهر ,فى الشروق , فى الغروب , فى الابداع الفنى , فى الصوت .. أطلقوا عليهم أسماء جميله فان الاسم الجميل يعطى صاحبه ثقه ونعيم احساس ويعطى سامعه راحه غامره.. كان سيدنا محمد ص يتفائل بالاسماء وحين وضعت ابنته فاطمه طفلها الامل أراد أبوه على أن يسميه حربا لكنه اختار الرسول له اسم الحسن وحين وضعت مولودها الثانى أعاد الاباقتراحه لكن الرسول اختار له اسم الحسين

علموهم أن الوقت هو العمر ليشبوا على احترامه والحرص عليه من الهدر .. علموهم أن الحياه تعاش وتحلو اذا كان للحى فيها هدف يسعى الى تحقيقه فاذا تحقق سعد به وتطلع الى هدف جديد

علموهم ما أستطعتم تجنب ألفاظ الاحباط فلا تصك أذنه منذ نشأته لفظه ( العالم الثالث ) فيجب أن يعرف بطريقه مبسطه بالفيلم والممارسه أى الرؤيه على الطبيعه بلده وما أعطى وكيف أستفاد الاخرون منه وصنعوا حضارتهم على أساس من حضارته وامتداد لها حتى لا يقع فى الانبهار التقليدى للغرب .. ولا تحيطوه بالافلام الاجنبيه وبالاسماء والملابس والاثاث والطعام الاجنبى حتى لا يفر منا شابا وذلك من الوهم الحضارى والايهام المستمر بالفروق وراء الارقام العالم الاول والعالم الثالث ..

لا تعلموهم بطريقه الاوامر والنواهى التى قد تؤدى الى نتائج عكسيه وكثيرا ما فعلت .. فتوفيق الحكيم أراد أبوه ان يكون قانونيا لا أديبا , وتوفيق أيضا اراد ابنه اسماعيل أن يكون مهندسا فاذا به يصير عازف جيتار.. والموسيقار القصبجى أراد أبوه أن يكون عالما فى الازهر لا موسيقيا.. ود طه حسين أراد أبوه أن يكون عالما فى الازهر فاذا به يثور على نظام التعليم ويتجه الى الجامعه المصرية ويتعلق بها طالبا فاستاذا فعميدا ..لقد وصل هؤلاء حقا على بغيتهم لكن تبديد طاقات كثيره فى المقاومه ومحاوله الملاءمه والمواءمه بينهم وبين مجتماعتهم الصغيره والكبيره ولو وفرت تلك الطاقات لبكر عطاؤها وتضاعف

علموهم أنهم يملكون الشوارع والمركبات والحديقه والمدرسه لان هذا كله هو ممتلكات الشعب .. ان الولاء للبلد يربى فى الاعماق ويغرس فى الصغر غرسا .. ليس الطفل جسما فقط يسمن بالغذاء لكنه عقل وروح ومشاعر تستثمر لخيره وخير المجتمع والبلد الذى ينتمى اليه

من كتاب أزمه الشباب وهموم مصريه د. نعمات أحمد فؤاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام