الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-يوميات صحفي .... سائق تاكسي-

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2013 / 11 / 10
المجتمع المدني




في مراسلة بيني وبين الكاتب المبدع الأستاذ محمد الرديني قبل بضعة شهور، تم الإتفاق على إستضافته من قبل اللجنة الثقافية للتيار الديمقراطي العراقي في أستراليا وترتيب حفل توقيع لكتابه الجديد الموسوم بـ "يوميات صحفي . . سائق تاكسي" في سدني في العشرين من شهر تشرين الأول من هذا العام. وقد تمت الإحتفالية في موعدها فعلاً ، وحققت نجاحاً لابأس به قياساً بإحتفالات مشابهة.

جاء الكتاب في ثلاث وتسعين صفحة من الحجم الصغير وتضمن مجموعة من مقالات الكاتب المتميزة بسخريتها من حالتي البؤس والظلم اللتين تعرض ويتعرض لهما العراقيون.

في مقدمة الكتاب وتحت باب "كلمة لابد منها" عرض الأستاذ الرديني صورة لما يمر به العراقي المهاجر خاصة من تجاوز العقد الخامس من عمره من صعاب في الحصول على وظيفة في مجال عمله وأختصاصه الأصلي. ويشير إلى أن بعضا من زملائه أقترح عليه الإنضمام لسلك سائقي التاكسي قتلاً للفراغ وبحثاً عن التسلية وربما مصدراً لمواضيع يومياته التي جمعها ونشرها على صفحات هذا الكتاب.

(إذا أردت أن تبحث عن الكفاءات في نيوزيلندا ، فأذهب إلى مواقف التاكسي) ، هذه المقولة تكاد أن تكون واقع الحال ليس في نيوزيلندا فقط بل في أستراليا أيضاً وربما في بقية بلدان المهجر التي يتواجد فيها العراقيون.

وبسبب من إلتزامات مسبقة لم أتمكن من تجاوزها اضطررت للسفر إلى خارج أستراليا وبالتالي عدم التمكن من حضور الإحتفالية، وبذلك فقدت فرصة التعرف على الأستاذ الرديني عن قرب.
ويمكن أن أذكر بهذه المناسبة أن بداية علاقتي بالأستاذ الرديني تعود إلى العام 2008 حين نشرت مقالاً على صفحات العديد من الصحف والمواقع في حينه بعنوان "لنعترف ! (مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ضد النساء في العراق)" تطرقت فيه بسخرية واضحة لبعض ملامح العنف ضد المرأة العراقية بالذات، وأورد أدناه بعضاً من فقرات المقال بتصرف:
"أعلن وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية عن قناعتي وإيماني بأننا معشر العراقيين السبب الرئيسي في ممارسة العنف ضد المرأة العراقية على مر العصور. وأرجو أن لا يغضب أعترافي هذا أي – زلمة – عراقي ، فالإعتراف بالخطأ فضيلة.
أقول نحن السبب، لأننا ببساطة عنصريون في نظرتنا للجنس فحن نفرق بين الرجل والمرأة على كل المستويات. إن مجرد الحديث عن المرأة يعني التمييز بينها وبين الصنف الآخر. حتى عندما نغازلهن فإننا ندعوهن بالجنس الناعم لأننا ببساطة لسنا سوى الجنس الآخر – الخشن -. حتى لغتنا العربية ولهجتنا العراقية الجميلة تميز بين – النثية – والفحل -.
في السبعينيات من القرن الماضي ، استدعاني مديري ليوبخني على تصرف – خشن – مع موظفة كانت قد أشتكتني إليه. قال لي : رفقاً بالقوارير يا علاء . . لم أفهمه ، سألت المرحوم والدي ليلتها فشرح لي الأمر . . لقد وصف مديري المرأة بالقارورة وهي زجاجة شفافة خفيفة من السهل كسرها ، فميزها عن الرجل الذي يتصف بالخشونة.
ذهبت كاترين ميخائيل ، الكاتبة والناشطة في مجال حقوق المرأة إلى مزيد من التفاصيل في تحديد اسباب العنف وطرق معالجتها في مقال نشرته فى موقع " الحوار المتمدن" ، ورغم قناعتي بصحة ما أوردته كاترين من تحليل ومسببات إلا أنني مؤمن بأن الأمر يتعلق بمسألتين لا ثالث لهما. أولهما: التربية المدرسية والتعليم ، وثانيهما: الثقافة العامة والثقافة الشخصية. أقول ذلك وكلي قناعة بأن اية دولة – مفترضاً وضعاً ديمقراطياً – لن تجبر الإعلام على تبني فكرة معينة ، ولا أن تطلب من رجال الدين أصدار فتوى معينة تخص موضوعا معينا ، ولا أن تطلب من النصف – الخشن – من الشعب أن يتبنى فكرة معينة تخص النصف – الناعم -. فالأمر يتعلق بمدى قناعة الفرد بالأمر ومدى سمو ثقافته الشخصية والسياسية والإنسانية.
إيقاف العنف ضد المرأة لن يتم بقرار حكومي بل ربما بمساعدة رسمية تُسَّنُ فيها قوانين تساوي بين الجنسين على كافة الأصعدة ولدينا مثال على ذلك لم تسبق العراق فيه أية دولة عربية أو أسلامية وهو قانون الأحوال المدنية الذي صدر في عهد الجمهورية العراقية الأولى الذي ساوى بينهما على كافة الأصعدة.
الجرائم التي تعرضت لها نسوة البصرة – ولن ننسى شمال العراق - ، حالة ليست بالجديدة ، فالتأريخ يحدثنا عن آلاف الحوادث عبر مئات السنين. حالة مقيتة يجب أن تتوقف مهما كانت المسببات والتداعيات عن طريق وضع رادع قانوني فوري يستند إلى قانون دستوري يتبع ذلك عملية تغيير للمناهج الدراسية بإضافة مادة جديدة تدرس فيها المبادئ التي وردت في اللائحة الدولية لحقوق الإنسان وعلى كل المستويات.
بقي أن نكون عادلين انسجاما مع ظروف العصر الذي نعيشه والتطور القانوني والإجتماعي الذي نعيشه تحت ظل العولمة اليوم ، فمن الجنس الناعم مايمكن تصنيفه خشناً والعكس صحيح أيضاً ويبقى الأساس أننا جميعاً بشر لنا حق الحياة وفق معادلات التساوي والعدالة في الحقوق والواجبات."
-;--;--;-
يبدو أن مقالي كان سبباً في أن يرد الأستاذ الرديني عليه في مقال نشر على صفحته في موقع "الحوار المتمدن" وبعنوان "الى علاء مهدي ... رد هادىء جدا "، أعيد نشره هنا بدون تصرف:
لقد احزنني ياصديقي ابتسارك لاسباب تخلف المرأة عندنا واوعزتها الى التربية والتعليم وهذا لعمري نتيجة وليس سببا.
ولاني مثلك من اشد المناصرين لحقوق المرأة لا اجد سببا غير اصحاب اللحى المحناة سببا في تدهور مكانة المرأة وسحق آدميتها.
اصحاب اللحى المحناة جعلوا كل عضو في المرأة عورة كما جعلوا كل شيء يصدر عنها عورة.
وبما انها ناقصة عقلا ودينا فمن العيب مناداتها باسمها الصريح امام الغرباء اذ من العيب ان يعرف هؤلاء الغرباء اسم المرأء التي تقف الى جانبك والافضل ان تنادى باسم "ام فلان" واذا لم تستطع الانجاب فاسمها ج جاهز " ام غائب".
هل كان جدك يا علاء ام جدي يمشي مع زوجته جنبا الى جنب في الشارع العام ام يترك بينه وبينها مسافة ؟هل كان ابوك ام ابي يكلم زوجته في الشارع العام ام يتلهى بالنظر الى النسوان الاخرين؟ لماذا كل ذلك لان اصحاب اللحى المحناة جعلوا من المرأة عورة في كلها.
من يجرؤ منا ان يرتبط بامرأة مثقفة.. لماذا، لانه اناني يخاف على مكانته ان تهتز امام اصدقائه حين يحتد النقاش في موضوع ما وتكون الغلبة لها...اصحاب اللحى المحناة ارادوها امية تكره الثقافة والعلم وتستكين بالبيت طباخة ماهرة وولودة لاتقهر.
هل رأيت – الا فيما ندر - امرأة تقرأ في الصباح جريدتها المحلية او تقرأ كتابا قبل النوم؟ لا لانها تكره ذلك ولكن اصحاب اللحى المحناة جعلوها تكره ذلك.
ولان صوتها عورة فهي صامتة امام زوارها واصدقاء زوجها ولكنه لايكون عورة حين تجتمع بصديقاتها حول شاي الصباح.
هل رأيت امرأة تضحك بصوت عال؟ قطعا لا لانها ستكون تهمة واي تهمة لامرأة تكسر التقاليد وتضحك امام الغرباء والكل يعرفون ان صوتها عورة -فما بالك ضحكتها-.
لقد زرع اصحاب اللحى المحناة - شئنا ام ابينا- في نفوسنا نحن الرجال كرها غير منظور للمرأة وحين تزوجنا اقنعنا انفسنا بان الزواج شر لابد منه وينقلب هذا الشر الى صمت هائل بعد السنة الاولى من الزواج في احسن الاحوال وتقتصر كل الاحاديث حول ماذا نأكل اليوم وهل تغدى الاطفال وكيف اوضاعهم في المدرسة....ووو انا اليوم "مصدع ، اريد اروح انام".
اتحدى اي واحد منا -وانا واحد منهم - قال لزوجته ليلا ،تصبحين على خير او صباح الخير حين يستيقظ في الصباح او يطبع على خدها قبلة الصباح قبل مغادرة الفراش او ان يقول لها بوله: كم انت جميلة هذا اليوم".
لي صديق قضى 30 سنة من عمره متزوج من امرأة هادئة وذات يوم شجع نفسه وقال لها بجرأة" ياأم فلان لم اسمعك تغازلينني في يوم من الايام؟" فاجابت" صدقني انا لا اعرف التمثيل؟".
هذه الاجابة تلخص الى حد كبير بشاعة التدمير الذي زرع نواته اصحاب اللحى المحناة فيها.
ان المرأة عندنا -عزيزي علاء- مكسورة ..مهشمة..ضعيفة، ورغم انها ام البشرية وبدونها لاحياة على الارض الا انها خرجت من ضلع آدم وجعلوها ناقصة عقلا ودينا واستشيروهن ولا تصغوا اليهن.. واضربوهن ضربا خفيفا.
هذه المرأة - صديقي علاء- لو فجرت مئات القنابل المفخخة في اصحاب اللحى المحناة لما لامها الله ولا اسوياء البشر.
سألتني امرأة فرنسية ذات يوم حين عرفت انا عربي
- سمعت انكم تقتلون المرأة التي تضاجع رجلا غير زوجها.
قلت لها :
- صحيح
فسألتني مرة اخرى ببراءة
- وهل تقتلون الرجل الذي ضاجعها؟
قلت في نفسي " مهبل المرأة هو كل مايشغل بال اصحاب اللحى المحناة وحين يقفلوه بمفتاح العفة يكونوا قد أمنوا عوراتهم ويتركوا مابين افخاذهم شيئا يلعب بكل حرية في مهابل نساء الاخرين".
عذرا علاء ان لم يكن ردي هادئا في بعض السطور.
-;--;--;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م


.. آلاف النازحين يناشدون العالم للتدخل قبل اجتياح إسرائيل مدينة




.. رفح الفلسطينية.. جيش الاحتلال يدعو النازحين إلى إخلائها مرة