الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف عرفت الله (3)

حسنين قيراط

2013 / 11 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في إحدي جلسات السمر في العاصمة الإنجليزية لندن إجتمعت مع عدد من الأصدقاء عرب وأجانب ، ودار حديث طويل عن الإنسان والأديان السماوية والأرضية .

وقف صديق لي وقد عاهدته قليل الكلام وقد فوجئت به يقف ويتحدث عن الإسلام وعن الإيمان بالله والملائكة والنبيين ويوم القيامة وما سوف يحدث فيه من أهوال والصيحة الأولي والصيحة الثانية وقرأعلينا سورة الواقعة كاملة ، كان حديثه مشوق وواضح ومرتب ومقنع وبعد أن جلس وقف أحد الحاضرين وكان أمريكيا ووجه إلي صديقي الحديث قائلا له : أنت مسلم وأنا ملحد ( لاديني ) لا أعترف بوجود الله وبالتالي لا أعترف بأن هناك يوما للحساب والبعث بعد الموت كما تعتقد أنت ، فهل لك أن تدع آيات القرآن والأحاديث النبوية جانبا لأنني لا أؤمن بها أصلا وأقنعني بأن هناك يوم للحساب .

نظرت إلي صديقي وأنا مشفق عليه كيف يقنع إنسان لاديني دون ذكر آيات من القرآن الكريم بأن هناك إله وبالتالي هناك يوما للحساب أو العكس إن صح القول ؟
وفي سهولة ويسر وجدت صديقي يقول له وهو كذلك فالنحتكم إلي المنطفق والإحتمال وتحكيم العقل بالماديات المحسوسة فقط دون الروحانيات
أنا مسلم مؤمن بالله واليوم ولآخر ،
أنت لاديني لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر .... حسنا
سنفترض جدلا
(1) أن ليس هناك يوما للحساب أي ليس هناك إله يحاسب الناس في يوم ما ( يوم القيامة) علي أقوالهم وأفعالهم ...صالحة أم طالحة
(2) أن هناك يوما للحساب لأن هناك إله خلق الناس وسوف يحاسبهم في يوم ما (يوم القيامة) علي أقوالهم وأفعالهم .... صالحة أم طالحة
والقياس للمنطق فقط
ففي الحالة الأولي أنا كمسلم يمنعني ديني من فعل المنكرات مثل الزنا ولعب الميسر وشرب الخمر إلي آخر الموبقات وإجتنبت كل ما نهي الله عنه من أقوال وأفعال
أما أنت ولأنك إنسان لا ديني ولا تؤمن بيوم الحساب ولا دين يمنعك وينهاك عن فعل المنكرات السابق ذكرها فقد مضيت تستمتع بكل مباهج الدنيا المحرمة
النتيجة :
أنا لم أخسر شيئا لا في الدنيا ولا في الآخرة بل صنت نفسي في الدنيا من مهالك كثيرة تسببها أتيان هذه المنكرات مثل التعرض للإصابة بمرض السرطان في حالة إدمان شرب الخمر ،وإحتمال الإصابة بفقد المناعة ( الإيدز) في حالة الزنا ، والإصابة بالإكتئاب بل والإنتحار بسبب لعب الميسر وأنظر إلي آثار ذلك عليك كإنسان وعلي أسرتك وعلي مجتمعك
وكذلك أنت لم تخسر شيئا في الآخرة (بإحتمال عدم وجود يوم للحساب )
أما في الدنيا فأنت معرض للإصابة بكل هذه الأمراض السابق ذكرها لوجود نسبة إحتمال الإصابة نتيجة وجود الفعل المؤدي لهذه الإصابة
بمعني واضح وصريح أنا لم أخسر شيئا ، أما أنت فقد خسرت الكثير من الصحة والمال وعلاقتك بالآخر.

أما في الحالة الثانية وهي وجود يوم للحساب فأنا أيضا لم أخسر شيئا بل سأدخل الجنة التي تنكرها أنت ، أما أنت في وجود يوم للحساب فمصيرك إلي النار التي تنكرها أيضا .

وفي يوم الجمعة وبعد الصلاة وخروجي من المركز الإسلامي فوجئت بصديقي يخرج وفي صحبته صديقنا اللاديني وتعجبت وأقتربت منهما وصافحت صديقي ودنوت من اللاديني وقلت له كيف حالك ففوجئت به يقول لي : في نعمة من الله والحمد لله ... قلت له كنت أبحث عنك فرد قائلا وأنا كنت أبحث عن نفسي حتي وجدتها بحمد الله وفضله وأخذ يردد
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا