الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- عاشوراء - الذكرى والتأسي

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)

2013 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لعاشوراء (شهر محرم) بداية السنة الهجرية الجديدة نكهة خاصة ، فهو يحمل معه مناسبتين مهمتين - دينيا - عند المسلمين ، فهو راس السنة الهجرية الجديدة وما تحمله من افراح ومسرات بالعام الهجري الجديد ، ويحتفل فيه المسلمون لانه ذكرى هجرة النبي الى المدينة .
وفي اليوم ذاته تبدا الاحزان والبكاء والنحيب على مقتل الحسين واصحابه ورجال اهل بيته في العاشر منه.
وفي المناسبتين – في العراق خاصة – تجد المسلمين في مرقد الشيخ ابي حنيفة يقيمون الافراح ،ويتغنون بالهجرة ، وفي المقابل – فقط نهر دجلة يقسم بينهما - حيث ضريح الامام الكاظم ترى معالم الحزن والبكاء ، وقراءة المقتل ، حيث يستقبلون ذكرى القتل قبل عشرة ايام !!!.
فبين الهجرة النبوية وبين مقتل الحسين ،تمر هذه الايام ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي وصحبه في كربلاء ،وياتي استشهاده ليرسم صورة واضحة عن الظلم الذي لاقاه من الاخر ، والقسوة التي اتبعها هذا الاخر معه ومع اصحابه و اهل بيته ، فقد حاصره باوامره ، ولم يترك له خيارا ، اما ان يذهب الى والي الكوفة وهناك يبايع يزيد ، او ان يحارب فيقتل ومن معه ، عندها اختار القتال والموت شهيدا لما يحمله من مبادئ لا تترك له الخيار امام هذين الخيارين سوى خيار القتال ،عندها انتصر الدم على كل شيء، وكانت معركة الطف التي قتل هو ومن معه من صحابته ورجال بيته فراحوا شهداء لتلك المبادئ التي امنوا بها .
واليوم نجد ان الملايين من البشر الذين يقومون باعمال باسم الحسين ، ويسلكون سلوكا مغايرا لسلوك الحسين ، ويؤمنون باشياء لم يؤمن بها الحسين ، ويتقولون اقوالا لم تثبت انها اقوال للحسين او انها رضى بها ، فلا نصب ( الجوادر ) وسد الشوارع ،ولا المشي الى كربلاء ، ولا اللطم ، وضرب ،ـ الزنجيل ، وتطبير الراس ، ولا لبس السواد - خاصة للرجال - والتلفع بياشماغات سود،من اعمال الحسين ، او من سلوكياته ، او من مبادئه.
ان ما يحتاج له الحسين وهو الشهيد في سبيل مبادئه ، هو ان يؤمن الانسان – ولا اقول المسلم – بالمبادئ التي قتل من دونها ، وان يضعها منارات امامه في حياته اليومية ، ويجعلها نبراسا له في مسارات هذه الحياة .
لا يحتاج الحسين للبكاء واللطم والتطبير ونصب الجواردر ولبس السواد .
الذي يحتاجه الحسين هو ان تطعم جوعانا وما اكثرهم في ايامنا هذه بالمال الذي يدفع لقارئ التعزيه الذي يروي اخبارا ما انزل الله بها من سلطان يحرك بها المشاعر فيستدر البكاء والعويل ، اوتدفع لايجار الجادر ليبقى فارغا الا من الرياح.
ان ما يحتاج اليه الحسين ،ان يتبرع – محبه والسائر على نهجه - بالدم لمن يحتاجه من المرضى ، افضل من ان يسقط على الارض ويذهب هباء عند التطبير.
الذي يحتاجه الحسين ،هو ان يجد العاري كساء له في برد الشتاء ، افضل من شراء الملابس السود ، وكأن الحسين طلب ذلك .
الذي يحتاجه الحسين هذا اليوم الانسان القوي المحافظ على صحته ليعمل في سبيل اطعام عائلته، لا الذي يسير ماشيا الى كربلاء لاكثر من اسبوع فيعطل الاعمال والمصالح والوظائف ويسد الطرقات.
ان الذي يحتاجه الحسين هو الكلام الصادق ، والامانة ، والنخوة ، والضمير الحي ، والكرامة ، والمروءة ، والشجاعة بابداء الراي ،والمثابرة على العمل ، لا تعطيل العمل ،والمحافظة على الصحة (العقل السليم في الجسم السليم) ، والذي لا يخاف من قول الحق ، ( الذي لا تاخذه في الحق لومة لائم ).
هذه المبادئ والقيم والاخلاق التي استشهد دونها الامام الحسين ، لا الكذب ، ولا الدجل ، ولا الخيانة ، ولا الضعف، ولا المرض ، ولا قول الباطل، والباس الباطل لبوس الحق ،ولا التقاعس عن العمل ، ولا اللطم ،ولا التطبير، ولا ضرب الظهر بالزنجيل ، فالى تلك المبادئ والقيم والاخلاق يا محبي الحسين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحسين ابن علي شهيد الطبري وليس شهيد التاريخ
ال طلال م ص ( 2013 / 11 / 10 - 16:58 )
الاخ الفاضل
الروايه الطبريه كذب وافتراء من قبل حاكم طاغيه ومعمم خبيث
حيث اثبت علماء الاثار العراقيون انهم عثروا على 45 كنيسه في الكوفه وحواليها واخر كنيسه بنيت في العام 845 اي حواي قرنين بعد مقتل بطل القصه المختلقه وهو الحسين ابن علي وجميع الاموات في قبورهم كانوا متجهين نحو القدس وليس مكه اي انه لم يكن بعد اسلام اومسلمون
اهل الكوفه في القرن السابع الميلادي كانوا مسيحيون
الفرس البويهيون وبعدهم الصفويون هم بنوا قبور الحسين وغيره وهي قبور خاليه من عظام مقدسه
هدف الحاكم والمعمم كان ولازال المنفعه الاقتصاديه وسياسه فرق تسد لذلك الحكومه الجعفريه الحاليه - الفاسده حتى النخاع - تؤيد مواكب اللطم والثريد العبثيه والتي تنتهي كما بدات لا تهدد الحاكم ولاتضره وشكرا ال طلال


2 - رد
داود سلمان الشويلي ( 2013 / 11 / 10 - 17:24 )
الاخ العزيز
ما طرحته خارج ما تضمنه مقالي من افكار هي معاصرة لنا ، ونحن نعيشها يوما بيوم ، الفكرة التي يحملها المقال هي الابتعاد من الممارسات المضافة على ذكرى استشهاد الحسين ، اما حضرتكم فانك تكذب الطبري وهذا التكذيب بحاجة الى دراسة متانية ليس مجالها هنا في هذا الرد ، وتذكر ان 45 كنيسة في الكوفة بنيت عام 845 فهذا يحتاج الى دليل ومصدر موثوق به علميا ، مع العلم الكوفة ليست كربلاء
شكرا على ملاحظاتك


3 - الحسين ابن علي شهيد الطبري وليس شهيد التاريخ
ال طلال م ص ( 2013 / 11 / 10 - 19:53 )
اخي الاعز تحيه عراقيه عطره
اشكر ك على ردك السريع
ان هدفي واضح وهو ان الحكام الملوثون كانوا ولازالوا وبالاتفاق مع المعممون السود يستغلون جهل واميه الملايين اقتصاديا وسياسيا من خلال قصه كتبوها هم في القرن العاشر في فارس
اتمنى ان يكون عندك الوقت الكافي لدراسه بحثي والدي نشر على صفحات الحوار في 25-10-013 مع المصادر واحدها هو كتاب نشر ما توصل اليه علماء الاثار العراقيون للسيد الطريحي - الكناءس في الكوفه
علينا ان نوقف عمليه التضليل واستغلال عواطف الناس ونبدد جهودهم من اجل حياه كريمه لا طاءله من مواكب اللطم العبثيه ولا فاءده فيها وانت تشهد ان المستفيد من الخسين هم المعممون والحكام واشكرك وارجو المعذره ان تماديت
اخوك ال طلال

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا