الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية

موريس رمسيس

2013 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعتبر الإلحاد بمثابة عملية عكسية لـتوحيد (مقالة الوحدانية و التوحيد) ، قام التوحيديون بدمج آلهة مختلفة القدرات في "آله أكبر" ليصير متعدد القدرات و المواهب حامل لجميع الميزات و الأسماء و الصفات السلبية و الايجابية و رد فعل نفسي دفاعي خوفا من عشوائية قدرات الآلهة فتم دمجهم في أكبرهم قدرة

أعتبر الحالة الإلحادية حالة هجومية مستمرة يتم فيها مطاردة آلهة مختلفة (آله لكذب / لنفاق / لقتل/ لسرقة / لقضاء / لقدر / ) في سماء الفكر و الخيال و إفنائها قبل اندماجها معا آخذة حالة "آله أكبر" يصعب الفكاك منه

الثقافة الإسلامية لا تتمثل فقط في / القرآن / السنة / الحديث / الحج / الصلاة / محمد / الله / فلو سقطت تلك الأعمدة جميعا لاستمرت الحالة الإسلامية لكونها تحوى تقريبا (60%) من مكوناتها على أفكار و تقاليد بدوية متأصلة في نفوس إتباعها تُمارس منذ عدة قرون قبل الإسلام ، لذا أختصوا عن الآخرين بفكرة "الآلة الأكبر" الأقوى الجبار القادر على كل شيء و متماشيا مع مفهوم رئيس القبيلة و العشيرة و تسلطه المطلق علي جميع إفرادها

عندما يترك المسلم الإسلام ناكرا وجود الآلة و رافضا أعمال رسوله فلا يُعد تلقائيا متشارك ثقافيا مع باقية الملحدين من باقية الثقافات الأخري كـ.. / الروسية / الانجليزية / الأمريكية / الصينية / الهندوسية / .. الفروق الثقافية عميقة لا يستطيع "المسلم الملحد" إن يتخطاها بمجرد نكرانه لله و رسوله ورفض فروضه

قيمة أخلاقية عليا مثل "عدم الكذب" لا نجدها في الإسلام في الإسلام بل نجد قيمة عكسية ، بتحريض المسلم على الكذب في أحوال معينة من خلال التراث الإسلامي كما يحيى المسلم دائما في حالة من الكذب خوفا و اتقاء من شر العين و عمل الحسد لذا أصبح المسلم يكذب تلقائيا طوال الوقت "إلا قليلا" .. في حالة إلحاد المسلم تتلاشى معه تلك القيمة نهائيا و يضطر ان يكذب طوال الوقت "بلا توقف" لكي يثبت لغير عدم إلحاده و كفره تحرجا و تخوفا و يصل بيه الأمر إلى ممارسة الفروض الإسلامية و الحج و العمرة اتقاءً و نفاقا .. تنطبق تلك الحالة على باقية القيم الإنسانية الأخرى الغير متواجدة و متلاشية أو متآكله في التراث و الثقافة الإسلامية

مقولة "دستويفسكى" .. أن الله إذا لم يكن موجودا فكل شيء مباح .. أي عندما تسقط فكرة الآله يسقط معها تلقائيا فكرة القيم النبيلة الجميلة .. هذا المفهوم قابل لحدوث بشكل بسيط جزئي في الثقافة الغربية لكون القيم الإنسانية تغرس في النفوس منذ الصغر فلا فرار عنها بغض النظر عن المعتقد و اللا معتقد .. أما في الشرق فلا يوجد تلك القيم النبيلة العليا أساسا و لا تغرس من الصغر لذا يعيش الملحد مثل المسلم تماما في فوضى من القيم الغير نبيلة الغير جميلة

هناك مسلمون يحملون قيم عليا نبيلة إنسانية و نجدهم من كبار السن من مواليد الخمسينات أو قبل ذلك .. قد أكون احدى هؤلاء قبل إلحادي و اختياري لفكر و ثقافة أخرى .. اجدنى شخصيا منذ الصغر .. لا اكذب لا اسرق لا احلف و لا أغش لا ارتشى .. اكتشفت فيما بعد إن الفضل ليس راجعا إلى الثقافة و التعاليم الإسلامية التى تشربتها لكنه راجع الى الاختلاط الأسرى الاجتماعي الثقافي الواسع الغير متعصب مع المسيحيين في فترة الطفولة و الشباب فترة تكوين الشخصية

لا يستطيع المسلم الملحد تبنى قيم عليا نبيلة من تلقاء نفسه ملازما نفسه بيه و بممارستها مع أخرين لكونها ليست جزء من شخصيته و لم يتربى عليها منذ الطفولة و بالتالي يفتقد وجود الرقيب النفسي القابع في الوجدان منذ الصغر (لا أقصد الخوف من الله و الضمير) ، لكنه يستطيع في حالة الاندماج لفترة طويلة فى ثقافات آخري بديلة تبنى قيم نبيلة عليا ، لذا أجد المسلم الملحد في حقيقة الأمر يحيى ملحدا مسلما "إلا قليلا" و الفرق يكتشفه عندما يشاهد "المسلم الملحد" مسلما يذبح إنسان فلا يردد الله اكبر

إمام المسلمين الملحدين فرصة سانحة لتحرك في مساحة الـ (60%) السابقة الذكر بفتح النوافذ و الأبواب لثقافات الإنسانية الأخرى ، فقد أثبتت التجربة و الأحداث التاريخية أن ما عندهم أرقى و أنبل و أجمل

مع شكري و محبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الملحد ينكر كل الأديان بما فيها ديانة المصلوب
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 10 - 20:16 )

المسلم الملحد تعبير فيه تناقض ولم لاالملحد المسيحي؟؟
أية فلسفة هذه ؟ وهي تحمل التعصب والكراهية والتبشير؟؟؟؟

اخر الافلام

.. على وقع الحرب في غزة.. حج يهودي محدود في تونس


.. 17-Ali-Imran




.. 18-Ali-Imran


.. 19-Ali-Imran




.. 20-Ali-Imran