الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد حق إنساني

ميلاد سليمان

2013 / 11 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإلحاد حق إنساني
تعقيب على لقاء قناة المحور مع إسماعيل محمد


اعتقد أن ما قدمته قناة المحور في حلقة 90 دقيقة، اليوم 10 نوفمبر 2013، بعنوان "اقتحام العالم السري للملحدين"!!. مع المذيعة التربوية الغير مهذبة والغير حيادية ريهام السهلي، هو نوع رخيص من الوعظ المباشر والنصح والتوجيه المبتذل، وقرصة وِدن لكل شخص يحاول التفكير والتمرد على ذلك المستنقع الديني الذي نعيش فيه. الصديق إسماعيل، ثباتك في عرض فكرتك، ووضوحك ومباشرتك في الكلام، يخشاه الجميع، حتى الأقربين منهم. استمر في قضيتك ونضالك التنويري، فالطريق أمامنا طويل. وعامة لاتقلق، حلقتي في برنامج شبيه ستكون قريبة، وسأجعل المجتمع يرى ما لم تره عين، ولم تسمع به أُذن. هل عالم الملحدين "عالم سري"، وكأنهم ظلوا شهور وأسابيع من التقصي والمراقبة والتتبع والتلصص!!؟. وكأنه أول لقاء مثلا ولم يسبقه لقاءات وحلقات ومقالات وكتابات لأعوام مضت؟. عنوان الحلقة مجرد فرقعة شغل إبتدائي إعلام فعلا.


أجمل نقطة في حلقة قناة المحور عن الملحدين، هو فطنة وذكاء الزميل إسماعيل في الحديث والإعلان عن قضية الزميل شريف جابر المقبوض عليه بتهمة الإلحاد!؟ فهل يُعتبر الإلحاد جريمة وتهمة يعاقب عليها القانون!؟. أو أن التبني والدعوة السلمية لأي فكرة تختلف معها يدعوا للعقوبة والمطاردات لمعتنقيها!؟. مما أحرج المذيعة والضيف والدكتور المُتصل وفضح الجميع.

الإخوة المعترضون، هل حقًا قمتم بتفويض وتوكيل للحديث بإسمكم ولسانكم ولكنه خذلكم مثلًا!؟ هل فعلا هو أساء لصورة الملحد الطيب الجميل الـ Fake profile، المُختبئ خلف الكيبورد، وعايش ببروفيلين وشخصيتين!!؟. هل صدم من ينتابهم الحساسية حينما يخجلون من ذكر إنهم مع تيار ليبرالي أو علماني، ويقولون إنه مدني!؟.

اعتقد بدلًا من السخرية والشماتة في توتر وتلعثم إسماعيل، وإهتزازه أمام سيل الاتهامات الجاهزة المُعلّبة المُلقاة عليه. جرّب مثلا أن تضع نفسك مكانه، أن تواجه العالم كُله بفكرك الذي يحتقره ويرفضه ويحاربه الجميع، جرّب شعور أنك لا تعرف ماذا ينتظرك بعد الحلقة!؟، وهل ستصل لبيتك سالمًا بعدها، أو يتم سحلك وإهدار دمك، بسبب بعض الثدييات الكسيحة التي تريد دخول جنة الحُور.


الآن، قمت بمهاتفة إسماعيل، حالته النفسية مرتفعة بشكل مدهش، بسبب كشف وجه الإعلام المتأسلم القبيح، وخروجه إلى العلن كأول ملحد مصري في بث على الهواء المباشر، وأخبرني بحزن عن كم المكالمات التي كانت تأتي ويتم رفضها من البرنامج، بسبب إنها أراء تؤيد أو تتفق مع فكرته، وكلمني عن المعاملة الحيوانية التي كان يعامله بها فريق الإستوديو ككل وليست المذيعة فقط، واعتباره هو والصديق أحمد حرقان حيوانات ضالة تحمل أمراض مُعدية مميتة!!؟

في النهاية، اعتقد أن إسماعيل سواء أصاب أو أخطأ، سواء وصّل هذه الفكرة أو شوهها، هو يمّثل نفسه فقط، هو يعبر عن فهمه للموضوع ليس أكثر. هو تصدى للمواجهة في مرحلة مبكرة، في وقت تخاذل واختفى فيه الكثيرين. المعارك الفكرية مستمرة. لك السبق يا صديقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان يمكن لاسماعيل أن ...
محمد البدري ( 2013 / 11 / 12 - 10:36 )
اعتقد ان اسماعيل لم يمّثل نفسه فقط، بل مثل العقل الفردي صاحب الحق في عدم السير مع المفاهيم العامة السائدة أو الانضمام الي القطيع الجماعي استسهالا للوضع الفكري والالتحاف بما اعتقدوا انه مأمنا لهم. وهذا هو الفارق الجوهري بينه وبين مقدمة البرنامج التي لعبت دورا مهنيا خسيسا بشكل ملفت للنظر مع حالة من الاختباء (وهي اعلامية وظيفيا) في تلافيف المشاهدين الذين ربما يواجهون علنا فكرة الالحاد لاول مرة بشكل مباشر في حياتهم. كان من الممكن لاسماعيل ان يحول الحلقة الي عيادة للتحليل النفسي لكل من اتوا به ليحطموا افكاره ويظهرهم كمرض (هم بالفعل كذلك) لولا المقاطعات المستمرة له وحصاره في وقت ضيق جدا وربما عدم درايته كثيرا بالفلسفة وبكيفية عكس اتجاه الاسهم والرماح المصوبه ضده من اصحابها وقتلهم بها حتي لا يعيدوا انتاج انفسهم علي حسابه ويظهروا كقديسين بعقول ناقصة وبعورات فكرية مفضوحة كعادتهم طوال تاريخهم الملئ بالايمان - اقصد الغباء العقلي والتسليم الفكري للقطيع الثقافي الاجتماعي.


2 - كان يمكن لاسماعيل أن ...
محمد البدري ( 2013 / 11 / 12 - 10:38 )
اعتقد ان اسماعيل لم يمّثل نفسه فقط، بل مثل العقل الفردي صاحب الحق في عدم السير مع المفاهيم العامة السائدة أو الانضمام الي القطيع الجماعي استسهالا للوضع الفكري والالتحاف بما اعتقدوا انه مأمنا لهم. وهذا هو الفارق الجوهري بينه وبين مقدمة البرنامج التي لعبت دورا مهنيا خسيسا بشكل ملفت للنظر مع حالة من الاختباء (وهي اعلامية وظيفيا) في تلافيف المشاهدين الذين ربما يواجهون علنا فكرة الالحاد لاول مرة بشكل مباشر في حياتهم. كان من الممكن لاسماعيل ان يحول الحلقة الي عيادة للتحليل النفسي لكل من اتوا به ليحطموا افكاره ويظهرهم كمرض (هم بالفعل كذلك) لولا المقاطعات المستمرة له وحصاره في وقت ضيق جدا وربما عدم درايته كثيرا بالفلسفة وبكيفية عكس اتجاه الاسهم والرماح المصوبه ضده من اصحابها وقتلهم بها حتي لا يعيدوا انتاج انفسهم علي حسابه ويظهروا كقديسين بعقول ناقصة وبعورات فكرية مفضوحة كعادتهم طوال تاريخهم الملئ بالايمان - اقصد الغباء العقلي والتسليم الفكري للقطيع الثقافي الاجتماعي.

اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها