الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الاممية بين الشيوعية والاسلام

جورج حزبون

2013 / 11 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الاممية في العقيدة الشيوعية ، هي القاعدة الاساسية ، لنضال العمال لاقامة الدولة الشيوعية القادرة على الغاء اضهاد البشر و انصاف الكادحين ، و كان شعار يا عمال العالم اتحدوا ، لانكم لن تفقدوا الا قيودكم ، ثم اضيفت عام 1969 الى ذلك الشعار // و شعوبه المضهدة // اشارة الى التحالف مع حركة التحرر الوطني ، فالاممية عند الشيوعين هي الغاء الحدود التي اصطنعتها الراسمالية حفاظا على الملكية الخاصة ، وادارت حروبا وقودها الشعوب المقهورة وعمادها الطبقة العاملة من اجل الحفاظ على مصالحها ، لم تجد الشيوعية في القومية الا عامل تقسيم لوحدة نضال الطبقة العاملة ،التي تتحقق حريتها باسقاط خيار الراسمالية في حدود مصطنعة نتاج الحروب والاتفاقات المصالحية ، ولقد ظلت البرجوازية خاصة الصغيرة اكثر الفئات تنظيرا للقومية ودفاعا عنها ، لانها بحكم تكوينها الاقتصادي ودورها الاجتماعية كفئة وسطية تلعب دور ( بندل الساعة ) صاحبة طموح لاخذ مكانة اسيادها بكفاءة افضل .
لقد فهمت الشيوعية العالم حسب ماركس ، على انه تاريخ الصراع بين الطبقات ، و بالتالي فان مصالح العمال في كل العالم واحدة ، و هي العدالة و المساواة ، و كما جاء في البيان الشيوعي (مانفستو ) ..... حتى ينقش العالم على رايته من كل حسب طاقته و لكل حسب حاجته ، و بذلك فان النزوع القومي ، كان متعارضاً مع هذه الاسس ، الا انه لا يتناقض مع ضرورة الصراع الوطني على الصعيد القومي من اجل التحرر من الاستعمار على طريق اقامة دولة نامية متطورة تسمح بظهور طبقة عاملة بروليتاريا قائدة للنضال المظفر برؤية اممية ، لتلتقي مع نضال عمال العالم المتحدين ضد الرأسمالية ، وبذلك تتواصل جدلية النضال الوطني والطبقي.
و الاسلام نظر الى القومية كدين ،واكد منظروهم اممية العقيدة وضرورة سيرورتها حتى رفع راية لا اله الا الله على الكرة الارضية ( حسب سيد قطب والمودودي والافغاني وسواهم )، و لذلك استخدام تعبير الامة ، علماً بانه انطلق ديناً عربياً و قراناً بلسان عربي مبين و لم يفهم الفاتحون الاوائل ايام الراشدين او الاموين و العباسيون ، ان الامم المغلوبة و المقهورة هي من امتهم ، بل بالعكس قاموا بنهبهم واهتموا باخذ الجزية منه ، ولم تكن فتوحاتهم دعوية بقدر ما كانت حروبا للسطرة والكسب بهوية اسلامية من اراد السلامة التحق بها ، و هذا ما دفع لبروز حركات معارضة لحكم العرب و المسلمين ، مثل ثورة الزنج و القرامطة و الحركات الشعوبية ، حتى ان المقريزي يقرر ان دولة الاموين كانت عربية ، ودولة العباسين كانت اعجمية ،وقد ظهرت مذاهب ومفاهيم وصلت الى ما يقرب المئة جميعها لم تكن عروبية ، ولعل هذا ما شجع على طرح الاممية حيث اصبحت تلك الراية تضم قوميات مختلفة ولغات متعددة ، تم الاهتمام بان تصلي بالغة العربية باعتبار الاسلام كدين عربي !! وسياسة اممي !! لكن الحركات الاسلاموية المعاصرة اهتمت على طرح الاممية الاسلامية لعدة غايات ، اهمها عمليات الاستقواء بالاخر ، و خاصة مسلمي الهند حيث كانوا يطالبون بالاستقلال و قاد فكرهم ابو الاعلى المودودي ، كما كان العرب يستقون بمسلمي الهند في وجه بريطانيا ، حتى قامت باكستان منقسمة عن الهند و اصبحت بلا قومية فكان البعد الاسلامي هو الاقوى و بالامتداد و التواصل كتب سيد قطب في كتابه معالم في الطريق صفحة 145 ، يقول ( الوطن ) دار تحكمها عقيدة و منهاج حياة و شريعة من الله ... هذا هو معنى الوطن اللائق بالانسان ، و الجنسية عقيدة و منهاج حياة و هذه الاسرة اللائقة ) .
لم تطرح المسيحية مفهوم الاممية ، و ان كانت الغاية حسب بولس / تلمذوا كل الامم / لكنه لم يتعامل مع المسيحية كقومية ، و احتفظت الشعائر باللغة للاتنية القديمة ، كما احتفظ الاسلام باللغة العربيى للصلاة ،لكن المسيحية ربما بسبب الانقسامات الداخلية المذهبية ، اخذت ابعادا كنسية قومية مثل بريطانيا وثيوبيا ....ثم اصبح اداء الصلوات بالغات المحلية وحتى عادات تلك القوميات بما فيها العربية ، و لم تطمح اليهودية اكثر من عصبويتها الدينية و القومية ، متمسكة بانهم شعب الله المختار ، ناظرين للاديان و الامم الاخرى بدرجة ادنى .
الا ان الاسلام السياسي لم ينظر الى الاسلام كاخوة في الدين ، وضرورة الاهتمام بوضعه الاجتماعي والسياسي ،بل مجرد ان يعلن اسلامه يصبح جزءاً من امة كاملة ، مع انه بالضرورة يحتفظ باداب و نظام حياة خاص و ينتمي الى وحدة مجتمعية يفخر و يعتز بها ، و من هنا تبرز العصبوية في الاسلام السياسي التي اوصلته الى تشكيل زمر ارهابية تبرر لذاتها كل الموبقات باسم الاسلام الذي قال فيه رسوله : الاسلام من سلم الناس من يده و لسانه .
لقد كانت القومية خصله تصل حد الاتهام لدى الشيوعيون ، و هذا ما ادى على فشل كافة محاولات قيام الجبهة الوطنية التي نادى بها الشيوعين كايقونة لهم ، رغم صمودها بعض الوقت ، مع انها نجحت في اوروبا و حققت انتصارات فترات الحرب العالمية و بعدها ، لكن عربياً لم تتطور لعدم ثقة الطرف الشيوعي بالتواجهات القومية ، و عدم ثقة القوى الوطنية بهدف التحالف مع الشيوعين ، و التوجز كان من الطرفين ، لاسباب طبقية و لاخرى فكرية كانت تتأثر بالفكر الاسلامي باعتباره ايقونة عربية حتى مؤسس حزب البعث ( ميشيل عقلق ) اعلن اسلامه اخيراً قبل وفاته ، و هذا يدلل على سطحية و عصبوية الانتماءات العقائدية سواء كانت دينية عند الاسلام او عند القومين او الشيوعين العرب .
ان مفهوم الاممية له سمو واحترام ، كونه ينظر للبشرية كوحدة ، لكن استخدام هذا المفهو لتمرير مذهب او ذهنية عصبوية ، تقزم هذا المفهوم وتجعله اداة لاهداف خاصة ، من مثل ان الاسلام امة بغض النظر لوطنية منتسبيه ، وهذا الادراك يسهل الاستقطاب للحركات الاسلاموية -التي اصبح واضحا من يمولها ويستخدمها – وبالتالي يبعد هذه العناصر الشابة المتحمسة عن مسولياتها تجاه اوطانها وشعوبها المقهورة والمضطهدة ، وهذا تماما ما يناسب اميركا حسب تجربة افغانستان ، والحالة الراهنة في الوطن العربي التي صورة المسلم وكانه عنصر لا منتمي تحت مفهوم الاممية الاسلامية .
لقد خاضت البشرية صراعات فكرية عميقة حول مفهوم الاممية ، وكتب لها خيرة المفكرين والمناضلين ، ورغم فشل التجربة السوفياتية ، فان خيار الاممية الانسانية لاسقاط الظلم والعصبوية والقهر هي الطريق الوحيد امام الشعوب المطالبة طلائعها الواعية لتعبيده حت الغد المشرق قطعا . ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج