الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط عدو والمطر أيضا ً، الدين هو الصديق الحميم

واصف شنون

2013 / 11 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ليس مفرحا ً تماما ً وأنت تعيش في بلد مستقر آمن حيث السلام التام والإبتسامات والألوان في كل حدب وصوب وزاوية وجهّة ، أن ترى بلدك الأصلي ممزقاً مهمشا ً بين البلدان والثقافات الحيوية وقد نبعت منه الحروف الأولى ودوران العجلة والزراعة وتأسيس المدن ومحاولات إختراق الكون وتشخيص مجرتنا وكواكبها ،هذا ليس مفرحا ً ،وكذلك لايثير حزنك بسبب بحّة صوتك وضياع سنواتك الفتية وشعورك باليأس (الدرويشي ) جراء ذلك، فقد كتب يوما ً محمود درويش (لقد يأسنا حتى بتنا غير قادرين على اليأس ) ، وهو الشاعر ، والرسمي ، والعالمي الذي لايحتاج لكل ذلك الآسى ، لكن درويش ، يمثلنا كثيرا ، نحن الذي نعيش خارج أوطاننا ونشعر بالتمزق وعدم الراحة ولا الفرح ، بالرغم من كل محاولاتنا الكثيفة الثقيلة المتكررة ، كي نتوازن كبشر ونحسّ ونفعل مثل بشر عاديين ..لكن هيهات ..!!
******
ليس مفرحا ً تماما أن تناقش صديقاً لك ،تعدّه من أجمل الإكادميين العراقيين الشباب وهو يكتب محرضا ً الناس بالقول الصارخ " تطرفوا في حب الحسين واعلموا انه كعبة العشق فابتغوا اليه الوسيلة واطلقوا العنان للجنون لكي يكون ذا جدوى فلاخير بحب ان تمترس بحدود معلنة ،ولايغرنكم كلام الاخر المبغض او المتماثل المخصي فانما الاول يعلم ان الحسين درع وهوية وان طقوسكم تمارين لاكتساب التسامي وهو يريدكم منغمسين في مستنقعات العبودية، والثاني مدجن بسياج الدونية ولايريدكم تغادرون مساحة التدجين المتعتق فيه نحو مدارج البطولة، الا والذي نفسي بيده ان الحسين مدرسة دائمة للرجولة يتمرن الانسان عبر طقوسه مهما كانت بدائية ليكون انسانا، فتمسكوا بانسانيتكم عبر الحسين مؤمنين كنتم ام غير مؤمنين ولاتكونوا تائهين تتقاذفكم الافكار المعلبة ، فالحسين قبل ان يكون اماما فهو خميرة حرية ازلية ." وحين تناقشه يقول لك أن واعي افعل ما بدا لك ،واترك الرعاع يمارسون شعائرهم كما يشاؤون ، وينسى أن هذه الشعائر الدينية والتي هي بالأساس تفتقد لك ( روحية دينية ) هي التي أوصلت العراق والعراقيين الى هذه المآساة اليومية ، بسبب سهولة إستغلالها من رجال وتجار الدين الذين تناسلوا وتكاثروا مثل بكتريا طفيلية في جسد العراق المتعدد الجراح .
******
ليس مفرحا ً تماما ً ، أن ترى مدنا ً عشت ولدت بها وعشت بها وتكونت مخيلتك وثقافتك ودفعتك لمصيرك الحالي وهي تغرق بسبب هطول المطر ، والمطر في كل ثقافات العالم هو نوع من الخير والرومانسية والعطاء ، فالمطر ليس إعصارا ولا هو زلزال ولا هو عاصفة تقتلع الشجر وسقوف المنازل واعمدة الكهرباء وتحطم السيارات والزجاج والجدران ، بل توقف الحياة ، انه مجرد مطر ، فلا يمكن أن ترى عاصمة مثل بغداد تغرق للمرة الخامسة على التوالي بمجرد هطول المطر لساعات طويلة ، فتتعرض كل الحياة للشلل ،وتهرب الحكومة لإعلان عطلة رسمية ، ويتم فلسفة الأمر أنه (قضاء وقدر من سبحانه وتعالى ) ، حكومة في القرن الواحد والعشرين في بلد نفطي لاتعرف ربما بمفهوم ( إعلان كارثة وطنية ) لأن ذلك (عيب لايصح ) لكن عيبها ليس بتحول شوارع مدن العراق وشوارعها الى مستنقعات للأوبئة القادمة بسبب تخلف أبسط مقومات صيانة المدن وهي (شبكة المجاري والصرف الصحي ) بل بالكشف عن ذلك ، الحكومة الإسلامية وأحزابها تنتظر (الله سبحانة وتعالى ) أن يصرف المياة لها وتعود المدن جافة يابسة ، الشباب يصلون ملتحون شرعيا ًوالشابات محجبات مصليات قانتات، لاطمون ولاطمات ،كئيبون وكئيبات ، كي يستمر الحزن الأبدي العام على واقعة تاريخية قبل 1400 سنة ، وكي يستمر شفط البترول حتى قيام الساعة ،والتمتع في بيروت ودبي وقبرص وطهران ولندن وأوربا الشمالية !!.
******
لي الحق أن أقول الآن ، ثروات في غير محلها ،نفط ومطر و نهر ﻭ-;- أﺭ-;-ﺽ-;- وبشر ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثروات الطبيعية هي اللعنة على شعوبها
مكارم ابراهيم ( 2013 / 11 / 12 - 15:04 )
الزميل العزيز واصف تحية طيبة
الحزن يمزقنا عندما نقرا مقالاتكم التي تفضح اوضاع الشعب العراقي البائسة وتفضح دناءة الحكومة العراقية في نهب ثروات الشعب ليتمتع المسؤولون بالاموال والشعب العراقي لايملك مجاري صرف صحية مقبولة لتنقذه من المطر الذي هو الخير للمزروعات لقد تعبنا وياسنا من الحديث عن ماساي الشعب العراقي والحكومة لاتخجل من وضع شعب العراقي البائس متى تغيب هذه الحكومة المنشغلة بالطميات وسرقة نفط العراق
هل تعلم عزيزي واصف افقر شعوب العالم هي تلك الشعو ب التي تملك في باطن ارضها ثروات ومصادر طبيعية انها اللعنة على الشعوب النفط الالماس المطاط الفوسفات


2 - اترك االدين جزئيا وتعامل مع الواقع مدنيا
حكيم العارف ( 2013 / 11 / 13 - 05:52 )
الشعوب امام خياران ...

اما ان تترك االدين جزئيا وتتعامل مع الواقع مدنيا
او تدفن نفسها فى التدين الشكلى الذى يجعلها كمن ترقصى على السلالم

اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال