الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحدي هو السلاح الاقوى لصنع الحياة

سامي كاب
(Ss)

2013 / 11 / 12
المجتمع المدني


التحدي مفتاح الحياة
التحدي عنوان قصة الوجود
التحدي منهاج اثبات الوجود وتاكيد الذات
التحدي سر التقدم والتفوق والنجاح والابداع والتميز
التحدي سر بناء حضارات الشعوب
التحدي علم ومنطق وفلسفة ومنهج وممارسة وخلق وسلوك
التحدي جهد وفعل وبناء وخلق
التحدي موضوع حضارة انسانية راقية
----------
التحدي هنا لا يعني الندية او العداء او المعاكسة او الانفلات او الخروج عن القانون والنظام او المواجهة بهدف الحرب وتصفية الحسابات او الانتقام او التسلط او الاستئثار بالمقدرات والثروات والسلطة انما يعني العكس تماما بمبدأ الانسجام بمنهج الحياة الطبيعية والانضباط والانتماء للطبيعة والانسان والسير بمسيرة الحياة الهادفة لسلامة الانسان واستمرارية وجوده وعيشه بارقى حالات العيش بحب وكرامة ورفاه
ومن التحدي يتجلى الانتاج بابهى صوره ابداعا وابتكارا وتميزا وكما ونوعا ليصب في سبيل رفعة الانسان وسعادته ورفاهيته
والتحدي قائم اساسا على حب الحياة والانسان بدءا من الذات ثم المجتمع الانساني عموما
-----------
من لم يمتلك فلسفة التحدي وعلم التحدي ومنطق التحدي وارادة التحدي لا يمكنه ممارسة فعل التحدي ومن لا يمارس التحدي لا يمتلك سلوك وخلق التحدي وبهذا يبقى انسانا خائبا فاشلا هاملا بائسا دون سقف الرقي المأمول
ويبدأ التحدي علما ومعرفة وتجربة فردية من الذات
أولى دروس التحدي تبدأ في مواجهة الذات بردع الغرائز والشهوات ومقاومة الرغبة من اجل المتعة ذات الدافع الغريزي واقوى الغرائز تؤدي مواجهتها لتعلم اقوى الدروس في التحدي وهذه الغرائز هي غريزة الجنس بالدرجة الاولى يليها غريزة الطعام بالدرجة الثانية وغريزة النوم ثالثا وغريزة التملك رابعا وغريزة التسلط خامسا ... الخ
والمقصود بردع الغرائز هو تنظيمها وضبطها بحدود حاجة الانسان للبقاء على وجوده واستمرارية هذا الوجود بافضل حال دونما تقتير او اسراف او منع او اباحية وبمعنى تحكيم العقل والفكر الواعي بتنظيم سلوك الجسد ليتخطى عتبة الفطرة او السلوك الغريزي الحيواني الطبيعي الموروث في جسد الانسان من اسلافه نحو الفكر الراقي الواعي والادراك الحسي لحقائق الاشياء بطبيعتها المادية الكونية لا بصورتها الوهمية
تنظيم الغرائز وضبطها بحاجة لوعي ومعرفة في تركيب الجسد والتفاعلات الفيزيائية والكيميائية والحيوية التي تحصل داخل الجسد لاثارة الاحساس بالرغبة والشهوة الغريزية كذلك يلزم ارادة بمختلف صورها كارادة الفعل وارادة التغيير وارادة الصيرورة وارادة النجاح وارادة التطور وارادة تحقيق الذات
عندما يرتقي خلق الانسان يتهذب سلوكه فيرتقى بشخصه جسديا وعقليا ووجدانيا اذ يكون بهذه الحالة متمكنا من ذاته واعيا لتصرفاته يغلب عقله على قلبه في كل خطوة يخطوها بحياته فلا ينجر وراء رغباته وشهواته ولا تتحكم به غرائزه ويكون بهذه الحالة ارقى واسمى من مستوى فطرته اي انه اصبح بمستوى التحدي للبيئة والطبيعة من حوله لتاكيد وجوده وصنع حياته كانسان والانسان هنا تعني الكيان الارقى في الوجود
هذا وبعد تجاوز مرحلة ضبط الغرائز ينتقل درس التحدي الى مراحل اعلى حيث ساحات العمل والانتاج والفكر والعلم والثقافة والفلسفة وهذه المراحل تقسم الى قسمين حيث القسم الاول يركز على بناء الذات اي شخصية الفرد جسديا وعقليا وروحيا او وجدانيا
كممارسة الرياضة الجسدية التي تشمل تمارين القوة واللياقة والرشاقة والنشاط والرياضة العقلية التي تشمل الثقافة العامة والتعلم واكتساب المهارات الحياتية واقتحام الحياة وفعل التجربة والممارسة والتقنية وتمرين العقل على التفكير المتواصل والمتسع والراقي من اجل البحث والاستكشاف والابتكار والخلق كذلك ممارسة التمارين للنفسية او الروح او الوجدان على تبني الاخلاق الحميدة المثالية الراقية كالارادة الحياتية والشجاعة والاقدام والمبادرة والانتماء والصدق والاخلاص والكرم والعطاء والحب والتسامح والنخوة والغيرة والتآلف الاجتماعي وذلك يتم كله من خلال ممارسة الحياة الاجتماعية بكل جوانبها واكتساب المهارة في ادراة الحياة الاجتماعية بالاندماج والانسجام الانساني الطبيعي من اجل الذات ومن اجل الاخرين وفي مجتمع انساني منسجم متكافل متعاون بعيش سليم وآمن وكريم وحر وديمقراطي وعادل
اما القسم الثاني من مراحل العمل والانتاج والفكر والعلم والثقافة والفلسفة فتركز على بناء المجتمع او المحيط الحياتي بالفرد او الذات وهنا بهذه المرحلة يكون الفرد قد تخطى مراحل سابقة اهلته لخوض التجربة الحياتية الاجتماعية فهو بات يتقن الحياة كفن وفلسفة وممارسة وينتج فكرا وعملا متميزا يساهم بواسطته في صنع حياة مجتمعه كذلك اصبح لديه القوة الكافية بشخصيته جسدا وعقلا وروحا للمساهمة فعليا في سوق مركبة الحياة الاجتماعية العامة على طريق التقدم نحو اهداف حضارية سامية
وعلى هذا المنوال تتطور مراحل التحدي في التعلم والممارسة والفعل من اجل صنع الحياة وتطويرها توسعا ورقيا انسجاما مع قانون الوجود ونواميس الطبيعة
فيكون التحدي هو الدم الذي يجري بجسد الحياة وهو جزء عضوي اساسي بها فيستمر التحدي من اجل الحياة وتستمر الحياة لتصنع التحدي كي يكون دافعا لخلق حياة جديدة متطورة راقية
اذا لا معنى للحياة دون تحدي ولا حركة ولا فعل ولا انتاج ولا حداثة ولا تطور وعليه فلا سعادة ولا هناء ولا رفاه للانسان
وان كانت هناك حياة فهي حياة ظاهرية قشرية تافهة فارغة من محتواها الفعلي وزخمها الطبيعي
حياة سقيمة كريهة مملة يكون بها الامل مفقودا والهناء حلما والسعادة تصنعا والنجاح تملقا وكذبا والتطور كفرا والحداثة تمردا وخروجا عن المألوف
هنا وبهذه الحالة الحسية يكون التحدي مفقودا او ميتا في شخصية الفرد وشخصية المجتمع والعكس يكون بوجود التحدي متحركا فاعلا قويا في شخصية الفرد وفي شخصية المجتمع وبين الحالتين تحكى قصص حضارات الشعوب
وهنا يحضر في خاطري سؤال : ترى ما هو مستوى التحدي لدى الفرد ولدى المجتمع وماهو نوع التحدي لكل منهما في الواقع العربي ؟؟
انا شخصيا اجيب دون تفكير او تردد بان مستوى التحدي صفر فرديا واجتماعيا ونوع التحدي بائس ورديء فهل لديك عزيزي القارىء اجابة اخرى ؟؟
على كل حال مهما كانت الاجابة فانني اتمنى ان يلد التحدي في شخصية العربي ولادة سليمة طبيعية وان تكتب للمولود السلامة والنجاة ليعيش ويترعرع باجواء السلام والمحبة والتسامح والعدالة والحرية
والغاية كل الغاية من اجل صنع حياة جديدة تليق بالانسان في واقعنا العربي
سلاح التحدي للفرد والمجتمع هو السلاح الاقوى لصناعة الحياة وليس سلاح القتل والدمار والموت كما نرى في كل ساحات الوطن العربي
فهل نمتلك الشجاعة لنرمي سلاح القتل ونستبدله بسلاح التحدي من اجل صنع حياة افضل املا بغد مشرق ؟
والسلام لكل انسان مع المحبة والامل بالسعادة والهناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب


.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه




.. لحظة استهــ ــداف دبـ ـابة إسرائيلية لخيام النازحين في منطقة


.. عشرات المستوطنين يعتدون على مقر -الأونروا- بالقدس وسط حماية




.. مراسل العربية: اعتقال ضباط أوكرانيين بتهمة محاولة اغتيال زيل