الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنمية الثقافية للآثار, إقتصاد المليارات!

سامي حرك

2013 / 11 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


التنمية الثقافية للآثار, إقتصاد المليارات!

أخطار عديدة تواجه الثروة الأثرية المصرية, من كل مراحل التاريخ المصري, القديم, والبطلمي والروماني والمسيحي والإسلامي, الفاطمي والمملوكي والعلوي, فالأثر, أي أثر يتكون من مواد قابلة للتلف والكسر والفقد وكافة صور الفناء, خاصة مع سوء الإستخدام والتلوث والإدارة الضعيفة كما هو حاصل في الفترة الحالية!
قبل الإنفلات الأمني وبعده, عوائد إستثمار الآثار المصرية هزيلة, ولا تتناسب مع قيمتها الفعلية وأثرها المباشر, سواء في تاريخ العلم أو العلاقات بين شعوب العالم!
والحل في التنمية الثقافية للأثر, حيث أن كل أثر من آثار مصر له قيمة علمية وثقافية, وليس مطلوبًا إلا تنمية تلك القيمة الثقافية!
الكعبة المُشرفة, هي مجرد بناء مكعب من الحجر الجيري البسيط, بباب واحد, والذي يعطيها كل هذه الأهمية, هو ما تم من تنمية تلك القيمة الثقافية في نفوس ملايين البشر عبر مئات القرون, فتحولت الغرفة المكعبة المسمطة إلى كائن حي, بحضور طاغٍ موجه لإقتصاد الحج والعمرة والزيارة بالمليارات!
والمطلوب هو تنمية القيمة العلمية والثقافية لكل أثر في مصر, وعدم الإكتفاء بالعرض المتحفي العقيم, فالمتاحف مهمة ولكنها لا تمثل إلا أبسط وأقل عناصر الإستثمار الأثري, فعوائدها المادية تكاد لا تغطي إلا القليل من تكاليف العرض والتخزين والصيانة المرتفعة, في المقابل فإن برامج التنمية الثقافية للآثار تكاد لا تكلف شئ, وهي بطبيعتها لا تحتاج إلى إستثمارات ضخمة, بل يمكن تنفيذها من خلال الموارد المتاحة بالفعل, إذا توافرت الإرادة وصدق العزم على سلوك طريق التنمية الثقافية لللآثار.
لدينا في مصر صندوق للتنمية الثقافية تابع لوزارة الثقافة, يديره بيروقراطيون لا يرون من التنمية الثقافية سوى إصلاح مسرح أو ترميم كنيسة, بينما التنمية الثقافية هي خلق وبعث لروح الأثر!
التنمية الثقافية, هي مولود جديد حي, كائن جميل يتفاعل مع الحاضر والمستقبل, نستخرجه من الجماد الحجري الصامت!
حققت أعياد رأس السنة الصينية, مليارات, من التنمية الثقافية لذلك الحدث الذي قد لا يهم إلا سكان القارة الصينية, فماذا حققت أعياد رأس السنة المصرية؟ التي بالتأكيد تهم العالم بأثره, حيث هي تاريخ أول وأدق تنظيم للوقت في الوجود, وإذا وصلت رسالة تلك المناسبة الدولية جيدًا ربما يعيد العالم العمل به كما طالب بعض الرسميين الغربيين, وذلك طبعًا يتطلب الإعتراف الرسمي به من الدولة المصرية أولاً, فقد بادرت إحدى إدارات وزارة الثقافة لإصدار أجندة للتقويم المصري, ثم لم تكررها ثانية!
أزعم أن عوائد مهرجان يقام خلال الخمسة أيام الأخيرة من السنة المصرية مع رأس السنة, يمكن أن تصل إلى ضعف عوائد قناة السويس, على الأقل, إذا ما أديرت ووظفت الإمكانيات المتاحة بالفعل جيدًا!
أسبانيا تحقق كل سنة ملايين اليوروهات من حدث ثقافي بسيط "طوماطينا", بينما لدينا عشرات الأحداث عميقة الأثر في مسيرة الحضارة وتاريخ العالم, وليس المطلوب إلا إستثمار ذلك بالتنمية الثقافية!
لا تصلح وزارة الآثار, ولا السياحة ولا الثقافة لإدارة التنمية الثقافية للآثار المصرية, بكل صراحة نحتاج إلى هيئة قومية للتنمية الثقافية, تتعامل مع كل هذه الوزارات وغيرها, لاااكن, يجب أن تكون مستقلة الإدارة واضحة الهدف من تكوينها, حتى لا تتوه أو تبهت تلك الوظيفة مع تعدد الإختصاصات, فإن حدث ذلك تكون هي الخطوة الأولى نحو رخاء إقتصادي وسكينة إجتماعية وصيانة وإزهار للثروة الأثرية تحققها المليارات المتوقعة من التنمية الثقافية للآثار!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل