الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهازية الجماعة سلبا وايجابا

الشربيني المهندس

2013 / 11 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


... يحتار الفيلسوف وعلم الاجتماع في توصيف ما حدث ..
فى تصرف غريب من نوعه رفض طبيب بمستشفى كفر الشيخ إجراء الفحص الطبى لطفل عمرة 3 أشهر، لأنه يحمل اسم "السيسى"
طبعا هذا تصرف لا انساني بصورة عامة .. مع الغباء ، ونوع من الانتهازية المقيته ..بل هي نوع من السرقة وخيانة الأمانة ..
يقول د يحي الرخاوي .. السرقة تطلق عادة على الاستيلاء على مال الغير (أو ما يعادله من متاع أو أملاك) دون وجه حق، وتكون السرقة سرقة حين يتم ذلك خفية، ويا حبذا من مجهول، أما إذا كان الاستيلاء قسرا وقهرا وعلانية فهو اغتصاب أكثر منه سرقة.
.أمثال هذا الطبيب هم في المجتمع مثل السرطان الذي ينتشر سريعاً دون مقاومة إلى أن يستفحل وتتزايد ضحاياه.
لا سيما وأن هذا الوباء قد استشرى في كثير من المؤسسات والإدارات لدرجة التطبيع فلم يعد مثاراً للسخط أو الاستهجان بَلْه التقزز والاشمئزاز ..
أما عن الجماعة فهي جماعة الإخوان المسلمون سابقا وجماعة رابعة حاليا
وقيل في الانتهازية أنها انتهاز واستغلال الفرصة المتاحة لتحقيق مصلحة ما ..
.. ربما تكون المصلحة عامة ونافعة وفي اتجاه الخير ويصبح الانتهاز أو المبادرة هنا بالايجاب ..
هنا خُلُق محمود، وأمر مطلوب شرعاً وعقلاً، وما أكثر ما ورد من نصوص في القرآن والسنة وأقوال العلماء والأئمة التي تحث على المسارعة والمسابقة لعمل الخير والتنافس فيه والمبادرة بالعمل الصالح،
والإنسان العاقل هو الذي يغتنم الفرص ويستثمرها لتحقيق أهداف سامية ومثل عليا، أو مصالح ذاتية تكتسب بأساليب مشروعة،
فهذا كله عمل مشروع بل واجب شرعي لا يليق التفريط به . انتهز الفرصة أي اغتنمها ..
عكسها هو المفهوم السائد حيث المدرسة النفعية واللجوء إلي المكر والخديعة وأسلوب ذئب يتربص بأخيه والغاية تبرر الوسيلة ..
هنا يكون تحقيق المصلحة الذاتية على حساب مصالح عليا أو أهداف سامية، أو يكون ثمنه تقديم قرابين بريئة أو على حساب كدح الآخرين أو الإضرار بهم فهذا هو الانتكاس والارتكاس في حمأة الانتهازية الدنيئة ..
هي بهذا الشكل وباء اجتماعي وخيم ينتشر كالسرطان، ويسري بين جميع شرائح المؤتمر ومختلف فئاتها سريان النار في الهشيم،
وتتحول هذه المجتمعات تحت تأثيره إلى مجموعات وعصابات من الانتهازيين النفعيين الذين يضحون بكل شيء من أجل تحقيق مآربهم الخاصة ومنافعهم العاجلة..
لا تسل بعد ذلك عن اضطراب المفاهيم، واختلال الموازين كإفراز طبيعي لهذه الممارسات؛ فالكذب دهاء، والتعفف بلاهة، والصدق سذاجة، والنصح حسد أو سوء أدب، والانضباط تعقيد، والباطل حقن والشرف تهمة،
وهلم جرا، في سلسلة من المفاهيم المقلوبة والمعايير المضطربة
ونأتي إلي ما حدث في مباراة الأهلي واورلاندو الأخيرة ورفع اللاعب السقا يده بعلامة رابعة بعد احرازه الهدف الثاني في مرمي اورلاندو ..
هل نسمي ما حدث اغتصاب مجهود ادارة النادي ومدربيه وتعاون الزملاء معا لتسجيل نتيجة مشرفة واهداء الهدف إلي جهة أو فصيل سياسي لا علاقة له بالمباراة كما يري د الرخاوي ..
هي الانتهازية قطعا فاللاعب لم يكن ليرفع الشعار المذكور في حالة هزيمة الأهلي بل لم يكن يفكر في ذلك اذا لم يحرز هدفا .. هذا لم يكن قراره بالتأكيد..
الانتهازيون صورة حديثة للمنافقين الجبناء الذين لا يقاتلون إلا من وراء جدر، وهم يحسبون كل صيحة عليهم، ولا يجيدون إلا الطعن من الخلف، يحيكون المؤامرات والدسائس وينصبون الفخاخ ويجيدون نسج الأحابيل..
سلبية هي اذن انتهازية الجماعة ..
هل يفكرون في مساعدة الناس في ازماتهم وهي كثيرة .. لا أعتقد..
نستطيع القول مع الأغلبية هذا شعب على استعداد لأن يفعل أى شىء فى سبيل هذه الفرحة، وأن يتناسى كل الخلافات إذا كانت الفرحة هى التى ستجمعه مرة أخرى، مهما حاول أحدهم ضرب كرسى فى كلوب فرحته.
ونأتي إلي قمة القذارة الأخلاقية وتصريحات «العريان» واجهة الإخوان للمراسلين الأجانب حول اغتصابه فى السجن ونؤكد أنها لا تسىء للدولة المصرية بقدر ما تسىء له شخصيا..
نعم اذا لم تستح فقل ما شئت ..
والآن لو تم الكشف علي العريان ووجدت علامة ما كما يقول بعض الأطباء يصبح كمن نصب الفخ حول رقبته .. واذا تراجع كزميله البلتاجي فقد احدث التصريح ما يريدون ، مع باقي أطراف الانتهازية في الخارج ..
هنا فقد تنازل «العريان» عن شرفه وكرامته ورجولته لتشويه ثورة 30 يونيو.. وحمل «عارا» لا يمحوه حتى الدم..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من


.. درب الأنبياء وأشهر غزوة في التاريخ الإسلامي




.. القوات الإسرائيلية تطوق شرقي رفح.. والسكان يفرون من الموت


.. منذ اندلاع حرب غزة.. عنف المستوطنين يتصاعد في الضفة




.. هجرة بصفوف المحافظين.. 65 نائباً بريطانياً يودعون الحزب