الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يكون السلفي مدافع عن الحريات

ليث السراي

2013 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مشهد يعكس حجم الفوضى والخراب الفكري والمنهجي الذي نعيشه في الوطن العربي بصورة عامة شاهدت حلقة ممتعة من برنامج ماذا بعد والذي يقدمه الإعلامي توني خليفة على قناة القاهرة والناس استضاف فيها شخصيات من الأديان الثلاثة بالإضافة الى شيعي واخر لا ديني دار النقاش حول حرية الناس التي يجب ان يضمنها الدستور ومن هو المكفولة حريته فيه,المفاجئة كانت عندما عرف احد الضيوف نفسه بانه سلفي ومدير مركز للدفاع عن الحريات,ومن المعروف في مراكز الدفاع عن الحريات انها تدافع عن حرية كل انسان وحقه في العيش الكريم بغض النظر عن خلفيته الدينية والعقدية فهو كأنسان محفوظ الكرامة وهذا ما تدافع عنه كل مراكز الدفاع عن الحريات ,وحسب ما ينص عليه الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمعتمد كوثيقة دولية في الامم المتحدة.
المضحك في الامر ان صاحبنا السلفي عندما اخذ يصنف الناس الذين لهم الحرية كمواطنين ويجب ان يكفلها الدستور لهم استثنى منهم المواطن اللاديني وقال له انت يجب ان لا تكون لك اي حقوق كمواطن وعليك ان تجلس في بيتك وان لا تخرج منه ابدا,في حين فصل للمسيحي واليهودي والشيعي حرية حسب مزاجه هو بحيث في النهاية خرج انه فقط صاحب الحظ الاوفر من الحريات والتي يجب ان يكفلها الدستور له وعندما سأله مقدم البرنامج عن اخذه لمساحة واسعة من الحرية علل السبب لانه يدين بدين الدولة الرسمي.
ما اثارني في الموضوع ان كل صاحب دين وعقيدة لا يصلح للدفاع عن حريات المخالفين له لانه بكل بساطة يحمل ايديولوجيا تقول بانه يمثل الفرقة الناجية وغيره هالكون في النار الا ما ندر وعليه اذا اراد ان يمنح الناس اي حرية مظطرا بالطبع فانها ستكون منقوصة وسيكون هو صاحب الكأس المعلى فيها.
في الحقيقة نحتاج الى اعادة تعريف ومنهج جديد في الحياة بعيدا عن فكرة الفرقة الناجية اذا كنا نطلب التعايش السلمي ونتبناه كمفهوم ونحاول ان نكون احد مصاديقه ويساعدنا في ذلك الكثير من النصوص الدينية الموجودة في القران والسنة والتي تحث على عدم الاكراه في الدين والمعتقد خصوصاً ونحن في مكان يتسع لكثير من الاثنيات والطوائف والاديان المختلفة والتي خلقها الله على ما هي عليه منذ ملايين السنين فلم يستطع اكثر من 124 الف نبي توحيد الناس على دين واحد, وعندما قام نبينا (ص) بجمع الكثير من العرب وغيرهم على دين الاسلام لم يصمد هذا الدين اكثر من 50 سنة على افضل التقادير وبعدها تقسم الى العديد من الفرق والمذاهب حتى وصل الامر بانشطار المذهب الواحد الى اكثر من طائفة ومعتقد.
فخلاف ذلك سيكون نهج العنف والقتل والتكفير هو السائد كما نلاحظه اليوم في اكثر البلدان العربية ,ان كل ايدولوجيا تمارس الاقصاء بعذر او بأخر لمحاولة الابقاء على مصالح الجماعة وحتى في اعطاء اي حق للاخر المخالف هو لحفظ هذه المصالح ايضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك