الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((التزاوج الديمقراطي بين الاسلمة والعلمانية))

علي الشمري

2013 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((التزاوج الديمقراطي بين الاسلمة والعلمانية))
علينا في البدء أن نتعرف جيدا ,هل أن الديمقراطية وصفة جاهزة يمكن تداولها بين مختلف شعوب الارض؟,هل العوامل البيئية والاقليمية والدينية والعرقية والثقافية من المؤثرات عليها أم هي من تؤثر بها؟ وهل المؤثرات سلبية أم أيجابيه؟وهل ما معمول به في دول مختلفة من العالم مكتسبة,أم ناشئة من رحم معاناة تلك الدول ؟ وأذا كنا نعترف بأن الاديان السماوية الثلاث واحدة في المضمون والاهداف فلماذا نجحت في وسط ديني معين وفشلت في أخر؟من يقف وراء النجاح والفشل ,الارث الديني أم دعاته؟
وهل الديمقراطية ترتبط بعلاقة طرديه مع التحديث الصناعي والتكنولوجي دون تأثيرات ثقافيه؟هل نجحت دعوات البعض الى فتح نوافذ على الغرب مع الابقاء على القيم التقليدية ,
هل يمكننا الحديث عن الديمقراطية دون البدء بعملية تغيير ثقافي حقيقي في المجتمع؟وهل حسبنا كم من الزمن تستغرق عملية التغيير الثقافي في مجتمع متشظي بقومياته ودياناته ومذاهبه ,حيث تتكاثر وتتعدد المصالح والهويات والافكار المتصارعة حول معنى العدالة والمساواة والحريات.,وهل أعددنا العدة لعملية التحديث الثقافي وما يرافقها من ظهور على الساحة لحراس الماضي وسدنة كل عقيدة من العقائد والرجعيون والمحافظون والذين يحاولون أعادة التاريخ الى الوراء أو العمل على أقل تقدير على أيقاف جهود التحديث؟
وهل يتوجب على القوى التي تدعوا الى الديمقراطية أن تقف بوجه هؤلاء أم تتحالف معهم لتتجنب شرورهم؟
هل ما نشهده اليوم من ممارسات الاسلام السياسي من خلال الافراط في ممارسة الطقوس وأقامة الشعائر دليل على أيمانهم بعملية التحديث الثقافي لغرض البدء بمرحلة الديمقراطية ,أم أنها محاولات لنفخ الروح في التراث’وأعادة هيكلة القدسية ورموزها وأبعاد شبح المؤثرات الثقافية الغربية بقدر المستطاع,,
هناك جملة من المسارات لا بد من تصحيحها ,وقد نتفق او نختلف عليها ,بحسب متسعات الرؤى المستقبلية لكل شخص وما يراه مناسبا لمصالحه الخاصة أو لمصالح الجهة التي يرتبط بها أو بأتجاه الصالح العام وهذا أضعف الخيارات ,لان تجربة العشر سنوات أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن المصالح الفئوية الخاصة تغلب على المصالح العامة لدى جميع الاطراف وصار الهم الوطني بالنسبة لهم هو أيجاد الحليف القادر على أيصالهم لمنصب ما.
وهناك من المسارات التي يؤمن بها الكثير كثوابت موروثة ومحاطة بهالة من القدسية الزائفة منذ عقود ,ويحاول فرضها قسرا على الاخرين بحجة الارث والتراث,ولكنها مرفوضة لدى البعض عندما تقارن مع المتغيرات التي شملت كل نواحي الحياة.
تساؤلات مشروعة وربما في نظر البعض غير مشروعه قد تطفؤا على السطح بين الفينة والاخرى عندما يسألون عن سبب أخفاقاتهم المتكررة في استمالة أراء الجماهير الى برامجهم السياسية وعدم صواب تحالفاتهم ,وسر تعنتهم وأستبدادهم في فرض الرأي على الاخرين والامتناع عن سماع أصوات الاخرين والاجابة عن تسائلاتهم ,بل وأتهامهم بالانحراف عن المسيره.
كيف يمكن لنا أن نبدأ بعملية التجديد الثقافي التي هي مرتكز اساس لوضع لبنة الديمقراطية ولا زلنا نؤمن بالشخصنة والنمطية والرتابة في التفكير والمعتقد؟كيف يمكن لنا ذلك ولا زلنا نؤمن بنظرية المؤامرة ولم نمتلك ثقافة فن الاصغاء الى الاخر المختلف معنا ؟ كيف ونحن لا زلنا نؤمن بالرمزية وأن يكون الانسان مؤمن بالوراثة أو على ما وجد عليه الاباء والاجداد؟
علينا أن لا نعتبر كل الاولياء والصالحين والقادة السياسيين(ربما كانوا في زمانهم أو ظرف ما صالحين)سيصلحون لزماننا أو لمختلف الظروف,علينا أن نرفض السيد أو الوسيط الذي يوصلنا وعباداتنا الى الرب ,والقائد الذي يوصلنا الى حد التسلط السياسي,فالرب لا يؤمن بالاستعباد ولم يكلف يوما ما أحد بأستعباد الاخرين ,
وأن من مبادئ الايمان الاساسية بالثقافة الديمقراطية هي واحدة في المعنى والمضمون وأن اختلفت المسميات من مجتمع الى اخر ,الاخلاص في العمل والصدق في التعامل مع النفس أولا و الاخرين ,ونظافة اليد والضمير واللسان ,وصون الامانة والعهد ,والايمان المطلق بعدالة العيش للجميع بغض النظر عن كل هوياتهم الفرعية,وأحترام أراء ومعتقدات الاخرين دون المساس بها ,والعمل الجاد لتغليب الهوية الوطنية .
فالتجديد بكل شئ أصبح من سمات العصر لكثرة المتغيرات ,وأختيار الحليف على أسس الحداثة والجدية في تعامله مع المتغيرات المتسارعة ,وليس مع من لا يزال يستطيب أستنشاق روائح كهوف الماضي ومن هو السبب في معاناة الملايين ,
أن التحالف مع قوى الاسلام السياسي المتسببب في كل ويلاتنا وألالامنا هو بمثابة حبل أنقاد يقدم له لانقاذه من مستنقع فضائحه,وأضفاء الشرعية لحكمه وتغطية على كل ما أرتكبه من أثام الفساد والاجرام ومضعية لدماء وأرواح الابرياء .
علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار تجارب الشعوب وما ألت اليه أوضاعهم من جراء حكم الاسلام السياسي وهل نجحت في تطبيق الديمقراطية بالشكل الذي تريده شعوبها ...وما تمخضت عنه عملية التزاوج بين الاسلام السياسي والعلمانية من تشوهات شاذه.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التزاوج بين نملة وفيل ممكن
ألأمل المشرق ( 2013 / 11 / 13 - 18:40 )
التزاوج بين نملة وفيل ممكن وقد ينتج عنه فملة جميلة. وبين جرثومة وديناصور ممكن فيلدوا ديناثومة.. ويمكن أن تدعى إلى عرس عقد قران عنترة مع ماري انطوانيت، وقد نشاهد زواج ناحج بين بقرة وذكر نحل..
أما أن يتم التزاوج الديمقراطي بين الاسلمة والعلمانية فهذه أضغاث أحلام دون ذلك مقتل العريس على يد العروس أو مقتل العروس على يد العريس
وكما تقول في ختام المقال، لو نجح العرس فان المواليد عبارة عن مسوخ مشوهة وعفاريت مجرمة. نتمنى ان يموت العريس بالسكتة القلبية جزعا على فشل خريف الإسلام السياسي وانفساخ عقد السفاح بين آل سعود وأمريكا...آمين


2 - شكرا لمرورك
علي الشمري ( 2013 / 11 / 13 - 19:07 )
االامل الجميل المحترم
هذا ما يحاول الكير من دعاة الديمقراطية والحداثة العمل به ولم يتعظوا من تجارب الامس القريب وما يضمره لهم الاسلام السياسي من حقد دفين ,وأتخاذهم كمطية للوصول الى غاياتهم الشريره,
فلى سبيل المثال ,الحليف الاستراتيجي والتاريخ لامريكا التي تنعق بالديمقراطية هي السعودية ,فهل نصدق يوما ما ان تكون السعودية هي من تصدر الديمقراطية لبقية البلدان بنظامها الحالي؟وهل يمكن لقوى مدنية سعودية أن وجدت أن تتحالف مع النظام ؟وهكذا الحال ينطبق على بقية البلدان التي تحكمها الاحزاب الاسلاموية,تقبل مودتي وتقديري

اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا