الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الرمق الأخير - الأرض المحروقة - بديلا

كوكب محسن

2013 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شرعية الصناديق وشرعية الشارع جدل لا يستقيم معه الوضع سياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا ، الحقيقة ان الشرعية الثورية هي ما أتت بشرعية الصناديق ومن ثم تكون هي الأساس والمرجعية لأي تغييرات في الفترة الانتقالية التي تشهدها مصر بالسعي إلى دولة مؤسسات دولة مدنية تطمح إلى الخروج من قبو الدولة البوليسية أو الدولة الدينية .
أساس الثورة التي يحاول كل طرف القفز عليها ونسبها له المطالبة بحقوق سياسية ومدنية يصعب توفيرها من كلا النظامين البوليسي والديني ، الا ان خيبة أمل التيار الديني في استكمال مشروعه المحلي والإقليمي والدولي جعله يعود إلى سياسته الاولى التي سجلت عدة محطات عنف خلال تاريخه الملطخ بالاغتيالات وتربية الميليشيات للمشاركة في الأحداث الداخلية والخارجية .
ولا داعي للوقوف على حوادث بعينها يكفي مثلا حادث المنصة واغتيال الرئيس الراحل السادات على مشهد من العالم . للتنبيه لخطورة هذه الجماعات وفكرها وسلوكها على الأرض ، ناهيك عن ثأرها المتوارث مع الأجهزة الأمنية في البلاد ومؤخراً اصبح الجيش هدفا جديدا ، ولا سيما بعد أحداث " الحرس الجمهوري " ومن قبلها تفجيرات سيناء المتلاحقة ومذبحة جنود الحدود وغيرها من الحوادث الدموية .
الان وبعد ان سقط ممثلهم وحلمهم في آن ، عادت نذر العنف والقصاص مرة أخرى ، وبدأ الحشد لإشاعة الفوضى باستخدام كل الطرق لإعادة تحقيق حلمهم مرة أخرى ، وان حيكت في ذلك مؤامرات داخلية وخارجية على الدولة والجيش والشعب .
الشرعية التي يطالب مؤيدو " مرسي " باستعادتها كانت منحة من الشعب الذي اضطر لاختيار " مرسي " هربا من العودة إلى النظام القديم باختيار " شفيق " . أكثر الناخبين إضافة لمن لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات لم يختاروه رئيساً عن قناعة كما يجب ان يكون ، خطأ ارتكب في تاريخ أمة تسعى لإصلاحه بطريقة سلمية خرج فيها أكثر من 33 مليون مواطنا بدعوى من 22 مليون متمردا ، فأي شرعية أولى بالإتباع ، الشرعية الثورية شرعية الشارع التي قلبت النظام وأتت بآخر ولم يرضي مطامحها فانقلبت عليه أيضاً ، ام شرعية الأخوان كجماعة تحتشد لاستعادة كبريائها المسلوب والثقة التي سحبتها منها طوائف الشعب التي لم تثور على " مبارك " بقدر ما ثارت على " مرسي " .
شرعية سلمية في مقابل تهديدات لميليشيات مسلحة ذات صلات خارجية في إطار تنظيمات دولية مسلحة أيضاً لا تعترف بالدولة والمواطنة ، وتسعى لتحقيق حلم " إسلامية " فقط على نطاق عالمي واسع يتخطى كل الحدود .
" الأرض المحروقة " إذن سيناريو محتمل وغير بعيد تعده الجماعات الدينية المتطرفة وجماعات الاسلام السياسي المهدرة كرامتها من قبل الشعب والجيش والشرطة ، والسؤال هنا هل تحتمل هذه الجماعات والتنظيمات المسلحة فتح ثلاث جبهات في وقت واحد ، وأي سيناريو يتوقعون ان بدأوا بتطبيق سياستهم هذه سوى حرب عصابات وفتنة داخلية وربما حرب أهلية لا هوادة فيها تدخل البلاد في دائرة الدول الفاشلة التي لا تخضع لنظام ولا تتمتع بأمن رلا استقرار ولا رفاه .
نأمل ان يكون هناك من البدائل ما يتيح الفرصة لبسط الامن وفرض الاستقرار بعيدا عن شبح التهديدات بالدخول في حالة طواريء تعيد استنساخ الفترة الانتقالية لحكم العسكر أو استعادة الحكم الديني بمواجهات دامية مع الجيش والشرطة والثوار ، وبين هذا وذاك يقف السؤال حائرا حول مدى قبول الشارع للتيارات الدينية فصيلا في الحياة السياسية في الفترة المقبلة ، و قبول التيارات الدينية لهذا البديل من عدمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب