الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة التعليم العالي وشهادتها العليا

حسين رشيد

2013 / 11 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


وزارة التعليم العالي وشهادتها العليا
حسين رشيد
1
ذات مرة سنحت لي الظروف وبدعوة من قبل احد الاصدقاء الحضور لمناقشة رسالة ماجستير عن رباعيات الروائي عبدالله الكوني، في احدى جامعات العراق، ومع تصوراتي السابقة عن المستوى المتدني وربما المتدني جدا في مسيرة التعليم العالي في العراق وبشكل خاص الدراسات العليا وكيفية منح الشهادة او اختيار مواضيع الرسائل والاطاريح لابل تعدى الامر ذذلك ووصل الى اختيار اللجنة المتناقشة وطبعا هذا الامر له حسابات خاصة جدا .. المهم بعد حضور المناقشة اصبت بخيبة كبيرة وقرف من اسلوب المناقشة البالي، والتعاطف مع الباحث مع عشرات لابل مئات الاخطاء الاملائية والنحوية التي تم الاشارة اليها وتجاهلها في التقييم ، مع جهل الباحث بالعديد من اسماء المصادر التي استند عليها، واشياء اخرى كثيرة لامجال لذكرها الان.
2
من خلال بحث استقصائي وجدت ان في كل يوم هناك مناقشة لرسالة ماجستير او اطروحة دكتوراه في اغلب كليات وجامعات العراق الحكومية والاهلية، والتي تربو على الستين او اكثر. وفي احصائية سابقة لوزارة التعليم العالي ان الوزارة منحت قرابة 4000 شهادة عليا بين ماجستير ودكتوراه في العام 2010 وبالطبع الرقم يكون بشكل تصاعدي بعد كل عام ولكم تصور الامر، وسوف لن ازيد على الرقم الكثير لو فرضنا انه وفي كل عام زاد عدد طلاب الدراسات العليا 250 طالبا في الاعوام 2011و 2012 و2013 سيكون الناتج ما يقرب 20 الف شهادة عليا بين ماجستير ودكتوراه، جل هؤلاء ينتمتي الى الاحزاب الحاكمة وخاصة الاسلامية منها، او ممن تقرب اليها وهذه طامة كبرى من طامات التغيير السياسي في العراق.
3
بدأ مسلسل انهيار منظومة التعليم العالي في العراق مع سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم في العراق، فبات منح الشهادات العليا خاضع لحسابات حزبية وقومية وطائفية، مع التركيز على المواضيع التي سيتم تناولها في الرسائل والاطاريح، والتي غالبا ما تكون موضوعة مسبقا من قبل قيادات البعث او الاجهزة الامنية ودوائرها التي تعنى بهذا الشان. هذا مع التركيز على بعض الموضاعات وخاصى تلك التي تتعلق بالحاكم وحزبه الحاكم وعلى سبيل الذكر " المراة في فكر البعث" او "المراة في اقوال القائد" او "القائد المؤسس والصحابة" و "القائد الضرورة سليل بين النوبة" و "دور الصحابة في ديمومة الاسلام" وهكذا الامر . هذا مع ابعاد اغلب الاساتذة ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات من غير البعثيين، وهنا لابد من ذكر شيء بالرغم من الميول الطائفية لطريقة الحكم بالعراق قبل السقوط، الا انه و في بعض الاحيان يكون الانتماء والولاء للبعث والقائد هو المعيار في تسلم المراكز. حيث شهدت تلك الفترة ابعاد الكثير من الاساتذة من الموصل او الانبار وحتى صلاح الدين، ممن لم يرتبط بالعبث، والامر طبعا يشمل البعثات الدراسية للخارج التي كانت ترسل عن طريق الترشيح الحزبي، حيث كان التركيز على طلاب معهد الاعداد الحزبي للبعث/ وهو معهد تخصص في اعداد الكوادر الحزبية البعثية الموالية بشكل مطلق للقائد والحزب والحاكم انذاك، وجل هؤلاء ممن لم يكمل الدراسة المتوسطة او الاعدادية.
4
انتهت حقبة البعث التدميرية لكل مفاصل الحياة والدولة العراقية، واستبشرنا خيرا بحقبة جديدة، جل رجالها سيكونون من المعارضة التي كانت تنادي باسقاط صدام واسعاد الشعب وتعويضه، حتى خيل لنا ان الشركات والاعمار والازدهار واقفة على الحدود بانتظار الاشارة. لكن لاشيء من هذا حدث، بل العكس وعادت الة الدمار تعبث بمقدرتنا معتمدة على خراب البعث كاساس مع استخدام اليات جديدة في خراب ماتبقى ...
وبعد ان عمت الفوضى والدمار والقتال والارهاب والتفجيرات، والمحاصصة وتوزيع المغانم بين الكتل والاحزاب الطائفية، عاد الخراب الى التعليم العالي، فالوزارة التي قبل وزارة الاديب الحالي لم تستثنى جهدا او تدخره في استمرار سياسية ونهج سلطة البعث في المؤسسة العلمية، من خلال اعتمادها على الكوادر الحزبية السابقة، مع دخول كوادر اخرى جديدة من الاحزاب الجديدة لتبداء موجة صراعات بين الاساتذة والاساتذة، والطلاب والطلاب، والطلاب والاساتذة، وطبعا من منطلقات حزبية وطائفية، حتى كادت الجامعة العراقية تتحول الى ساحة عصابات حزبية وطائفية وربما تحولت لكن بشكل سري.
5
ما يهم هنا هو الشهادات العليا ومواضيع الرسائل والاطاريح، حيث باتت العناوين مغايرة ومخالفة للحقبة السابقة، وعلى سبيل الذكر،" العدالة الاجتماعية عند الامام علي ابن ابي طالب" القضية الزينبية ويزيد ابن معاوية" المشاية في عاشوراء" مع جل الاحترام والتقدير لهذه الرموز الدينية والعقائدية، لكن ماذا ستقدم مثل هكذا بحوث ودراسات للمستقبل الذي يسير بسرعة البرق الى الالكترون والذرة والتخصص الدقيق. المحنة والطامة لم تتوقف عند هذا فحسب بل طامة اخرى هي دخول طلاب ودارسي الحوزات الدينية في ايران الى الجامعات العراقية من خلال معادلة الدراسة الاولى بالحوزة بالشهادة الاعدادية، ليكون الباب مفتوحا امامهم لدخول الكليات وخاصة الادب قسم الاجتماع، وهناك العديد من الامثلة وخاصة من اعضاء مجلس النواب وبعض اصحاب الدرجات الخاصة واخرين ممن تمت معادلة شهاداتهم الحوزوية وهم الان طلاب دراسات عليا.. ناهيك عن شهادات الدراسة عن بعد او الجامعات والكليات الالكترونية اي عبر الانترانيت وهناك العشرات ممن يشغلون مناصب رفيعة في الدولة العراقية نالوا شهاداتهم من هذه الكليات. يضاف الى ذلك الموضة الجديدة من طلاب الوقف السني والشيعي وامتحاناتهم المثيرة للشك والرهبة بالصفوف المنتهية وبالطبع ستخصص لهم مقاعد في الكليات والجامعات العراقية مستقبلا، ليزداد الخراب خرابا.
6
الان ان ما سبق لايمنع وجود اساتذة اكفاء اجلاء، قدموا الكثير الكثير لمسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق حتى ممن ارتبط بحزب البعث او اضطر الى ذلك، وليس ممن سبق وان ذكر في معهد الاعداد الحزبي ... لكن للاسف هؤلاء دخلوا في خانة مقفلة في وزارة التعليم العالي وخاصة في عهد الوزير الحالي علي الاديب الذي قرر مؤخرا احالتهم الى التقاعد بحجة السن القانونية رغم حاجة التعليم لهم ولخبرتهم وكفاءتهم المعهودة، ليفسح المجال لاصحاب الشهادات المعادلة او الانترنيتية او شهادات اخرى لانعلم مصدرها ودرجاتها... واخيرا والكلام ليس لي بل للكثير من الاساتذة واهل الاختصاص التربوي ان اسوأ مرحلة للتربية والتعليم في العراق هي الحالية ...
كم من الذل والاهانة نال حرف "الدال" وسينال حين يكون تعريفا لبعض الاسماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة