الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي وتزييف الوعي

عامر الشيخ علي

2013 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عامر الشيخ علي
ان من اخطر عوامل الجمود الفكري هي الاتكالية والتي تفرضها عدة عوامل منها البيئة الاجتماعية، وبعض الجهات المستفيدة على العقل البسيط ، وبالتالي جمود ذلك العقل وانحداره نحوه التخلف والتعصب حتى وان كان هؤلاء الشخوص من حملة الشهادات.
فالإسلام السياسي ورجل الدين من أقوى الأدوات وأخطرها في السيطرة على العقل البسيط، من خلال تشكيله وتكوينه واحتوائه وفق مقتضيات مصالحهم بوضع عراقيل امام ذلك العقل وتعطيل فهمه باستلاب وعيه، وجعل المقدس شخص كان ام نص خط احمر لا يمكن تجاوزه او مجرد مناقشته او الاعتراض عليه او طرح رأي مغاير لرأي ذلك الشخص المقدس، محاولة تشذيب النصوص واستنباط المعرفة منها، والتي هي مسموح لهم بتفسيرها على هواهم ووفق مصالحهم ولكنها محرمة على الغير من التفسير، لانهم يعتقدون بانهم من يمثل الله في الارض متناسين بل هم يتناسون بان الله لا يحتاج لمن يمثله، هو الخير والجمال والسلام وهو المشترك بين جميع الاديان والطوائف.
والاهم من ذلك ان الله مع الثورة من اجل العدالة الاجتماعية بل هو يحرم في كل اياته الخنوع والاستكانة للظلم والظالم. لذا تحاول تلك القوى السياسية والدينية بتكريس الآيات والأحاديث والأقوال لصالحهم لأنهم يريدون من عقولنا الجمود والتخلف وعدم الثورة على الواقع المرير الذي نعيشه ، ولهذا اكثر اية يرددونها على اسماعنا هي لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وكذلك القول (الله كريم) وهي اكثر الجمل اتكالية ومنعا لمحاولة التغيير في الحياة، وكأن تلك الكلمات ابر مورفين لتهدئتنا من اوجاع الفقر والعازة والحرمان التي نحملها من الانظمة المستبدة التي تعاقبت على حكمنا وسخرت المساجد ودور العبادة لتكون اماكن لغسل ادمغة الجماهير مما تحمل من فكر ثوري تريد من خلالها تغيير الواقع المرير الذي نعيشه.
لذا لا يمكن تحريك العقل وتفسير الاحاديث والنصوص من قبل العامة وترك هذه التفسيرات والتحليلات لرجال الدين.
قد يقول البعض لكل علم رجاله، والاديان علم كبقية العلوم له خصوصيته، فهل من الممكن التدخل في علم معين من قبل اشخاص غير مختصين، اي مثلا هل يمكن تحليل وتفسير ظواهر في علم الفلك من قبل اشخاص اختصاصهم طبي، هكذا هي العلوم الدينية لايمكن ان يفسر النصوص غير الاختصاص وهم رجال الدين من الشيوخ والسادة، وما على المتدين الا تقبل تلك التفاسير والالتزام بها حتى وان كانت لاتلائم زمانه. ولكن العلوم تتطور والعلماء يجددون النظريات بحيث تظهر نظرية تدحض نظرية سابقة ليستفاد منها عامة الشعب، الا ان رجال الدين لا يغيرون النصوص ويعتبرونها ثابتة، لان اي تغيير يعني تغييرهم وبالتالي فقدان نفوذهم ومصالحهم.
ان السعي المحموم من قبل الاسلام السياسي بالوصول والتمسك بالسلطة وبكل الاساليب ومن بينها تزييف وعي الجماهير بفرض منهج الهويات الفرعية دون الهوية الوطنية، هو منهج للتدمير والخراب. وهذا ما يلاحظ من خلال ما تقوم به تلك الاحزاب من خلال دعم وتشجيع احياء الطقوس الدينية والمذهبية المختلفة لاستجداء مشاعر المواطنين واستثمارها لزيادة الشد والتوتر بين المكونات المختلفة وتصعيد روح الطائفية والتي هي سبب وجود واستمرار الاسلام السياسي.
ولانهاء تزييف الوعي للمواطنين من قبل احزاب الاسلام السياسي ورجال الدين، لابد من عمل دؤوب وحثيث للتيار الديمقراطي من اجل اعادة المواطن الى وعيه الناضج من خلال تثقيف وترسيخ مبادئ الدولة المدنية الديمقراطية بين المواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah