الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا؛ يخسر الأقوياء ويختفي الضعفاء

محمد شرينة

2013 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قضية مطروقة:
لنتصور ثلاثة رماة يصيب الأول هدفه بنسبة 95% والثاني بنسبة 80% والثالث بنسبة 40% يخوضون مبارزة:
الأول منطقيا سيكون هدفا لرامي نسبة اصابته 80% ولرامي نسبة اصابته 40% (سيتحالف الضعيف مع الأقل قوة للقضاء على الأكثر قوة ؛ هذه طبيعة الأمور) وسيصاب ويخرج من السباق.
الثاني سيكون هدفا لرامي نسبة اصابته 95% وسيصاب ويخرج من السباق.
ينجو الأضعف
هذه مبارزة القوة فما بال مبارزة الحق؟
الحق مفهوم فكري مجرد لا وجود له ! هو ما يعتقد أكثر الناس انه صحيح ؛ هو أحد مظاهر القوة ليس الا ، فالحق الذي يبدو واضحا لفريق من الناس يعتنقه هؤلاء الناس وينتصرون له مسخرين قوتهم لخدمته وقوة البشر هي القوة الفاعلة في نهاية المطاف (الحق الملتبس غير الواضح ايديولوجيا أودوغما "عقيدة" وليس بحق) وبالتالي فالحق الجلي قوة لا لبس في ذلك. كل حق لا يتحول تلقائيا الى قوة هو فكرة ايديولوجية أو دوغمائية"عقدية" تطرح على أنها حق. قد يبدو هذا الكلام غير صحيح وعليك تدبره!!!!
للحق شكل آخر وهو الجمال فما تحس فطرة الناس جماله تعشقه وتنتصر له فيتحول الى قوة.
كل طغاة العالم انضبطوا وتورعوا عن انتهاك الحقائق المحرمة المتفق على حرمتها من غالبية الناس وعندما انتهكها بعضهم فعل ذلك في الخفاء وبتبرير اخلاقي يخرج افعاله عن اختراق المحرمات المجمع على حرمة انتهاكها ومع ذلك لم ينجح احد منهم في النهاية ولن ينجح.
في المبارزة السابقة يفوز الضعيف.
تأكل القوة بعضها فيفوز الضعف الفاعل في المبارزة!
في نهاية العصور القديمة ومع توسع الامبراطورية الرومانية لتضم كامل حوض البحر المتوسط احتدم الصراع بين حقين أو قوتين قوة العقل الاغريقي الروماني وقوة الجمال الروحانية لشرق المتوسطي (ديانات الأسرار) فخرج الطرف الثالث الأضعف والذي كان موجودا وفاعلا؛ منتصرا ألا وهو الفكر العملي اليهودي.
خرج منتصرا حسب الشرح السالف لأنه رغم كونه موجودا وفاعلا كان الأضعف والأقدر على التحالف والاحتواء (فالضعيف أقدر على التحالف لأن التحالف تنازل ينفر منه القوي) لقد ضم أشياء من هذا وأشياء من ذاك لكنه بقي الجوهر.
المسيحية هي المزيج العبري مع أفكار شرق المتوسط الروحانية (ديانات الأسرار) مع أن الفكر العبري هو المسيطر ، بينما الاسلام هم مزيج الفكر العبري بالفكر الروماني الأغريقي المادي والفكر العبري أيضا هو السائد.
بعد الحرب العالمية الثانية خسر الأربع الأقوياء: الانكليز، الفرنسيين، الألمان واليابانيين وبرز الاميركيون والروس.
قبل ذلك انهك الرومان والفرس بعضهم وبرز العرب.
وبعد ذلك ظهر الانكليز بعد الصراع بين الاسبان والبرتغاليون.
أخيرا يدمر الأقوياء بعضهم ويفوز الضعفاء شريطة أن يكونوا موجودين وفاعلين بدرجة ما.
الماء فعال بشكله السائل بين الدرجتين 0 و 100 وهو غير فعال في المجال الأكبر من الحرارة بين ال0 المئوي والصفر المطلق 273 تحت الصفر وكذلك غير فعال في شكله البخاري بين ال 100 مئوية وعدة آلاف قبل أن يتأين(يتشرد).
ليس المهم أن تكون قويا أو محقا؛ المهم أن تكون موجودا وفاعلا وهما على الأرجح شيء واحد فالفاعل موجود والموجود فاعل بشكل ما ودرجة ما.
الفكر اليهودي سوري (الأرض الممتدة بين العراق ومصر وجزيرة العرب وآسيا لوسطى هي سوريا) مع أن له مصادر وجذور مصرية وعراقية (بين النهرين وفارس ؛ فالعراق هي موطن حضارات بين النهرين القديمة: السومرية والبابلية والآشورية وكذلك الفارسية) وكذلك ديانات الأسرار والمسيحية موطنها سوريا. الفكر الاغريقي موطنه آسيا الصغرى واليونان وله جذور شرقية (بين النهرين ومصر وسوريا)
فالفكر العالمي كما هو اليوم نتاج اغريقي روماني سوري بالدرجة الأولى(بشكل مباشر) وبالدرجة الثانية (شكل غير مباشر) مصري عراقي(بين النهرين بما في ذلك فارس).
المفكرون الغربيون المعاصرون يقولون أن الثقافة الغربية المعاصرة ذات جذور اغريقية رومانية جرمانية يهودية مسيحية والأخيرتين سوريتين حتما اضافة الى مشاركة السوريين في كلا الفكرين الاغريقي والروماني بدرجة تقل أو تزيد.
الاسلام جوهره اليهودية وهي نتاج فكري ثقافي سوري في النهاية. ناهيك عن اسهام سوريا في الفكر الروماني مباشرة أو من خلال الفينقيين القرطاجيين وكذلك اسهامهم في الثقافة الاغريقية والهلينية. المسيحية سورية بدرجة ممتازة.
ربما كان هذا وضع سوريا بسبب موقعها المتوسط بين الأقطار العظيمة في الجغرافيا البشرية القديمة للعالم الغربي (غرب الهند): العراق، مصر وآسيا الصغرى.
بين القوة والضعف يكمن مجال الفعالية المنتجة فهناك أفكار كثيرة كانت موجودة في ذلك العالم الزماني المكاني ليست قوية لدرجة أن تدخل الصراع فتفنى وتبقى آثارها واضحة فضاعت بالكامل مع أنه لا يمكن القول ان ليس لها آثار باقية في الأفكار الجديدة لكن بشكل غير واضح.
اذا من ينتصر ليس الأكثر قوة ولا هو الأكثر ضعفا.
القوة المفرطة قاتلة لذلك انقرضت الديناصورات ؛ هذا الكون أو العالم يكره الكمال بنفس مقدار كرهه للعور أو أكثر!
مشكلة الاسلام الايديولوجي هي ثقته بأنه متفوق وهي نفس مشكلة الغرب في شكله المتطرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال