الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة ثائر – المرأة في قلب المسيح ضرب ٌ لمأسسة الدين و ستار النجاسة

نضال الربضي

2013 / 11 / 18
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قبل ألفي عام عرفت قرية في الجليل شابا ً غريب الفكر، يُتقن أمرين اثنين أحدهما بالعُرف السائد مُفيد و هو النجارة، و الثاني بنفس ذلك العرف السائد مُستجلب ٌ للاستنكار مُستدع ٍ للاصطدام، و هو إعادة تعريف للمعتقدات الموروثة و السائدة و نظرة ٌ غير مسبوقة للمجتمع و العالم.

هذا الشاب المُسمى بيهشوع، إبن ٌ لنجار بسيط مُتزوج من ابنة عمه التي كانت تخدم في الهيكل منذ صغرها، يُحب أن يُجالس بائعات الهوى و أراذل الناس و العشارين، و لا يعترف للسبت بحرمه و لا للدين بسلطان، و هو غريب الشأن يضرب في قلب النظام الموسوي مُخاطبا ً سلاطين الدين و سدنته و القائمين عليه و يحب أن يسميهم بالمرآئين و آكلي بيوت الأرامل و القبور المُجصصة جميلة المنظر عفنة المحتوى.

هذا الشاب يدخل المجمع و يأخذ السفر المقدس و يقرأ "روح الرب علي" ثم يختم بقوله "اليوم تمت هذه الآية في مسامعكم"، يحفون به يريدون أن يرموه من على حفة الجبل، يجتاز من بينهم و يمضي، ثم في مرة أخرى يدخل المجمع يوم السبت، يوم الخمول و الكسل و الراحة للإله و شعبه العظيم، يوم يُمنع الإنسان أن يفعل، فيجد امرأة ً محنية الظهر منذ ثماني عشرة سنة، فيلمسها و يشفيها و يـُقوِّم منها ما انحنى من ظهرها، يغضبون منه، فيغضب أشد من غضبتهم و يرفع من صوته بين جمعهم:

"أيها المراؤون أما يحل أحدكم رباط ثوره أو جحشه يوم السبت و يذهب به فيسقيه؟ و هذه ابنة إبراهيم ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة، أما كان يجب أن تُحل من هذا الرباط يوم السبت؟"

إبنة إبراهيم! قال لهم، و لم يقلها أحد ٌ في التاريخ اليهودي كله، فإبراهيم أبو الذكور، أبو كل ذكر يُختن قضيبه، و تلك لا قضيب لها، فلا إنسانية و لا بنوة و لا كرامة. هذه الثورة التي أعلنها ابن النجار صريحة ً قوية ً مُجلجلة هي ثورة بنات إبراهيم!

ثم يخرج ليعود ليجلس مع بائعات الهوى و البغايا و أراذل الناس و يصيح "من منكم بلا خطئية فليكن أول من يرمها بحجر"

هذا هو السيد الذي أعشق.

"روح الرب علي
لأنه مسحني و أرسلني لأبشر المساكين
لأنادي للمأسورين بالإطلاق
للعميان بالبصر
و للمسجونين بالخروج من بيت الحبس"

من له أذنان للسمع فليسمع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلامُ عليّ يوم ولدتُ
شاكر شكور ( 2013 / 11 / 18 - 18:36 )
روح الرب عليّ ، هذا هو معنى تجسد الله ، يقابلها في القرآن (السلامُ عليّ يوم ولدتُ) ، السلام في الأسلام هو الله لأن السلام من اسماء الله الحسنى في الأسلام ، السلام جاءت في القرآن معرّفة فلا يستطيع اي من البشر ان يقول ان السلام (الله) حلّ عليّ الا ان يكون هو الله المتجسد فهل المسيح في القرآن هو الله الذي قال إني أخلق لكم من الطين كهيئة طير وأنا انفخ فيه ؟ آن الآوان ان يعرف المسلم هذه الحقيقة ؟، تحياتي للأستاذ نضال


2 - إلى الأستاذ شاكر
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 19 - 05:33 )
تحية ً طيبة أستاذ شاكر،

التركيز على معنى الفعل المشيحاني و تأثيره في النفوس هو أساس الدعوة المسيحية، المسيح يقلب الحياة رأسا ً على عقب، لديه القدرة على أن يغير القلوب و يجدد الحياة و يُعطيها. النعمة الخاصة من قبول المسيح تنعكس مباشرة ً على السلوك و تؤتي ثمار رائعة بناءة للحياة و للإنسان.

أنا لا أهتم بنقد عقائد إخوتنا المسلمين أو أي عقيدة أخرى لأني أرى أن مسألة العقيدة هي مسألة إيمانية بحتة لا يمكن إثباتها. فكرة وجود الله نفسه لا يمكن إثباتها لكن هناك دلائل عليها، و بالتالي السجالات العقائدية تظل فُرص لقتل الوقت لا أكثر، و تتحول في النهاية إلى حالات مؤسفة من الكراهية و الكراهية المُتبادلة، و أنا أرفض الكراهية بكل صورها، و أسلك بدلا ً عنها في المحبة و الأخوة. طبعا ً أستثني مما سبق نقد الإرهاب و الظلم و العبودية و انتهاكات الإنسانية فهذه يجب أن نظل نصرخ ضدها حتى تنتهي.


أفضل دائما ً التعمق في معنى الرسالة الإنجيلية و القيمة التي تُعطيها للحياة و البشرية!

أهلا ً بك دوما ً و أرحب بتعليقاتك.


3 - تعقيب
شاكر شكور ( 2013 / 11 / 19 - 17:06 )
استاذ نضال في نهاية تعليقك رقم 2 تقول : (أفضل دائما ً التعمق في معنى الرسالة الإنجيلية والقيمة التي تُعطيها للحياة والبشرية !) ، هذا كلام منطقي ومعقول ولكن يا اخي الفاضل انت تنشر هذا الفكر في موقع اغلب رواده من المسلمين او من خلفية اسلامية وأن غالبيتهم يظنون موهومين بأن الرسالة الأنجيلية محرّفة وأن المسيحيين كفره ، لهذا السبب نلجأ احيانا الى شرح شخصية المسيح من خلال القرآن لكي يكون تقبل الفكرة نابعة مما يؤمن به المسلم خاصة في حالة تطابق كلام الأنجيل مع القرآن في قضية التجسد ، تعليقي رقم 1 لم يكن نقد للأسلام بقدر ما كان تعريف المسلم بحقيقة معنى (السلام) وارجو اعادة قراءته مع الشكر والتقدير ، تحياتي


4 - إلى الأستاذ شاكر
نضال الربضي ( 2013 / 11 / 19 - 17:36 )
نعم أخي شاكر أنا فهمت قصدك من المرة الأولى لكن كان قصدي أن أٌبرز لك منهجي، فأنا أفضل دائما ً أن أُظهر النظرة المسيحية كما هي من عندنا من دون مقارنات (إلا عند الضرورة) و ذلك حتى يستطيع الشخص أن يرى المسيح المسيحي غير متأثر بأي نظرة أخرى.

أهلا ً بك دوماً.

اخر الافلام

.. نساء مغربيات تروين المشاكل الناتجة عن مقتضيات مدونة الأسرة ا


.. استشاري العلاقات محمد دسوقي: الرجل يحب الراحة أكثر من المرأة




.. استشاري العلاقات محمد دسوقي: المرأة المطلقة هي الأنجح في الم


.. الفرق بين طريقة تفكير الرجل والمرأة عند خيانة شريك حياته!




.. دعماً لغزة... ناشطات لبنانيات تقاطعن احتفال بمناسبة -عيد الا