الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة القهر الاجتماعي للمرأة بإبداعها الغائب

فؤاده العراقيه

2013 / 11 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


البعض يعزي السبب في أن قلة النساء المفكرات إالى انهنّ ناقصات عقل, دون ان يفكر هؤلاء وكعادتهم بالسبب التي خرجت به بعض النساء منهنّ الفيلسوفات والمفكرات والأديبات وممن تقلدنّ مناصب حكومية مهمة , واللواتي تفوقنّ عليهم بعقلهنّ الناقص كما يدّعون , رغم هذا عجزوا عن الإقرار بأن المرأة مساوية لهم , فيحاولوا رد اعتبارهم أمامهنّ بوصفهنّ بالمسترجلات أي أنهنّ يتشبهنّ بالرجال , على اعتبار ان التفوق والإبداع قد اقتصر على الرجال دون النساء , كون الأنوثة تعني لديهم الضعف والخنوع والاستسلام , وإن وضعنا حجتنا هذه أمامهم لننفي عن النساء نقصان عقلهنّ , نراهم يتحججون بقولهم بأن لكل قاعدة شواذ , معتبرين المرأة المفكرة خارجة عن طبيعتها التي الصقوها بها عنوة وصارت طبيعة المرأة المألوفة لهم هي المرأة الضعيفة المستسلمة والقنوعة بعد أن حصروها بقمقم البيت وأنجاب الأبناء وتبعاته , ليتخلصوا من تلك الفكرة التي صارت شبحاً تخيفهم فيما لو سحبت من تحت أقدامهم سلطتهم عليها .
لنستطلع أهم الأسباب التي حصرت المرأة وجعلت مشاركتها قليلة في نواحي الحياة الكثيرة , وانعدامها في بعض المجتمعات الأكثر تخلفاً
أن معظم النساء قد تم تلقينهنّ منذ الصغر ليصبحنّ صالحات للزوج فقط , وحُصر مصيرهنّ واستقرارهنّ في محيط الزواج لتدفع المرأة ثمن استقرارها النفسي المزيف بهذا الزواج من خلال القهر القانوني الممارس ضدها ومن خلال قهر الرجل لها مستغلاً حقوقه الكثيرة وحاجتها المادية المنقوصة بسبب تفرغها لخدمة الزوج والأولاد مما يتسبب لحاجتها المادية تلك إلى معيل وسند لها ولأولادها , فلأجل الحب والزواج عليها ان تتخلى عن حريتها وكرامتها ومن ثم عقلها ولابدّ لها من أن تنال عقابها بعد ان جردّها المجتمع من أثمن ما يمكن ان يمتلكه الإنسان وهو إنسانيته المتمثلة بامتلاكه لحرية التصرف بذاته التي هي من المفروض أن تكون ملكاً له ولا يحق لكائن من يكون أن يجرده منها , لكن المرأة جُرِدت من تلك الإنسانية وصارت بزواجها مجرد خادمة للزوج نهاراً , ومومساً له ليلاً , بعد ان دفع أجرتها المتمثلة بمهرها المتقدم , والمتأخر تأخذه بعد حين في حالة عدم رضاه عن الخدمات التي تؤديها له , وكتعويض عن سنين عمرها فيما لو أراد ان يرميها إلى الشارع في أي وقت يرغب به حتى لو كان السبب فساده الأخلاقي الذي يترتب عنه السير وراء شهواته ونزواته , فهذا لا يعيبه بقدر ما يعيبه جيبه , وربما يسرق حقها في أجرتها بالطرق العديدة المتاحة له وبحقوقه الكثيرة والحجج المتاحة له قانوناً .

فيكون زواج أغلب الفتيات لأجل الهزيمة من قمع الأب والأخ لها , بحثاً عن بصيص أمل للخلاص من هؤلاء الذين خوّلوا أنفسهم في أن يكونوا مسئولين عنها على اعتبارهم أوصياءٌ عليها وشرفهم يكمن ويتحدد بها دونهم , لتدخل في دائرة قمع الزوج هذه المرّة وقمع القانون لها ومن ثم تفقد قدرتها على الرفض والتمرد بعد ان تعودت على القمع وأصبح لها قانونا غير قابل للتغيير , فمن خلال قهر المجتمع والقانون لها استطاع الرجل أن يهيمن على عقلها وروحها ومن ثم أمتلك جسدها بفرض سيطرته عليها بهذا القانون الذي أعدم حقها في حرية الاختيار ما بين البقاء أو الافتراق عن زوجها بقوانينه التعجيزية والتي وضِعت لقمعها في حالة رغبتها في الافتراق , فلا يتم هذا ألا بشروط تعتمد بالدرجة الأولى على إمكانياتها المادية التي انعدمت أصلاً في خضم توهانها ما بين خدمة الزوج وحلقة البيت والأطفال والتي استدعت مكوثها في البيت لتفرغ عقلها من التفكير ومن محتواه الطبيعي , بالإضافة إلى عدم توّفر السكن لها والذي فقدته أيضاً لنفس السبب .
فمن خلال تخلف الوعي الاجتماعي الذي نتج عنه هذا القانون بعد أن وضع المرأة بدائرة ودوامة فارغة تدور بها وتلف وترجعها من حيث جاءت إلى نفس موقعها , أي أن وضعها صار بحالة من السكون ألذي قتل فيها الشعور بأنها إنسان يمتلك القدرات العديدة التي تم إجهاضها قبل ان ترى النور , فمن خلال هذا القانون حوصرت المرأة في قمقم دون أن تدري به , بل واقتنعت الغالبية منهنّ واستسلمت للإرادة التي صارت فوق قدراتها , وصار الخلاص منه يشكل خطورة على حياتها كونها ستكون إلى الشارع خالية اليدين من المادة ومن سنين عمرها التي صارت منقوصة . .
فارتدى الرجل وجه المارد الذي أراده المجتمع أن يرتديه , يعيش الفساد علناً وبدون خوف من عقاب أو حساب بعد أن حللت له القيم السماوية فساده وحرية تصرفاته , وصارت هي تعيش بغيبوبة الوعي دون ان تدرك ذلك أحيانا , وفي حالة من القبول التام لوضعها لأنها اقتنعت بفكرة أن وضعها جاء كنتاج لقيم مطلقة سادت لقرون , فلا مجال لتغيّرها ولا الطعن ولا التفكير بها حتى , فتصورت غالبية النساء بأن سيادة هذه القيم لقرون عديدة تعني إنها قيمٍ مطلقة بصحتها وأكيد ستكون لصالحها , وإلا لما استمرت مجتمعاتنا على السير عليها وخصوصا إنها وكما صوروها منزّلة من السماء وعلينا ان نقدّس كل حرف فيها دون الشك كونها مطلقة , ومن ثم ستكون صالحة لكل زمان ومكان , فصار حال المرأة بلا أرادة ولا قوة لها ألا بذلك الرجل المارد الذي يوفر لها لقمتها ولقمة أبنائها, ويوفر لها الحماية من المجتمع الذي امتلىء شراً بوجوده , أي أن الدائرة تدور بنفس تلك الدوامة , الرجل يحمي المرأة من الرجل نفسه الذي فرض عليها القيود , فبدلا من التفكير بالقضاء على هذا الشر الذي صار يتناسل كل يوم ويعظم , يزيدوا المرأة قمعا أضافيا بحجبها بالقيود التي أرادوها لها بحجة حمايتها وتجنيبها للشر الكامن في عيون الرجال دون أن يفكروا بالسبب الذي جعل من تلك العيون وقحة , فاشتدت ظاهرة قمع النساء وتخويفهنّ من عذاب الآخرة ومن ثم حرقهنّ بالنار التي هي مليئة بهم وتتربص لهنّ فيما لو كانت غير مطيعة لزوجها ويكون هو غير راضٍ عنها , يكررون جملة ( طاعة الزوج من طاعة الله ) مهما كان تفكيره ودرجة تخلفه , ومهما كان وعيها ودرجة تفكيرها , فالتفكير لديهم والوعي وما يتصف به الإنسان لا يهم أمام فارق الجنس , فتتعالي أصواتهم بترديد آيات القرآن كل يوم لساعات طوال, وأحاديث الرسول التي يتشدقون بها, جاعلين منها حجةً لهم في أنها أنصفت المرأة ووهبتها الحياة , متشبثين بقصة وأد البنات ما قبل الإسلام وكأن الإسلام تفضّل عليها بحياتها ,فصارت المرأة تابعة لما بعد وأد البنات بزمن قصير , غير مبالين لفارق الزمن وتطوره والذي جعل من تلك الآيات والأحاديث لا تناسب التغييرات التي حصلت اليوم ولا زالت مستمرة .
لا زالت القوانين إلى حد يومنا هذا تسير على ثوابت غير قابلة للطعن ولا حتى محاولة التغيير رغم خروج المرأة للعمل واعتماد البعض منهنّ على أنفسهنً تماماً وتحمل البعض منهنّ واجب الأنفاق على بيتها , رغم هذا نجد بأن تبعيتها لا زلت قائمة رغم عدم ملائمة ذلك الزمان وظرفه بهذا الزمان وظرفه وما ترتب عليه من تغييرات جمة , هذه القوانين صارت ثابتة رغم مرور القرون عليها ورغم تطور المجتمعات لكنها لا سكنت على القديم وصارت تُشكل خطرا جسيماً على اوضاع مجتمعاتنا .
لا يعني بأن الغالبية هي صحيحة بفكرها دوماً , ولا يعني بأن السائد من القيم هي الحقيقة المطلقة , ولكنها تعني أنها سادت لهذه القرون كونها غير عادلة , واستمراها كان على أساس قانون سيطرة فئة على فئة أخرى باستخدامها للأساليب الملتوية التي تحقق لهم أهدافهم فقط .
فهل نتأمل خيرا ونرجوه بعد أن حصرنا نصف المجتمع بدائرة مفاهيمنا القديمة التي اعتمدت على عقد الرجال الفحول ومن خلال تخويف النساء بالعقاب وتحريم الحياة عليهنّ ؟
إبداعنا بوعينا , وقوتنا بأملنا ... بهم نهزم التخلف وننصر الإنسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذه فؤادة العراقية
منتظر البغدادي ( 2013 / 11 / 19 - 09:42 )
اثارني عنوان المقال فضلا عن المقال نفسه .. اشعر بالعار والخزي فعلا ونحن نعيش الالفيه الثالثة وما زال هناك من يردد اقوال صلعم واحاديث العنعنة وما زلنا نحاول جاهدين ان نكون مجتمعات تعيش بكرامة بدون استجداء ما !!!
ان ما يمارسه الرجل بحق المرأة جاء بتفويض اجتماعي سائد لحد يومنا هذا ودعمته الاديان وخصوصا الدين الاسلامي الذي كان يُداهن قيم اجتماعية مقبوله بعصور غابره .
اننا نعيش بشكل كتلوي مُتراص مُعقد ونريد تفكيك خيوط مضى على التفافها وتشعبها كقيود وكعُقد المئات من السنين بل الالاف .. لنصل الى افراد حقيقين يتمتعون بآرائهم الخاصه والمتحررة سواء رجال او نساء لكن ما يمنعنا هو كثرة هذه العُقد المتراصة والتي تستهلك الكثير من الجهد والطاقه بشكل اكبر من اي انتاجيه يكون معها هذا الجهد ذو فائده تُذكر .. انا آسف على سوداوية ما اقول لكن هذا هو الواقع الحالي والذي اتأمل قريبا زواله .. قضية المرأة المُفكرة التي لا نجد لها صدى ما ..اعتقد انها تعاني سياسة التكميم والاغتصاب الطارئ لاغير واعني بكلامي انها موجوده ولكنها مُغيبة بفعل الخوف الاجتماعي السائد .وعلينا دعمها .اكثر ليكون صوتها وعياً اجتماعيا لا عورة


2 - المرأة ضد المرأة
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 19 - 18:44 )
الاستاذة العزيزة فؤادة العراقية، تهتمين بحال المرأة الشرقية البائس فى مجتمعنا الأشد بؤسا، فلا تنسي أن على المراة ان تحارب أحيانا ضد المرأة ،فى مجال عملي الكثير من الصبايا والنساء بمختلف أعمارهن ومشاربهن ، حين يتصادف ونتطرق للمظالم التى تقع على عاتق المرأة فى مجتمعنا ، نادرا ما أجد بينهن من تعي حقيقة من أين يقع عليها هذا الظلم وما هي أسبابه .. ولو تصادف وتهورت وتطرقت للدين ولو من بعيد ، إما أتلقف صمت او تعليق بارد أو إنكار تام ، ولي فى صفحة إخلعي الحجاب ألف مثال.. فزملائي الأدمنز وانا نعاني من غباء البعض وسطحية وتعنت البعض الآخر وفى الأغلب الأعم يكن نساء.لك كل التحية على كفاحك الدؤوب والمستمر ، وإصرارك وصبرك ، ولك منى كل التعاطف فى حربك التي لا تبدو اننا سنرى لها نهاية فى حياتنا.. فالأمر يحتاج أجيال وراء أجيال ليحدث التغيير.


3 - الاستاذة فؤادة العراقية
ديار ( 2013 / 11 / 19 - 18:51 )
القوانين لا تغيّر المجتمعات وانما المجتمع هو الذي يغيّر ويشّرع القوانين ..فمهما قيل عن تشريع وتعديل بعض او جزء منها فأن البشر اكثريته لم يتغيّر الدين وقوانينه وتراثه هو الذي يسّير وكذلك الاعراف القبلية والعشائرية التي لا زالت سائدة والانفتاح الوحيد الذي لمس على ارض العراق بنسبة لابأس بها في كافة المجالات وحتى في النفوس كان في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم لانه احدث ثورة داخل كيان الانسان العراقي نحو مستقبل مشرق ومتطور ولكن تكالبات الاعداء داخليا وأقليميا ودوليا قضت عليه وعلى أحلام العراقيين ..تحياتي ..مع التقدير .


4 - الاستاذه فؤاده العراقيه المحترمه
سناء بدري ( 2013 / 11 / 20 - 12:51 )
احيانا عندما اعجب بمقال ويجيب على كثير من اسئلتي ويشخص حالة واقع المرأه العربيه وارى مدافعه صلبه عن حقوق النساء اعجز عن الكلام واكتفي بأنك رائعه
مع التحيه والموده والتقدير.


5 - الزميل المحترم منتظر البغدادي مع التحية
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 20 - 14:02 )
اهلا بك عزيزي منتظر
ما تقوله من كلمات تعبر عن واقع مسوّد وظلامه صار في ازدياد وقتامة سواده اصبح أكثر وأكثر, ولكننا نحاول ان نخفف من وطأت سلبياته وكلُ بطريقته , وكما ذكرت باعتقادك الصائب بأن المرأة تعاني من سياسة التكميم والاغتصاب لحقوقها وهي سياسة قديمة ومستمرة منذ عقود , ناهيك عن القرون التي احطت من قدراتها وجعلتها محصورة بدائرة ضيقة والمصلحة هي للسلطات التي تكره بزوغ النور على هذه المجتمعات خوفاً من ان يفضح أنانيتهم وهيمنتهم , وأكيد هؤلاء مسنودين من المستعمر الذي لا زال جاثماً على صدورنا مستغلا هشاشة وتخلف الفكر العربي , بالرغم من بزوغ العلماء والمفكرين العرب قديما ولكن الضربة وجهت له قوية ولهذا تجد كثرة العقد لكثرة المنافذ لها , ما نمر به يستحق الكثير من الجهد والطاقة التي لا مفر منها
هل نتأمل خيرا وابداعا من اجيال تتربى على الذل واهانة الذات , وما الذي ستكونه تلك الطالبة التي تتلقى معلومة من قبل مدرّسة مادة الأسلامية لأبنتي حين قالت لهم بأن الذكر المعاق يعادل 10 اناث سليمات , مع احترامي للمعاق أكيد , ولكن ما قصدته هو هذه التفرقة التي يغرسوها في نفوس الفتيات
احترامي وتقديري


6 - انها قضية تستحق ان نبذل لها جهودنا عزيزتي فاتن
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 20 - 14:11 )

صحيح ما ذكرتيه في محيطنا وهو متشابه كثيرا في اغلب البلدان العربية , وهنا تكمن الطامة الكبرى في ما ذكرتيه من انعدام الوعي لدى المرأة في انها مسلوبة الحقوق , فهذا وارد وبكثرة وجيد انكِ تتلقفين صمت او تعليق بارد واغلب الأحيان يكون الهجوم والأنكار التام من قبل المرأة كون الدين انصفها واعطاها حقوق وكثيرا ما يذكروا فقرة انه منع وأد البنات وكان حياتها صارت فضل منع عليها ولولا هذا الفضلولكانت اليوم هي موءودة , هذا جزءبسيط من تفكيرهم ولا تنسي الثوابت التي تربت عليها المرأة وكيف حُرّم عليها التفكير لتبقى على فكر ساد منذ قرون , لستُ معكِ عزيزتي في اننا سوف لن نرى نهاية لهذا الخراب , رغم سوداوية الموقف ورغم كل الصعوبات ولكن لا يوجد في الحياة شيء اسمه لا نهاية وخصوصا اذا كان ضد الطبيعة , ربما لن نشهد هذا اليوم ولكن الأجيال القادمة مؤكد انها ستشهده , والمهم اننا نعمل بما تمليه علينا ضمائرنا خصوصا اننا ليس لدينا بديلا , وقضية المرأة كونها تتعرض لقمع داخلي وخارجي معها فهي قضية تستحق الأصرار لما تحمله من ظلم يقع على نصف المجتمع وان كانت البعض منهن تقف بجانب هذا الظلم
سعيدة بتعليقكِ واحترامي اكيد وتت


7 - القوانين ستغيرها الشعوب اكيد عزيزي ديار
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 20 - 14:22 )
انا معك عزيزي ديار في ان القوانين لا تغير المجتمعات والمجتمعات المتمثلة بتطوير عقل شعوبها هي التي تغير تلك القوانين فمن سيغيرها سواها ؟ وهل سمعنا يوما عن سلطة حاولت بدون ضغط ان تعطي حقوق لشعبها ونحن نعلم بأن اغلب السلطات ان لم تكن جميعها تأخذ ولا تعطي , من بعدها تساعد القوانين على تهذيب النفوس المتبقية وتساعدها بل وتجبرها على التغيير الذي سيبدأ بالجذور وعندها يبدأ العد التصاعدي نحو مجتمع يرتقي بشعبه , ولكن
قوانيننا صارت ثابتة بسبب جمودنا وثباتنا على مفاهيمنا القديمة والفكر اصبح جامدا والتخلف يتناسل وينتج اجيال اكثر تخلفا فمن سيطالب بالتغيير وهو لا يرغب به ومقتنع بأن هذه المفاهيم الذي سار عليها مطلقة وما آل إليه وضعه يعزوه الى غضب الله عليه
مع التحية والتقدير لمشاركتك التي اغنت الفكرة


8 - الزميل المحترم منتظر البغدادي مع التحية
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 20 - 14:26 )
اهلا بك عزيزي منتظر
ما تقوله من كلمات تعبر عن واقع مسوّد وظلامه في ازدياد وصار سواده قاتماً أكثر ولكننا نحاول ان نخفف من وطأت سلبياته وكلُ بطريقته , وكما ذكرت باعتقادك الصائب بأن المرأة تعاني من سياسة التكميم والاغتصاب لحقوقها وهي سياسة قديمة ومستمرة منذ عقود ناهيك عن القرون التي حطت من قدراتها وجعلتها محصورة بدائرة ضيقة والمصلحة هي اكيد ستكون للسلطات التي تكره بزوغ النور خوفاً من ان يفضح أنانيتهم , وأكيد هؤلاء مسنودين من المستعمر الذي لا زال جاثماً على صدورنا مستغلا هشاشة وتخلف الفكر العربي بالرغم من بزوغ العلماء والمفكرين العرب قديما ولكن الضربة وجهت له قوية ولهذا تجد كثرة العقد لكثرة المنافذ لها وتستحق الكثير من الجهد والطاقة التي لا مفر منها
احترامي وتقديري لمشاركتك الغنية دوما


9 - الزميلة المحترمة سناء بدري
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 20 - 14:30 )
يسعدني ان المقال نال اعجابكِ وانت المدافعة النشطة في مجال حقوق المرأة , اتمنى الأستمرار والنجاح والتوفيق في مجالكِ
احترامي وتقديري لكِ


10 - دار فى رأسى الكثيييير من الأشياء_02
حازم (عاشق للحرية) ( 2013 / 11 / 20 - 21:16 )
أرى نموذج ايضا له حضور صارخ (نموذج ينطبق على الرجل ايضا)
المرأة المحافظة(ام حجاب على شكل ملآة سرير تغطى به رأسها لتدخل الجنة او خِمار او نقاب) و تخرج للعمل كموظفة حكومية و لكنها نموذج مثالى للشرشحة و فرش الملايات و التكاسل و النفاق الظاهرى بالعفة و التدين
اما الباطن فحدّثى و لا حرج (اكرر,هناك رجال كذلك ايضا,بالكربون نسخة مطابقة)

هذا النموذج يتم إعداده كثيرا هذه الأيام, و إمسكى يا فؤادة الواحدة من دول إسأليها فى امور فكرية و علمية تجدى دماغ فارغ مثل حلّة الطبيخ قبل الطهو ! (إبداع,,سيأتى من اين؟)

ذكرى طريفة مرت ببالى عن هذا الأمر, منذ بضع سنوات أيام الجامعة ,تباريت مع احدى الفتيات من زملائى فى الدفعة فى محادثة عن احدث خطوط الموضة و المكياج و الإكسسوار و للأسف تفوقت انا عليها بإكتساح (اكلمها عن ماركات عالمية مثل جِس و كريستيان ديور و كوكوشانيل و الفتاة يا فؤادة تنظر لى بفم مفتوح-اقصى معلوماتها هى ما تردده هى و زميلاتها عن الموضة الذى تظهر بها ممثلات مسلسلات التلفزيون)

لماذا احكى ذلك؟
حينها خطر فى بالى ما يلى (ما هى ثقافة او اهتمامات تلك البنت و هى حتى لا تعرف ما قاته انا لها)
يتبع


11 - دار فى رأسى الكثيييير من الأشياء_03
حازم (عاشق للحرية) ( 2013 / 11 / 20 - 21:25 )
يعنى ببساطة البنت دماغها فارغه (حتى فى امر كهذا يخص الفتيات تحديدا؟ اذن دماغك محشوة بماذا؟!!) ليس كل الفتيات كذلك لكن هذا النموذج طاغى فى مجتمعاتنا

ناهينا طبعا عن النموذج الأصولى من النساء إيّاه و هذا كارثة لوحده

طيب نأتى للشريحة من المرأة التى دماغها ممتلئ بثقافة و فكر و لكنها تواجه مشاكل و ضغوط من عادات و تقاليد رجعية يدعمها فكر دينى أو قانون ذو مرجعية دينية ايضا او ايا كان

ما العمل؟
تغيير القوانين و الدستور مطلوب فى البداية الى ان نتعلم (او الأدق اقول الى ان نكتسب و نتشرّب روح الحرية و الإنفتاح)
او
ان يتغير مجتمعنا تلقائيا حينها سيسقط القانون و الدستور الرجعى و ستتم إزاحة الرجعية الى اقرب صندوق قمامة (هذا الإحتمال بالذات ليس سهل و نحن نرى الرجعية عليها إقبال فى مجتمعاتنا)

عذرا ان كنت لم اركز على صلب الموضوع يا فؤادة لكن حال المرأة فى الوطن العربى التعيس هوpackage كامل على بعضه (أمرأة حرة و متحررة و سعيدة بجمالها و انوثتها و تفكر و تبدع,يلزمها مجتمع متحرر و قوى ليحاسب المنفلت الذى يتعرض لها إن وُجد)

package كامل لن نستيطع إجتزاؤه وإلا فحال المرأة يبقى على ما هو عليه

مودتى


12 - تعليقى رقم 01 لم يصل فيما يبدو
حازم (عاشق للحرية) ( 2013 / 11 / 21 - 11:35 )
عذرا عزيزتنا فؤادة و حضور مقالك, يبدو ان تعليقى رقم واحد لم يصل

عموما خلاصته: ترحيب بكى بعد غياب و تأكيد على فكرة غياب الإبداع و الثقافة و (الرأس الممتلئ بفكر و ليس طاسة طهو فارغة تتبارى مع أصوليين الغرب فى تحضير العفاريت و فصل الخيار عن الطماطم كنعا للإختلاط)

ومقدمة عن أشكال اللإنسان فى مجتمعنا العربى(والمرأة تحديدا فهى موضوع القضية) من صور بشرية مسخها الفكر الرجعى و عادات و افكار مجتمعاتنا(افكارنا المشوهة التى شوهت الناس كلهم و المرأة العربية اولهم)

متى نرى بصيص من النور اشد قليلا مما نراه الآن؟


13 - تحية معطرة عزيزي حازم
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 21 - 20:28 )
اهلا عزيزي حازم وكنت انتظر نشر التعليق الأول حتى اعقب عليهم سوية , وشكرا على ترحيبك ودوام المواصلة
غياب الأبداع في مجتمعاتنا هو للجنسين ولكن وضع المرأة سيكون اضعاف اكيد ولا يقتصر على غياب ابداعها وانما على ضيف تفكيرها وهو خسارة كبيرة وشل لحركة نصف او اكثر من المجمع
مع الأسف الشديد هذه النماذج التي ذكرتها في تعليقاتك صارت الغالبية والمصيبة انها في ازدياد مستمر والكذب والزيف صار سمة غالبة فمقاييس الشرف صارت معكوسة وكذلك العقول , فعندما تسألهم عن أسباب تأخرنا سيكون جوابهم ,في احسن حالاته , بأن السبب هو ابتعادنا عن الدين والغرب هو من أخذ ما جاء في القرآن واستفاد منه , أما اذا كانت الحالة متأخرة فسينفي تأخرنا ويرى بأن حالنا هو الأفضل طالما نحافظ على الشكل !! هكذا يفكر البعض
مجتمعاتنا قد تم السيطرة عليها وما الإحباط الذي تعانيه لا ينتج سوى احباطات جديدة وصعوبة
عيش ونقص في اساسيات الحياة
ولكن يبقى الآمل بكم انتم الواعين , وفي نضالكم لأجل عالم اجمل , واحترامي اكيد وتقديري

اخر الافلام

.. دار المرأة في حسكة


.. هبا عويدان




.. سوسن مسعود


.. الذاريات محمد




.. ابتسام كامل رمام