الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماسرة الموت

نبيل العدوان

2013 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الصحوة الاسلامية والعودة الى الاسلام وانشاء الدولة الاسلامية او الامة او الخلافة عبارات يرددها معظم المسلمين بكل ثقة وفخر واعتزاز واصبحوا على قناعة انه فعلا ما يحصل , لكني اريد ان اؤكد بان هذه العبارات مجرد امنيات واحلام واوهام لا اكثر , بل ساذهب ابعد من هذا الاسلام بدا يتراجع وينحدر الى الهاوية او بعبارة ادق بدا يحتضر وما هو الا عامل الوقت . اذا سالني البعض على اي اساس بنيت هذا الاستنتاج فالجواب بسيط فالننظر الى العالم الاسلامي والى اين يتجه, اقتتال طائفي ومذهبي حروب وثورات ربيع عربي دموي اودت بحياة مئات الالاف من الابرياء من النساء والاطفال كما حصل ويحصل بسوريا ومصر والعراق وليبيا وتونس واليمن وغيرهم.

العالم الاسلامي يواجه ازمات اقتصادية ومعيشية وفقر لدرجة عدم قدرة الناس على تلبية ابسط متطلبات الحياة الكريمة وتوفير لقمة العيش لابنائها , هذا عدا الانحدار الثقافي والخلقي بالاضافة الى الوضع الامني المتردي .... كل هذه العوامل دفعت الكثيرين للهجرة الشرعية او الغير شرعية وهذا ايضا كان له تاثير سلبي على الاقليات والوجود المسيحي في مصر والعراق وسوريا وهذا ما دفع معظمهم للهجرة ايضا خصوصا بعد الاستهداف المباشر وحوادث القتل المتعمدة والتهجير المنظم وسلسلة حرق وتدمير الكنائس والاديرة .

نعم العالم الاسلامي يواجه تحدي وهو مهدد بالفناء اذا استمر على هذا الحال, اود ان اؤكد ايضا بان المعاناة لا تقتصرعلى الاقليات المسيحية فقط حتى المسلمين يعانون الفقر والجوع وبدؤوا البحث عن اوطان بديلة , حتى لو كانت بلاد الكفار بحثا عن حياة افضل وعيش كريم ومستقبل لابناءهم واذا نظرنا الى احداث الاسابيع القليلة الماضية بالبداية غرق العبارة التي كانت تقل عددا من اللبنايين جميعهم من المسلمين كانت متوجهه من اندونيسيا الى استراليا لكن مصيرها كان الغرق بمن فيها من عائلات باكملها , نعم هؤلاء كانوا يبحثون عن حياة افضل لابنائهم ,وبعدها بايام قليلة غرقت عبارة ثانية وعلى متنها المئات من المهاجرين الغير شرعيين وكانت متجهة من ليبيا الى ايطاليا ومعظمهم كانوا من الصومال ودول اسلامية اخرى كانوا يبحثون عن حياة افضل من ما توفر لهم اوطانهم ودولهم الاسلامية

بالمحصلة اذا كانت الظروف المعيشية والوضع الامني قد دفع المسيحيين للهجرة وقد اصبح الوطن العربي شبه مفرغ من المسيحيين الذين اصبح عددهم ضئيل جدا , الان جاء الدورعلى المسلمين حتى يدؤوا بالهجرة ايضا بحثا عن حياة افضل وبكافة الطرق ومن خلال سماسرة الموت الذين يتقاضون اموالا باهضة ويستغلون الظروف السيئة وحالة البئس التي يعيشها الناس بالعالم الاسلامي والبحث عن اوطان بديلة والحلم بحياة افضل ببلاد الغرب التي تعتبر كافرة

وفي مقالة للكاتب عبد الحكيم عثمان تطرق فيها الى هجرة المسلمين الى بلاد الغرب وقام بتقديم ارقام و احصائات عن عدد هؤلاء المهاجرين وكان يتسائل كيف لهذه الدول بأن تفتح ابوابها لاستقبال هؤلاء الوافدين المسلمين اذا كان هناك فعلا علاقة مباشرة بين المسلمين والاسلام بالتحديد والارهاب في محاولة منه لابعاد الشبهة وتبرئة الاسلام من تهمة الارهاب التي اصبحت مرتبطة بالاسلام والمسلمين ومن هنا ومن خلال هذه المقالة اود الاجابة على السيد عثمان واود التأكيد بان دول الغرب قد تفتح ابوابها من منظور انساني بحت وبغض النظر عن المعتقد لكون هذه الدول علمانية لا تقحم الدين بالسياسة وتتبنى انظمة حكم علمانية وتفصل الدين عن الدولة وهذه الدول هي فعلا غير مدركة وتجهل الخطورة للسماح لهؤلاء الوافدين الذين يضمون الكثير من المتطرفين والاسلاميين والراديكاليين وبالتاكيد قد يتحول اي منهم الى ارهابي ويقوم بتنفيذ اعمال ارهابية في هذه الدول وقد شاهدنا اعمال ارهابية في كثير من هذه الدول بدئا من احداث سبتمبر 11 بنيويورك الى الاعمال الارهابية بلندن ودول غربية اخرى اوقعت الالاف من القتلى الابرياء.

بالختام اصبح من الواضح ان الحياة بالعالم الاسلامي اصبحت لا تحتمل ولا تطاق واصبح الجميع يعانون من الفقر والجوع وغياب الامن ويدركون انه لا مستقبل لهم ولابنائهم ومن هنا يبدأ البحث عن الوطن البديل الذي قد يوفر لهم حياة كريمة ومستقبل افضل واصبحت الهجرة هي هدفهم واملهم الوحيد بعد ان نفذت كل سبل العيش الكريم وبامان بالعالم الاسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ نبيل عدوان
عبد الحكيم عثمان ( 2013 / 11 / 20 - 12:25 )
الاسلام في البرازيل قديم والمسلمون فيه قدماء وما احدثوا فيها ارهابا رغم ان عددهم تجاوز العشرين مليون نسمه فعليه لن ترى البرازيل مانعم في استقبال المسلمين الجدد
وكذالك في امريكا ورغم تفجير 11 سبتمبر لازالت تستقبل المسلمين اليوم وتسمح بتوطينهم فهي تعلم ان هناك مسلمين مسالمين وان الارهابين منهم ماهم لاثلة قليله انا كتبت مقال اتمنى مطالعته ابين فيه عمن ادافع صديقي العزيز


2 - استاذ نبيل
هالة ( 2013 / 11 / 21 - 00:42 )
كيف ستميز السفارات بين المسلم المتطرف وغير المتطرف , فقد حل وافتى المتطرف في هذا الموضوع بتغيير الشكل الخارجي اي عدم استخدام النقاب وحلق اللحية, وعندما ياخذوا الفيزا والاقامة يعودوا لطبيعتهم فهذا سهل جدا, انظر الكم الهائل من الارهابيين في انكلترا واوروبا بشكل عام, يقبضون الاعانات ويدعون بالموت على هذه الدول, لكن الدزل الاروبيه وجدت لهم صرقة وقطعت لهم بطاقة ذهاب فقط بارسالهم للجهاد في سبيل الله في سوريا
تحياتي


3 - انت كريم ونحن نستاهل
نبيل العدوان ( 2013 / 11 / 21 - 04:50 )
عزيزي عبدالحكيم ممكن الرقم مبالغ فيه قليلا اي ان الرقم 2 مليون وليس 20 مليون يعني الفرق صفر مش محرز وانت كريم ونحن نستاهل عدد العرب بالبرازيل 13 مليون معظمهم من المسيحيين اي 11 مليون مسيحي و2 مليون مسلم
ارجو ان لا تنسى انه هناك خلايا نائمة في معظم الدول الغربية التي تتواجد فيها الجالية المسلمة حتى بالبرازيل هناك محرضين على اميركا والغرب


4 - معتدل
فرح ( 2013 / 11 / 22 - 01:50 )
اي اسلام واي معتدل اليس هو الازهر الذي طوشونا فيه وفي اعتداله, لماذا لا نبحث في مناهجه, في الامس كنت استمع لحوار يضم مجموعة معتدلة من المسلمين من بينها شخصية احترمها وهي الاستاذة فاطمه ناعوت تناقش مناهج الازهر والبلاوي التي تضمها كتبه منها ان على المراة النصرانية ان تضع طوق حديد في عنقها لتميز عن المراة المسلمة وان الرجل عليه ان لا يصرف امواله على زوجته المريضه واشياء اخرى كثيرة تقشعر لها الابدان, في اي دوله متحضرة لو وجد حرف في المناهج المدرسية يصف اي فئة بشكل معين يحذف هذا الكتاب فورا, فهل تظن ان هذه المجموعة المعتدلة طالبت بحذف هذه الكتب طبعا لا, نعم شجبوا واستنكروا وقالوا حرام النصارى وطالبوا المتحدث باسم الازهر باستيضاح الامر وهو وعدهم خير, والعجلة تدور وهذا الازهر المعتدل يخرج الاوائل من المتطرفين دفعه ورا دفعة والمسلمين المعتدلين يقولون حرام النصارى , فلا تقل لي مسلم معتدل حتى اعتدالهم في مرحلة الطفولة وقد لا ينمو ابدا لانه لو نما لن يبقى اسلام

يا رب ارحم

اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا