الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)

أحمد هيهات

2013 / 11 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)
وصل وضع التعليم في المغرب إلى هاوية سحيقة لا قرار لها وأصبحت مكانة التعليم في بلدنا العزيز مقارنة مع باقي الدول تدعو إلى التواري من سوء ما تبشر به في غمرة التنافس والتسابق المحموم إلى امتلاك العلم والتقنية وبالتالي فإن قطاع التعليم في المغرب لا يعدو كونه حقل تجارب لإصلاحات مكلفة وفاشلة. ومن أجل بداية صحيحة لا يصدق فيها المثل العربي "رب عجلة وهبت ريثا" لا محيد عن تجاوز العقبات التي تحول دون عودة قطار إصلاح التعليم إلى سكته الصحيحة .ومن هذه العقبات :
- تجاهل الهدف الأهم والوظيفة الأساسية والمتمثلة في بناء الإنسان المواطن القوي الأمين تجاه دينه وهويته ووطنه والذي يزداد بالعلم نضجا وألمعية وتشبتا بثوابته ˎ-;-لا أن تكون وظيفة التعليم حل مشاكل ترتبط في الغالب بإملاءات المؤسسات المالية الدولية أو بمشاكل أمنية ناتجة عن الأمية والجهل وتدني المستوى التعليمي الذي ينذر بانفجار اجتماعي وطوفان بشري لا يوجهه وعي ولا تنظمه جهة .
- تبني الحلول الإستعجالية وأنصاف الحلول التي تنتهي غالبا بإخفاقات جديدة بعد تبديد الكثير من المال والوقت والجهد.
- ارتباط الإصلاحات بالأزمات المتجددة مما يعني غياب الرؤية المستبصرة المستقبلية والمعالجة الإستراتيجية التي تستشرف المستقبل وتحدد أهدافا بعيدة المدى وتضع البرامج والخطط لبلوغ الغايات والأهداف المحددة سلفا في إطار نسق من التعالقات المنسجمة والمنطقية.
- هيمنة المقاربة التقنية في التعامل مع قضية التعليم في كل مفاصله وتفاصيله وتغييب الجانب التربوي الركن الركين الذي لا يستقيم بناء الإصلاح في غيابه ويتجلى ذلك في التركيز على الهياكل والتنظيمات والتقنيات وإهمال جوهر الإصلاح المتمثل في توفير الموارد البشرية وتأهيلها كي تتعهد الأجيال المقبلة وتسقيها بماء التربية والمعرفة حتى تؤتي أكلها .
- إصلاح التعليم بمعزل عن باقي المجالات والقطاعات ودون استحضار التكامل الضروري بينها ضربة قاصمة للإصلاح وزيغ عن الجادة منذ الخطوة الأولى فالتعليم مرتبط ارتباطا وثيقا بكل المجالات ومكونات المجتمع خصوصا في زمن التبعية والاستسلام والانبطاح.
- التسويق في وسائل الإعلام وخصوصا المسرح والسينما والتلفزيون لنموذج منحل من التلاميذ المشاغبين وجيل هجين من المدرسين وعلاقة مستهجنة بين المدرس والتلميذ تتجاوز المرونة إلى التسيب وإرضاء التلاميذ بل واستجداء رضاهم وذلك إفراطا في ادعاء احترام حقوق الإنسان وما ذلك في حقيقته إلا مطية لتبرير الحالة المأساوية المأزومة للوضع التربوي.
- إهمال اللغة الأم في التعليم المغربي وذلك من خلال تقليص حضورها في المقررات التعليمية بشكل عام ومزاحمتها بعدد كبير من اللغات الأخرى الوطنية والأجنبية في السنوات الأولى من التعليم الأساسي والاستغناء عنها نهائيا في المرحلة ما بعد الثانوية في التخصصات العلمية وكأن العربية ليست لغة العلم ولا قدرة لها على استيعابه.
- عدم المراهنة على التعليم من أجل حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وتجاوز الجوع والفقر والجهل والمرض وضمان التقدم والازدهار وتقليص الفجوة العميقة بيننا وبين الدول المتحضرة من خلال امتلاك التقنية التي تمثل تطبيقا للعلم والمعرفة وجعلها في خدمة الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا