الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمل وأداء ومناسبة عظيمة في كلية الفنون الجميلة بجامعة واسط

اسعد الامارة

2013 / 11 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعيش الأمة الإسلامية هذه الإيام الذكرى السنوية لإستشهاد أسرة رسول الله(ص) في واقعة الطف بكربلاء ممثلة بسيد الشهداء ورائد السلام ومؤسس فكر اللاعنف والتسامح والإنسانية عبر التاريخ القديم والوسيط والحديث وهو الإمام الحسين(ع) واصحابه الأبرار الذين أمنوا بقضية رفض التسلط وحرف الدين عن مساره الصحيح كما جاء به النبي محمد"ص" ورسخه وثبت وجوده الأزلي اسرته وصحابته المطهرين ، ثار الحسين بن علي بن ابي طالب"ع"، أبن فاطمة بنت الرسول على هذا التسويف والتحريف في منهج القرآن من اسرة بني آمية ، كان يريد ان يعيد الرشد للأمة التي ظللها بنو أمية ، فكان الحسين "ع" ثائراً وتحققت له ،وترك بمقتله تغيير مسار أمة لا من حيث الفعل المادي "فعل القتل" بل من حيث ابقاء نقاء الدين كما جاء به جده رسول الله"ص" ومرت السنين ولم تهدأ عواصفها الإنفعالية مذ قتل في العام 61هـ .
كتب عنه بموضوعة وحيادية، وقمعت هذه الكتابات ، اعيد صياغة الواقعة بأعمال مسرحية ومسلسلات وأفلام قبل وأثناء وبعد ذكرى الواقعة من كل عام ، ولم يدون من عمل لاستعادة ذكرى واقعة الطف يتناسب بقوة الفعل الذي قام به سيد الشهداء باستعادة الوعي الجمعي لامة كادت ان تسير بنهج الدين السياسي الأموي. استطاع الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب"ع" أن يغير إتجاهات الأمة الإسلامية نحو الدين الصحيح ونجح بذلك.
وكانت بعض الأعمال التي قام بها بعض المخرجين ذات نوعية متميزة في الاخراج والاداء والتصوير الملحمي لقوة الواقعة رغم مضي القرون على الواقعة في كربلاء، ولم تهدأ بعد إنفعالات الناس وهيجان مشاعرها، فكانت طريقة العرض المميز والجديد لهذه الواقعة بطريقة لم يتناولها من قبل مخرج أو ممثل بأداء فردي أو جمعي ما قدمه الدكتور حميد صابر مع طلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة واسط يوم الاثنين 10/11/2013 السابع من محرم الحرام.
قدمت كلية الفنون الجميلة الفتية فكرة واقعة الطف بطريقة مختلفة تماماً من حيث إخراج وأداء وطريقة كتابة النص تميز بالكامل عن ما سبقه لا من حيث سياق الأداء أو طريقة اخراجه بل من حيث اسلوب نقل الصورة إنفعالياً، بأداء مجموعة لم يكن لها تاريخ في التمثيل أو خبرة في الدراسة الاكاديمية أو خبرات فنية سابقة بقدر ما هم طلبة جدد إجتازوا المرحلة الأولى بالدراسة الأكاديمية إلى المرحلة الثانية في كلية الفنون الجميلة بجامعة واسط ، بل وظف المخرج المبدع الدكتور حميد صابر انفعالات هؤلاء الفتية نحو فعل الواقعة فكان التوحد "التعيين والتعيين الذاتي" نستعير من التحليل النفسي مفهوم"التعيين والتعيين الذاتي" وهو أحد اليات الدفاع النفسية التي يلجأ لها الفرد في مواقف الحياة اليومية المتنوعة ويقوم يإستدعاء هذه الآلية الدفاعية لاشعوريا دون ان يعلم الفرد، ونجح د. حميد صابر في توظيف هذه الإنفعالات بطريقة معرفية ايضاً ،حيث وجه إدراك هؤلاء الفتية مع اسلوب التفكير لمعالجة الواقعة ككل في "جشطالت متكامل" للواقعة بأسلوب معرفي موجه لهذا العمل فأستحق بحق ان يعيد تشكيل صورة الواقعة بأسلوب جديد على وفق "علم النفس المعرفي" وبذات الوقت صقل قدرات لها إمكانيات "قدرات"بسيطة لا ترقى إلى الاداء الكبير وبنفس الوقت قابلة للتطوير مستقبلا ، صنع منهم ممثلين مختزلا زمناً ليس بالقصير في هذا العمل ، تلاعب د.حميد صابر بالإنفعالات لا لدى المؤدين من طلبة كلية الفنون الجميلة بجامعة واسط فحسب بل بإنفعالات من حضر العرض الفني الذي خرج عن إطاره التقليدي،عاش الجميع توجيه الإنفعالات وتغيير اتجاهات الحضور بمصداقية عالية "المصداقية" المقصود بها هنا في ضوء دراسات علم النفس الإجتماعي تتحدد بالدرجة التي يكون عندها المصدر قابلا للتصديق وتتحدد بخصال شخصيتة ومكانتة وعلاقته بالمتلقي وألفته بمضمون التخاطب وسياق تقديمه، والمصداقية ليست صفة تعزى إلى المصدر، ولكنها تمثل وجهة نظر المتلقي فيه، ومكانته الإجتماعية وخبرته وأهليته للثقة التي تظهر في موضوعيته كما عبر عنها معتز سيد عبد الله وعبد اللطيف خليفه في كتابهما علم النفس الإجتماعي،ص336.
إن العمل الذي انجزته كلية الفنون الجميلة ، الكلية الفتية المستحدثة بجامعة واسط بطلبتها الجدد في عالم صعب كما ادركه من خاض غمار هذا المسلك الصعب"التمثيل والنجاح الفني" وخرج منه أما ناجحاً مهووسا بالتفوق والنجاح والقلق الدائم"القلق الدافع" نحو تحقيق النجاحات ، أو من خَفُتَ وأنعزل وعاش أوهام النجاح وهاجمه الإكتئاب حتى أوصله للإنتحار بحثاً عن النجاح الموهوم، وهم كثرُ.
فالكلية بإدراتها المتمرسه والمسلحة بخبرة عالية في الأعمال ابتداءاً بعميدها الدكتور سامي علي حسين ومخرجها القدير بحق الدكتور حميد صابر واساتذتها الذين خبروا العراق وعملوا فيه وكذلك عاشوا عقود تجربة الغربة فاضافت لهم بعداً سيسيولوجيا ونفسيا وانفعالياً متنوعا فضلاً عن حالة الرضا الكامل عن النفس بما يقدمون بكل قناعة حتى وإن منحتهم جامعة واسط بعداً نرجسياً فهم بحاجة إليه في مرحلة البناء النفسي والإجتماعي –الفني وهي حقيقة يدركها المشتغلين بعلوم النفس وسبر أغوارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلول غير مسبوقة.. سيارات قديمة تعود للحياة!


.. المدرب الألماني يورغن كلوب سيبدأ مهمة جديدة خارج المستطيل ال




.. حفار قبور من غزة: مرت علي أصعب سنة في حياتي


.. قوات خاصة إسرائيلية تغتال خمسة شبان داخل مركبة في نابلس




.. إصابات مباشرة بعد اعتراض صواريخ وسقوط شظايا في حيفا والكريوت