الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقديس على الطريقة العراقية

رعد اطياف

2013 / 11 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلنا يعرف حجم المقدس ومايحمله من دلالات في منظومة وعينا العربي، سواء كان هذا المقدس ظاهرة إجتماعية تتخذ صفة التقديس(كظاهرة البصاق مثلاً، التي بقوم بها أحد الوجهاء ذوي الجاه الديني أو الأنتسابيّ)،أو شخص بعينه. و لا يقل المقدس أهمية عن الرب بشكل من الأشكال،لما يتمتع به من صفات الولاء وفروض الطاعة. وهنا ليس المقصود التركيز على هذه الظاهرة من ناحيتها التاريخية، أو الخوض في تفاصيلها الأسطورية، وما رافقها من غلو مبالغٍ فيه.(إيّاكم والغلو فينا، قولوا إنّا عبيدٌ مربوبون واذكروا من فضائلنا ماشئتم). فهذا الحديث يختصر الطريق،ويلقي الضوء على هذه الظاهرة، من جهة الغلو.
فلنأخذ جانباً بسيطاً من حياتنا اليومية وهي القسم بهذه الذوات الدينية المحترمة، حتى يصل الأمر إلى تفضيلها في -الحالات المصيرية- على القسم بالله!، خصوصاً مانراه في النزاعات العشائرية،إذ لا يمكن لأي نزاعٍ عشائري أن يهدأ، ولا يوجد هناك أي بوادر لحل الأزمة مالم تكن(راية العباس) حاضرة في المجلس بشكل جوهري. وكما هو معلوم لكل عراقيّ، إن الله في مثل هذه الحالات المصيرية ليس له وجود يذكر، بل سيكون حضوره ثانويا حد التهميش!. وكذلك تتخذ هذه الذوات الدينية المحترمة عند الكثير من الناس في مجتمعنا العراقي أولوية قصوى بالقسم، ولمجرد إخافة الفرد ماعليك إلا أن تلزمه بأحد هذه الأسماء المحترمة، حتى لو كان خماراً أوخوشي أو يدور حلوين.
وبالجانب الأخر تجد المسبة والشتائم على قدم وساق على هذه الرموز. فالمعادلة غريبة ومعقدة نوعاً ما. فأذا أردت في مجتماعتنا أن تندب حضك العاثر ،وتدعي بالويل والثبور وتنفس عن خيباتك وبؤسك ماعليك إلا أنْ تتعرض لمسبة أحد الرموز التي تقدسها، وكلما كان الرمز أكثر قدسيةً وقرباً، كلما كانت المسبة لها طعم خاص!. ومن المضحك المبكي في هذا السياق، سألت في احدى المرات صديق لي: لماذا أراك متهتكاً وكثير المسبة لهذه الأسماء الدينية المحترمة؟... قال: كلما كان الشخص قريباً لوجداني،كلما كانت المسبة أقرب للراحة النفسية؟!.
ثم تجد هؤلاء مستعدين للتضحية بالغالي والنفيس للذود عن هذه الأسماء فيما لوتعرضت للتهكّم او الشتم من الأخر المختلف والبعيد عن منظومتهم المذهبية. وكأنه يقول: هذه الرموز لي وحدي لاغير.. من حقي القسم بها وهتكها وسبهان ولكن لايحق لغيري ذلك، وإلا ساكون قنبلة موقوتة لكل من يتعرض لهم غيري!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج