الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض مفهوم التفكيك لدى جاك دريدا

هيبت بافي حلبجة

2013 / 11 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ليس من السهل أبداُ الخوض في غمار فلسفة خاصة ترهق العقل والتحليل وتقذف بك إلى أمواج تهدر ولاتهدأ ، تمور ولاتخور ، وإن هدأت أو خارت فلكي تراقبك كم غدوت أسيراُ لأنحنائتها ، ومرتعاُ لحاضر غائب أو لغائب حاضر ، ومجالاُ تتصارع فيه مفاهيم عديدة من التمركز نحو الميتافيزيقيا ، التمركز نحو الكتابة ، التمركز نحو اللوغوس ، التمركز نحو الصوت .
هذه الفلسفة تنطلق من حد الحماقة المطلقة إلى حد العقلانية الباهرة ، وتنطلق من الوعي التاريخي التام إلى الوعي البليد التافه ، فتارة تذهلك قوة التحليل وروعة التفسير ومتانة الأسلوب وعظمة الحدس ، وتارة تصعقك سذاجة الفكر ، وسطحية المعنى ، ورعونة التقاطع ، فهذا هو جاك دريدا الذي يرتكب أعظم الحماقات في تفسير أسمه وأسم هيجل ، ويبدع ، من جانب آخر ، في أستنطاق الكامن الحقيقي وراء الكتابة ، والصوت ، وهذا هو الفيلسوف الذي أحتار الكثيرون في أمره ( هارولد بلوم ، هيليس ميلر ، جيفري هارت مان ، أبرامز ، جيمسون ) ، والذي أربك الكثيرين في تفسير مقاطعه ، فمنهم من ذهب أنه يهدم كل شيء ، يقضي على الفلسفة الغربية ، ومنهم من منحه مرتبة عالية في تطوير الواقع الفلسفي في مرحلة ما بعد الحداثة ، ما بعد البنيوية ، ما بعد ليفي شتراوس ، ما بعد ألتوسير ، ما بعد فوكو ، ما بعد لاكان ، ما بعد دي سوسير .
لذلك نحن لن نلج في مستنقعات جاك دريدا ، إنما نطارده في المجال الذي أحببناه فيه ، المجال الذي يخدم مشروعنا ، المجال الذي نود أن ننتقد فيه عمق تصوره الفلسفي ، ذلك المجال الذي تمركز ، طواعية أم قسراُ ، حول مفهوم الميتافيزيقيا ، ذلك المجال الذي أستخدم فيه كل أدواته التفكيكية لتوبيخ معنى الميتافيزيقيا ، للحصول على كل شيء أو على لاشيء .
جاك دريدا ، الفيلسوف الفرنسي اليهودي من أصول جزائرية ، يبحث عن طريقة تتجاوز بموضوعية مفهوم البنيوية ، والفهم التقليدي لمسألة الإله والميتافيزيقيا ، فيعثر على ضالته من خلال كلمة – التفكيك – الفرنسية اللاتينية ( دي كونستركسيون ) التي تبدو له غنية جداُ وتتضمن جملة من الدوال ، فالبادئة ( دي ) تحتوي على الهدم والتخريب ، في حين إن الكلمة ( كونستركسيون ) تلتزم بالبناء ، والأثنان يؤلفان قاعدة واحدة متماسكة مستقلة هي ( التفكيك ) .
في مؤلفه الأساسي عن التفكيك ( في علم الكتابة ) يوضح جاك دريدا ( 1930 – 2004 ) حقيقة مخططه عن المحتوى الفعلي للتفكيك بصورة دقيقة ، ذلك المحتوى الذي يدور حول نقطة جوهرية ألا وهي إن الميتافيزيقيا أو اللاهوت ليست إلا حضوراُ متعالياُ وثنائية ذهنية وتصورات مجردة ، لذلك ليس على التفكيك إلا أن يخترق هذه الميتافيزيقيا من الداخل كما لو كان جزءاُ منها ليستولي على معالمها وأسرارها ، لالينتقدها كما توهم معظم المفكرين ، إنما ليستنطقها كما يستنطق المحقق الجنائي المتهم في قضية جنائية من خلال كيفية تكوين عناصرها الأساسية والمفترضة وظروفها الخاصة بها ، مع فارق قاتل وهو إن المحقق الجنائي يستنطق المتهم ليثيت براءته ، في حين إن جاك دريدا يستنطق الميتافيزيقيا ليثبت إدانتها بصورة مسبقة ، أي هو يثبت الإدانة كهدف ثم يستنطقها من الداخل لبلوغ هذه النتيجة ، تماماُ مثلما يفعل المحققون الفاشلون .
وفي تشبيهه الميتافيزيقيا في جميع مقولاتها الفكرية بأنها عمارة ذات طوابق عديدة ، أكترث ببنائها منذ أفلاطون إلى لاكان وباشلار وفوكو وليفي شتراوس ، وأتهم كل هذه ( الطبقات الجيولوجية ) بأنها تلج في سياق تصور ميتافيزيقي واحد ، وهذا ما يبرهن خطأ الأعتقاد إن التفكيك هو مجرد نقد للأدب أو للفلسفة من خلال أدواته ، الكتابة ، الكلمة ، الصوت ، الإختلاف ، الإرجاء ، الأثر ، بل هو حركة تاريخية داخلية أو كما يقول جاك دريدا في إحدى حواراته ( ليس التفكيك ، إذا ، مجرد نشاط نقدي لأستاذ الأدب أوالفلسفة ، إنما هو حركة تاريخية ) .
وبهذا المعنى هو لايغادر محتوى الميتافيزيقيا رغم أنه ، في الظاهر ، يوهم الآخرين وكأنه يفكك في النص ويستقر في مضمون الكتابة والكلمة والصوت ، ولذلك عندما وجه له سؤال عن علاقة التفكيك بالعمل الأدبي أجاب ( إن عملية التفكيك لها في ذاتها بعد شعري ، والتحليل التفكيكي الذي يتناول العمل الأدبي هو بويطيقا بشكل ما ، أو هو على الأقل فيه ملمح من قوة بويطيقا . لكن المفكك يعمل على تلك النصوص التي تمتاز بإحتوائها على طاقة فلسفية ، ربما تكون أكبر وأعمق من الخطاب الفلسفي الأكاديمي ) .
وبهذا الصدد دعونا نثبت قولين ، الأول يخص هيليس ميلر ( إن التفكيك بحث في الأرث الذي يخلقه المجاز والمفهوم والسرد في أحدهما الآخر ، ولهذا السبب يعد التفكيك حقلاُ معرفياُ بلاغياُ ) ، والثاني يخص فريدريك جيمسون ( إن فكر دريدا ينفي وهم تخطي الميتافيزيقيا والهروب من النموذج القديم لفرض تمحيص الجديد وغير المكتشف ) ، اللذين من خلالهما نستطيع أن نلج في ثنايا مفردات جاك دريدا ، الكلام الكتابة والصوت ، فإذا كان الكلام قد سبق الكتابة فإن هذه الأخيرة ، لدى دريدا ، هي لوحة تتجاوز الكلام وتتخطى حجم الكتابة التقليدية لإنها بكل بساطة مرهونة بالعلاقة ما بين الدال والمدلول ، والدال يمكن أن يتحدد بالكلمة والكتابة التقليدية ( المبتذلة ) ، لكن المدلول لايتحدد بهما ويتجاوزهما ليعبر عن الكتابة الأصلية ، تلك الكتابة التي قد تكون جزءاً من المسرح ، والفن ، والرسم ، والفلسفة ، وتخدم بالضرورة تلك الميتافيزيقيا التي تستبد بالكلام والكتابة المبتذلة .
والكلمة المنطوقة الصوتية ( الصوت ) هي صورة صوتية سمعية وظيفتها أستحضار المفهوم الذي يكمن فيها والذي تمثله هي بحد ذاتها ، أي صورتها ( الصوت يمثل الصورة ، الصورة تمثل ذاتها ) وبمجرد أن يتم أستحضار هذه الصورة فإن الكلمة المنطوقة الصوتية تتلاشى ، تذوي ، لإنها بوصفها دالاً تنطفيء في مفهوم صيرورة المدلول الذي لايمكن تصوره إلا من خلال الدال في الصورة الصوتية .
ومن هنا تحديداُ لم نتردد في أضفاء مفهوم الفلسفة على التفكيك ، وأهملنا فيه الجانب الأدبي البحت (كرؤيا أدبية صرفة ) بل حذفناه من ذاكرتنا كيلا يرتبك ويربكنا في جزئياته . وهو ذات الأمر الذي أرغم جاك دريدا على التأكيد إن التمركز نحو الصوت ( احياناُ التركيز نحو الصوت ) وإن أختلف وتباين عن التمركز نحو الميتافيزيقيا ، إلا أنهما يمثلان عين الظاهرة ، أي إن التمركز نحو الصوت يماثل التمركز نحو الميتافيزيقيا .
وأما ما يخص الجانب التقليدي في فهم اللغة فيعتبر ، حسب رؤيا جاك دريدا ، إن الكلمة المكتوبة هي تمثيل كتابي للكلمة المنطوقة ، وبما إن هذه الأخيرة ( الصوت ) هي دال المدلول أو دال مفهوم صيرورة المدلول ـ فإن الكلمة المكتوبة بالنسبة لتلك ( الطبقات الجيولوجية ) بما فيها منطوق اللغة لدى دي سوسير ، ومنطوق البنيوية ، ومنطوق الفرويدية لدى لاكان ، ليست إلا دال الدال ، اي إن كتابة كلمة ( الجبل ) ، مثلاُ ، هي دال على صوت منطوق كلمة الجبل ، وصوت منطوق الجبل هو دال المدلول ، لذا فإن كتابة كلمة الجبل هي دال دال المدلول .
وهنا لابد من توضيح أمر في غاية الأهمية وهو إن تلك الحجج التقليدية التي سيقت من قبل الميتافيزيقين والتي جعلت من الكلمة المكتوبة الأصلية ( وليست الكلمة المكتوبة المبتذلة ، حسب تعبير دريدا نفسه ) بعداُ ثانويا ملحقاُ بالبعد الرئيسي والأصلي الذي تجسده وتمثله الكلمة المنطوقة ( الصوت ) هي حجج لاهوتية ميتافيزيقية ، ويقول دريدا بهذا الخصوص ( إن فهم الإله هو الأسم الآخر للوغوس بوصفه حضوراُ ذاتياً ، كما يمكن توليده من خلال الصوت بوصفه صفة ذاتية . أنه ترتيب الدال الذي يمكن للذات من خلاله ان تستعير من خارج ذاتها الدال الذي تبعثه وتؤثر فيه في نفس الوقت ، وكذا الحال مع تجربة الصوت ، إذ تحيا هذه التجربة وتعلن عن نفسها ، بوصفها أقصاء للكتابة ، بمعنى آخر أقصاء للدال الخارجي ، المحسوس ، المكاني ، الذي يعيق الحضور الذاتي ) . أي إن مفهومي الكلمة والكتابة التقليديين ( وليس الأصليين ) يحيلان إلى خارج المعنى ، أي بتعبير آخر إن اللاهوت والميتافيويقيا شكلتا وأشترطتا مفهومي الكلمة والكتابة التقليديين .
أكتفي بهذا القدر ، وربما في حلقة قادمة أعالج محتوى الأختلاف والإرجاء والأثر في فلسفة جاك دريدا ، أما الآن فكيف يمكننا أن ننتقد هذه الفلسفة ، وهذا التفكيك ، مع أخذ العلم أننا لانستطيع أن ننتقد جاك دريدا بنفس الذهنية التي أنتقدنا بها أرسطو أو أفلاطون وغيرهما ، لإن ذلك سيكون معيباُ من الناحية الأخلاقية الفلسفية ، كما إن كل فلسفة تقتضي بالضرورة عناصر نقد تناسبها من حيث المحتوى :
أولاُ : لقد بات من المحقق إن لاأحد ، ولاجاك دريدا ، يستطيع أن يضع تعريفاٌ للتفكيك الذي مجرد أن يعرف ( بضم الياء ) يتحول إلى لاتفكيك ، كما أنه من الصعب التعرف على أدواته أو استخدامها كما لو كانت عناصر محسوسة ، لذلك أرى أنه لامناص من مفهوم المعالجة ، تلك المعالجة التي قد تكون داخلية وقد تكون خارجية ، وإذا كانت المعالجة خارجية فإن التفكيك لن يكون تفكيكأ إنما هدماُ سلبياُ مطلقاُ ، وإذا كانت المعالجة داخلية بالمعنى الحقيقي لها ، وتوافقاُ تماماُ مع ذهنية جاك دريدا، فإننا حينها سنكون إزاء مفهوم الصيرورة ، ذلك المفهوم الحاضر والغائب في فلسفة دريدا ، لإنه بحضوره يسبب اشكالية في معنى التفكيك الذي لايستطيع ، حينها ، ان يتطابق أو أن يحاكي ذلك التفكيك في ذهنية جاك دريدا، لإن الميتافيزيقيا ستكون قادرة عندئذ على أحتواء معناها ومعنى التفكيك وهذا ما لايريده دريدا مطلقا ، وأما فيما يخص غيابه ، أي غياب مفهوم الصيرورة ، فإن التمركز نحو الكتابة الأصلية سيكون عديم المعنى وعديم التأثير ، وكذلك سيتحول التمركز نحو الميتافيزيقيا والتمركز نحو الصوت معطيات غير حقيقية ، وبالتالي تنهرف أحدى قاعدات التفكيك .
ثانياُ : قد نقبل ، على مضض ، إن التفكيك يمكن أن يلج في أحضان معظم تلك التصورات ، لكنه لايستطيع بالمطلق أن يحل المعادلة الرياضية التالية ( س قوة 2 – 2ص = ص + س + 12 ) والتي هي معادلة حقيقية ، وهي جزء من الطبيعة ، بل حتى هي جزء من التفكيك نفسه ، أو على الأقل التفكيك الكامن في ذهنية جاك دريدا، لإنه لو تم تعيين قيمة س أو ص فهذا يعني أننا لسنا بحاجة إلى التفكيك ، وإذا لم يتم تحديد قيمة س أو ص فهذا يعني إن ماقاله بعض النقاد من إن التفكيك يجعلنا واقفين في منتصف الطريق فلانستطيع التقدم إلى الأمام أو التراجع إلى الوراء .
علاوة على ذلك إن حلول هذه المعادلة الرياضية هي إن ص = 6 ، كما إن س =6 ، وهذا ما سيقلق التفكيك لإن ، هذا الأخير ، يمكن أن يتعرف على الأختلاف لكنه لايستطيع التعرف على التشابه ، ثم إنه لايستطيع أن يدرك كيف يمكن لقيمة محددة أن تؤدي إلى مجهولين في آن معاُ ، فالرقم 6 يؤدي إلى ص كما أنه يؤدي إلى س ، أي يمكننا كنابة المعادلة على ثلاثة أشكال . أي س قوة 2 – 2س = س + س + 12 أو ص قوة 2 – 2ص = ص + ص + 12 ، إضافة إلى الصيغة الأولى ، وهكذا فإن التفكيك يفقد توازنه ويعلن عجزه ، لإنه لايستطيع أن يمايز فعلياُ ما بين مفهوم المتغير ومفهوم المشترك ما بين هذه الأشكال الثلاثة .
ثالثاٌ : يبدع جاك دريدا ابداعاُ متميزاُ حينما يؤكد ( إن الأحساس بالغياب والتوق إلى الحضور هو أساس الكتابة الأصلية ، أي أساس الكتابة الأولية ) وربما هو اساس التفكيك ، وتلك الكتابة الأصلية التي هي الدال الخارجي ، المحسوس ، المكاني ، الذي يعيق الحضور الذاتي للتجربة الصوتية التي هي ربما أساس التمركز نحو الميتافيزيقيا ، تأبى أن تكون غائبة لتطعن في وجود ( الصوت والميتافيزيقيا ) ، لإنها في الحقيقة ، حسب جاك دريدا ، صاحبة الحضور الأصلي ، في حين إن ( الصوت ، والميتافيزيقيا ) هما أصحاب الغياب الفعلي ، اي إن الحضور يسعى إلى تفكيك الغياب .
وفي الفعل إن هذا المبدأ ( الأحساس بالغياب والتوق إلى الحضور ) هو أحد اهم اسرار الوجود والحياة ، فالطبيعة تبحث دائماُ عن افضل شروطها وعن أعظم تجلياتها ، والشخص ، كائناُ من كان ، يبحث عن حضوره بكافة الطرق ، وهذا ما يخلق الأستبداد والقمع وكل المشاكل الأخرى ، وحتى الجراثيم والميكروب والفيروسات والمورثات والجلد ، كلها تحس بالغياب وتتوق للحضور .
وهنا تبرز أشكالية كبرى مابين هذا المبدأ الوجودي البنيوي ، ومابين الطرح الدريدوي في علاقة الكتابة الأصلية بالصوت وبالميتافيزيقيا ، فالحضور الذي يسعى إلى تفكيك الغياب ، يسعى إلى تفكيك غيابه هو ، وليس غياب الآخروي ، لسبب بسيط وهو إن ( الأحساس بالغياب والتوق إلى الحضور ) يعودان إلى نفس الذات ، ومن المستحيل أن يعودا إلى ذاتيتين مختلفتين ، فلو عادا إلى ذاتيتين متباينتين لكانت الصيغة على الشكل التالي ( الذات الأولى تحس بالغياب ، والذات الثانية تتوق إلى الحضور ) وهكذا ينفي المنطق نفسه ويتباعد المحمول عن الموضوع لتغدو الجملة عديمة المعنى .
وهنا قد ينقذ جاك دريدا الموقف ويحل الإشكالية فيقول ( إن الوجود هو واحد بالنسبة لي ، ولدي ذات واحدة ، وليس لدي ذوات متعددة ) ، إن هذا القول قد يحل المشكل في الظاهر لكنه يخلق مشكلاُ آخراُ في ذات الوقت ، لإن حينها تغدو الميتافيزيقيا جزءا بنيوياُ من الوجود ، وسوف يتمتع بالحضور الحقيقي ، لذلك لايحق لأحد ، ولا للتفكيك ولا لجاك دريدا ، أن يرغم هذا الحضور على نفي ذاته . وإلى اللقاء في الحلقة الأربعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا