الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلاحف تستطيع الطيران .. بهمن قوبادي، اسبرين عالج الوجع الكردي

سليم سوزه

2013 / 11 / 23
القضية الكردية


ثمّة الم بائن جسّده المخرج المبدع بهمن قوبادي في فيلمه “السلاحف تستطيع الطيران” وقبلها فيلمه الاول “زمن الخيول السكرانة”. قوبادي، ذلك المخرج الايراني الكردي الذي استطاع اختراق حاجز العالمية في افلامه المؤثرة استطاع ان يقدم لنا فيلماً ينافس افلام هوليوود في شكله واخراجه ومضمونه. لقد نال فيلم “السلاحف تستطيع الطيران” اعجاب نقاد هوليوود وحصل على جوائز قيمة منها جائزة مهرجان برلين وجائزة مهرجان سان سباستيان السينمائيين، في حين حاز “زمن الخيول السكرانة” على واحدة مهمة من جوائز كان الفرنسية.

وظّف قوبادي في هذين الفيلمين الوجع والفقر الكرديين من خلال مجموعة اطفال يقفزون على زمن طفولتهم ليعملوا في وظائف قاسية لا تليق بالاطفال اطلاقاً. ففي زمن الخيول السكرانة (A Time for Drunken Horses) الذي انتج عام 2000، هناك اطفال فقراء يعملون في تهريب البضائع على ظهور البغال من العراق الى ايران وبالعكس، ولا ادري لماذا عمد قوبادي الى اختيار الخيول في عنوانه رغم اننا لا نرى خيولا سوى بغالا وحمير، واما “سكرانة” فلأنهم كانوا يضعون لها الخمور في المياه كي تعطيها طاقة اكبر وتساعدها في قطع تلك المسافات الطويلة المغطاة بالثلوج.

نفس الشيء، الاطفال حاضرون ايضاً في فيلمه الثاني الذي نحن بصدده السلاحف تستطيع الطيران (Turtles Can Fly) المُنتَج في عام 2005. ففي هذا الفيلم يصور لنا قوبادي مجموعة اطفال لاجئين في مخيم كردي قرب الحدود التركية الايرانية وهم يعملون في جمع الالغام المزروعة في زمن الحرب الايرانية العراقية ليبيعوها الى منظمات اجنبية مقابل قوت يومهم وعوائلهم.

لا ادري ما هو السر في عناوين قوبادي المستوحاة من اصناف حيوانات كالخيول والسلاحف، اضافة الى وحيد القرن في فيلمه الاحدث لعام 2012، موسم وحيد القرن (Rhino Season)، الفيلم الذي على مايبدو سيُرشّح للاوسكار العام القادم او هكذا سمعت والذي يتحدث عن شاعر ومثقف كردي معروف سُجِن لفترة طويلة في معتقلات الحكومة الايرانية الحالية نتيجة معارضته لنظام الحكم القائم في ايران.
انا اخمّن انه يستعير رمزية الحيوان في اعطاء صورة اكمل عن واقع انساني بائس يعيش فيه الصغار وجع ومأساة الكبار، لا بل يُستَغلَون ابشع استغلالا في ظل غياب الضمير وانعدام المروءة حينما يحمل اطفال صغار هموم واثقال الكبار ويعبروا بها الحدود جنباً الى جنب البغال والحمير دون ان يأخذوا اجورهم من مستغليهم كما في “زمن الخيول السكرانة”، او تتفجر بهم الالغام والقنابل لقاء فتات من الاموال تلقيها اليهم منظمات مشبوهة مثلما يحدث في “السلاحف تستطيع الطيران”، وفي الحالتين ثيمة البؤس الملازمة لتلك الطفولة هي مركز الفكرة عند قوبادي ولا شيء سواها. حتى حين سُأِل عن سبب توظيفه الاطفال في افلامه اجابهم “انا معني فقط بالطفولة وبرائتها ولا اهتم بالسياسة ومبرراتها”.

انها زمن الطفولة المسلوبة من برائتها. هكذا يريد ان يقول بهمن قوبادي.
ليس هذا فحسب، فقد انطوى فيلمه السلاحف تستطيع الطيران على صور وايحاءات مهمة اهمها كيف ان تلك الطفولة ستبقى تعاني حتى في زمن قيل عنه انه سيكون الافضل لمستقبل العراق بعربه وكرده، زمن “الحرية والديمقراطية” التي سيعيشها البلد بعد الاجتياح الامريكي للعراق. اذ ما ان دخلت القوات الامريكية العراق عام 2003 حتى ادار لها ظهره بطل الفيلم المعروف “بكاكا ستالايت” وذهب في الطريق المعاكس لطريق تلك القوات في آخر مشهد من مشاهد الفيلم في صورة تعبر عن مدى الاحباط الذي سيواجهه العراقيون برمتهم من هذا التغيير.

حتى السلاحف تستطيع الطيران، ربما اراد بهمن قوبادي من هذه الصورة السوريالية زرع الامل فينا من ان المستحيل لا وجود له. لكن هيهات، اننا مازلنا نرى طيورنا خاملة لا تقوى على الحراك فضلاً عن الطيران، فهل ثمّة امل في سلاحفنا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق