الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية الوهم

عبدالله عيسي

2013 / 11 / 25
المجتمع المدني


كلمة حرية هي كلمة كبيرة المقام عميقة الفلسفة كثيرة الأهداف حجر أساسي في صناعة الإنسانية , هي من أهم كلمات البشرية علي مر العصور , الملايين من البشر قاتلوا وقتلوا لأجلها من قاتل لينال حرية وطنه ومن قاتل لينال حرية اختياره ومن قاتل لأجل حريته الفكرية وحرية غيره والأمثلة لا تنتهي من الباحثين عن الحرية .
منذ فجر الإنسانية كان هناك قتال بين الاستبداد والهيمنة والحرية بين طمع الإنسان في السيطرة وحب الانسان للحرية .
الحرية رافقت الانسان منذ فجره الأول حيث كان دائم البحث عنها ثم الاستمتاع بها ومن أهم مطوريها هم فلاسفة اليونان القديمة كـ أفلاطون وتلاميذه الأهم مثل سقراط وأرسطو وجدير بالذكر ان الأخير أول من اكتشف ان الأرض ليست مركز الكون كما كان الاعتقاد السائد حيث تجلت فيهم الحرية الفكرية ومن ثم ظهور الفلسفة التي هي أساس كل العلوم والمعارف ، وفي القرن السابع عشر حدثت أعظم ثوره في التاريخ وهي الثورة الفرنسية التي غيرت ملامح أوربا والعالم ثورة ضد الاستبداد بكل أنواعها وكانت الخطوة الأولي لمعاني الحرية وترسيخ مبادئها وبزوغ عصر النهضة والتنوير والحرية الفكرية وظهرت أسماء لامعه في فضاء الحريه الفكرية كا جون لوك وانماويل كانت وفلوتير الخ , وظهرت فيما بعد المصطلحات الأهم كا الليبرالية والعلمانية الي اخره وقوانين حقوق الأنسان الي ان اصبح الوضع كما هو عليه الأن في العالم المتحضر والأصل فيه كلمة وحده وهي الحرية .
تعريف الحرية بسيط بالنسبة للعامة لكن مضمونها كبير ومتشعب ومتأصل في كل مناحي حياة الأنسان مبادئ الحرية اصلاً هي التي رسخت التحضر البشري الحرية هي التجرد من المخاوف والضغوط , أحترام العقل والفكر , التحرر من القيود , ان يكون الشخص هو صاحب الإرادة , ويحكم الضمير الإنساني حيث ان
(أختيار الإنسان الحر يعني واقعه) .
هل الحرية يمكن ان تأتي بنتائج عكسية ضاره دعنا هنا نتفق علي ان الحرية هي أسمى شئ في الوجود وان تأتي بنتائج عكسية يرجع الي أطماع بشرية وجهل بقيمتها لايوجد شخص اياً كان موقعه يستطيع ان يقول انه ضد الحرية لأنه معروف مسبقاً ان الحرية شئ رائع لكن أعدائها يلتفون علي المعني بكلمات وأكاذيب بحريات مشروطة علي مقاسهم وهي الحرية الوهم :-
الأصل هو تنظيم الحرية وليس تكبيلها وإفراغها من محتواها وفي جمله بسيطه هي ان حريتك تقف عند حريات الأخرين وينظم هذا القانون مواثيق وتعهدات وسياسات
- اولاً نظرت المجتمع للحرية ترتبط ارتباط وثيق بالثقافة كلما كان صاحب ثقافة كلما أرتقت وتجلت معني الحرية لديه ولهذا بدأت تظهر جليه معاني الحرية في عصر التنوير الأوربي لا يعتقد احد انه حر وهو يجبر علي فعل شئ هو لا يريده بالترهيب أو الترغيب هكذا تم الغاء اختياره والاختيار الحر هو أهم معاني الحرية والاختيار الحر يعني عدم الرضوخ لكل المؤثرات علي الأختيار حيث يصبح في النهاية اختيار الفرد مبني علي حقيقته وانطباعاته الحقيقه الغير مخفيه خلف وعي مغيب وترهيب وأرهاب فكري ومجتمعي وعادات وتقليد وأعراف .
الحرية الوهم هي ان يكون هناك أشخاص أو هيئات أو ظروف تحدد للفرد اختياراته الحرية لا تحكمها أطماع إنسانية اذا حكمت الأطماع ضاعت وأصبحت وهم , الحرية هي الرأي والرأي الأخر وتقبل هذا الرأي اياً كان إلا اذا كان هذا الرأي ضد الحريه من الأصل .
الحرية الوهم عندما تعطي الحرية لأعدائها لمن يبغض الحريه ويرى ان لها نمط واحد وقالب واحد ودونه لا يوجد .
الحرية هي المسئولية حيث اختيارك الحر بكامل إرادتك يجعلك مسئول عن اختيارك انت تقف امام نفسك ترى أفعالك السيئة وترى افعالك الجيدة لكن اذا كان اختيارك مبني علي أطماع أو مخاوف لن ترى أفعالك أصلا لأن اختيارك من البداية مبني علي أطماع أو مخاوف وهي المحرك وهي الأهم وأفعالك لن تكون لنفسك بل لهم ولن تهتم بأنها سيئة أو جيده بل همك ان ترضي الأطماع أو تتحاشى المخاوف أي النفاق في نهاية المطاف .
وفي سياسة الدول لا تدعي أبدا دوله انه حره وهي مسلوبة الإرادة لا تمتلك إرادتها الحره حيث هي رهينة لظروف دوليه وإقليمية لأنه دوله من العالم الثالث دوله فقيرة أو حتى ان كانت غنية سوف تظل رهينة لابتكارات واختراعات دول أخرى , ان تستورد التكنولوجيا والمعدات الميكانيكية الثقيلة والخفيفة بالاضافه الي ان هناك وزارات كاملة تعمل وفق متطلبات موجودة في دول أخري وعندما تقول هذه الدولة أنها حره في تدلس وتكذب .
عندما يكون في كل كيلو متر في هذه الدول علي أقل تقدير ابتكارات لدول أخرى هذا يعني أنها ليست دوله حره الدول الحرة فعلاً هي هذه الدول المصدره ليس هؤلاء المدلسين الذين يعيشوا حالة من النفاق الذاتي وهم بلا قيمة تذكر هؤلاء ليسوا دول حره إطلاقا ألدوله الحرة هي التي تأكل من ما تزرع وتستعمل ما تصنع وليس الاستيراد هو الأساس وبدونه تصبح الدوله في ورطه كبيره والإدعاء كذباً وزوراً انها افضل من الدول الموردة يصبح نوع من أنواع الغرور الممزوج بالخبل الاجتماعي والسياسي .
الطاما الكبرى الذي تعيشه هذه الدول هو التخيل الدائم انها هي الأفضل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية