الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوقاز محط أنظار القوى الطامعة

أمين شمس الدين

2013 / 11 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


القوقاز- محط أنظار القوى الطامعة
عموم منطقة القوقاز كانت هدفا لدول ومملك قوية، وخضعت أراضيها لاحتلال الغزاة والدخلاء على مر التاريخ لعقود وقرون طويلة (السكيف والسرامطة والخزر والألن والبيزنط والفرس والمغول والتتار والعثمانيين والقياصرة الروس وغيرهم)، وكلما ضعف غازِ، حل مكانه آخر أقوى منه، وظل القوقازيون تحت مظلات الامبراطوريات المتعاقبة، علما بأن منطقة القوقاز- ممر استراتيجي مهم يربط آسيا بأوروبا وصولاً إلى الشرق الأوسط وما بعده، عدا عن ثرواته في الماء واليابسة التي لا تعد ولا تحصى، لذا، فهي محط أنظار القوى الغازية دائما وأبدا، والصراع عليها قائم منذ قدم التاريخ وسيبقى كذلك.
إن جميع النزاعات والحروب القوقازية في العصر الحديث كانت نتيجة دسائس قوى خارجية معادية للقيصرية والسوفييتية وروسيا الحالية، لأنها تشكل مساحات هائلة، وفيها من الثروات ما يحتاجه العالم كله. ومن بيده مثل هذه الثروة، ولديه أقوى وسائل الدفاع عنها هو الأقوى، ولاريب في ذلك. ولا شك بأن الأعداء سيحاولون بشتى الوسائل زعزعة وحدة وأمن روسيا ونشر الفوضى في أرجائها دون تدخل مباشر لعواقبه الوخيمة فيما لو حصل، عن طريق خلق بؤر توتر في أرجائها، كما حصل في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر (حروب الشيخ منصور والإمام شامل وغيرهما من الأئمة على أساس ديني في الظاهر)، والحربين العالميتين الأولى والثانية في القرن العشرين، وكذلك النزاع الأذري- الأرمني حول منطقة كراباخ، ثم الحرب الشيشانية- الروسية، تلتها الحرب الروسية- الجورجية حول أوسيتيا الجنوبية.
وهناك مثل شيشاني يقول: "القلعة لمن احتلها، وليس لمن بناها". والشيشان والشعوب القوقازية برمتها يَعون هذه الحقيقة، لذا، فهم يحاولون التعامل مع الواقع المفروض. طالما لا يضر الأمر بمصالحهم، وشيئا فشيئا يحصلون على استقلال ذاتي ضمن مظلة روسيا العظمى. وما حصلت عليه جمهورية الشيشان حتى هذا اليوم من استقلال ذاتي يدعو للاهتمام، والأمر سيستمر على هذا النحو، وسيبقى يعتمد على الشيشان أنفسهم الشيء الكثير. وعليهم الانخراط في الإبداع والإنتاج، وبناء اقتصاد قوي، علما بأن جميع المحاولات الهادفة للوقوف ضد روسيا أو الانفصال عنها وعزل الشيشان عنها باءت بالفشل الذريع، ولم تجلب لهم سوى الدمار. كما هو المطلوب من حكومة روسيا الاتحادية الحالية والحكومات القادمة ضمان أمن وسلامة شعوبها كافة والدفاع عن مواطنيها، والحفاظ على استقرارها واستقلالها.
والأفضل للأطراف المعنية عمل كل شيء حتى لا تقوم أي حرب أو أي شكل من النزاع أصلا، حتى ولو اضطر الأمر إلى تقديم تنازلات أو بالتفاهم والاتفاقات. وهذ للأسف الشديد هو مالم يقم به أسلافنا من الأئمة، والذي يشير إلى شبهات حول الغايات من تلك الحروب غير المتكافئة والأهداف من ورائها، وفي كثير من الأحيان كانت تتأجج بسبب التدخلات الخارجية المعادية لروسيا ولو على حساب الشعوب القوقازية.
لذا فعند النظر إلى المستقبل يجب أن نأخذ كل تلك الأمور بعين الاعتبار.
والشيشانيون ليسوا بحاجة إلى مغامرين سياسيين أو مغامرين متأسلمين أو متطرفين للتحكم بمصائرهم. وأرض الشيشان شيشانية ومن الأراضي القوقازية منذ آلاف السنين قبل ظهور الأديان المعروفة، ويستطيعون أن يحلوا مشاكلهم مع جيرانهم لوحدهم بدون أي تدخل من الخارج.
واليوم بلاد الشيشان تسير للأمام بخطى ثابتة. وتوجهات الشعب الشيشاني الحالية في الوطن في اتفاق وتفاهم تام مع المركز موسكو. والثوابت السياسية للجمهورية في علاقاتها مع روسيا الاتحادية قائمة على أساس أن جمهورية الشيشان جزء لا يتجزأ من روسيا الاتحادية متعددة القوميات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار