الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض مفهوم القطيعة الإبستمولوجية لدى باشلار

هيبت بافي حلبجة

2013 / 11 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نقض مفهوم القطيعة الأبستمولوجية لدى باشلار
هيبت بافي حلبجة
غاستون باشلار ، الفيلسوف الفرنسي الذي يحاول إن يفسر التاريخ من خلال الأبستمولوجيا ، يسبر أغواره صفيحة صفيحة ، يدرس تجلياته تجلية تجلية ، يمور في خفائسه خفيسة خفيسة ، ليستخلص منها نتيجة في غاية الدقة والتحديد وهي إن التاريخ ، التاريخ كما هو ، ليس بخط مستقيم ولابمستوى واحد ولابتجلية متواصلة ، إنما هو خطوط متقطعة ، كل خط يتأصل في مستوى مغاير لمستوى الخط السابق ، ويتميزعن الآخريات بخواص صميمية فيه ، تلك الصميمية التي تتأتى من جوهر العلاقة ما بين التاريخ نفسه ومحتوى النظريات العلمية الجديدة .
غاستون باشلار ، الذي يؤمن بوجود قفزات نوعية كيفية في حالة العلم ، في الحالة الموضوعية لتطور العلوم ، في الأساس النظري والتطبيقي للنظريات العلمية العامة ، يلغي الديمومة المعرفية على نسق وأرتساق واحد ، ينفي البعد الأستمراري المتماثل في السيالة التاريخية على طول الخط ، يقدح في مفهوم التطور التدرجي والتراكمي الذي لايعبر ، حسب باشلار ، إلا عن حالة الوئام اللاتناقضي مابين عناصره ، ويذم التطور الأنتقالي الذي يجسد مضمون الأنتقال من حالة أقل معرفية إلى حالة أكثر معرفية ، أي الأنتقال ضمن الحالة الواحدة ، اي إن التاريخ المعرفي لايعرف إلا حالة واحدة تغتني عبر النظريات العلمية الجديدة .
غاستون باشلار ، بعد أن يعيب على الفكر الفلسفي الذي سبقه ذلك المحتوى الجامد للنظريات العلمية الجديدة ، يضفي إليها البعد القطعي فيما يخص أستمرارية التاريخ ، وكإن هذا الأخير هو تاريخ النظريات العلمية ، وكأننا إزاء تاريخ واحد ، تاريخ أثنين ، تاريخ ثلاثة ، حسب طبيعة تلك النظريات ، وهكذا نقفز من تاريخ ( نيوتون ) إلى تاريخ ( آينشتاين ) لإن فيزياء النظرية النسبية التي ، على سبيل المثال ، تعود إلى آينشتاين (النظرية النسبية الخاصة 1905 ، والنظرية النسبية العامة 1915 ) قد أطاحت بعرش فيزياء نيوتون .
وعندما تطيح هذه الفيزياء بتلك ، كمفهوم للعلم ، فإنها في الحقيقة تطيح ليس بأساسها الفيزيائي ( الحالة العلمية ) فقط إنما تطيح بكل ما نجم أو نتج عنه ( الحالة المعرفية ) ، اي أنها تطيح بالحالة الفيزيائية برمتها ، تلك الحالة التي تصمد وتتواظب في أستمراريتها بفضل ما يسميه باشلار بالعائق الأبستمولوجي ( العوائق الأبستمولوجية ) الذي يتمايز بأربعة خصائص ( نرجو مراجعة مؤلفه الفكر العلمي الجديد عام 1932 وكذلك مؤلفه العقلانية التطبيقية عام 1949 ) الأولى إن مضمون العائق الأبستمولوجي تابع بنيوي للحالة العلمية ، الثانية إن مضمون العائق الأبستمولوجي هو جزء بنيوي من الحالة المعرفية ، الثالثة إن العائق الأبستمولوجي متعدد الأوجه ويتمظهر وفق معطيات وأحداثيات كل وجه ، الرابعة إن العائق الأبستمولوجي يتمتع بمرونة كبيرة ، لذلك يستصعب على المفكرين ، حسب باشلار ، التمييز ما بين المعرفة العامة والمعرفة العلمية ، وكذلك ما بين حالة علمية ( رياضية فيزيائية كيميائية بيولوجية ) قديمة وحالة علمية جديدة . والجدير ذكره هنا إن كل حالة معرفية تحتوي بالضرورة أكثر من عائق واحد ، وربما تعتكف على عدة عوائق أبستمولوجية قد تتخالف فيما بينها في درجة التماثلية وفي حد ومستوى التراكيبية .
وعلى الطرف الآخر من العائق الأبستمولوجي ، وعلى الطرف النقيض منه تقف القطيعة الأبستمولوجية ، بكل ثقلها التاريخي ، بكل دورها في تحديد المعنى الحقيقي للتاريخ ، بكل أشكالياتها الباشلارية ( إن تاريخ العلوم هو جدل مابين العوائق الإبستمولوجية والقطيعات الإبستمولوجية ) هذا الجدل الذي يبرز ، حسب باشلار ، في مستويين أثنين ، الأول يمثل القطيعة ما بين الحالة المعرفية العامة والحالة المعرفية العلمية ، والثاني يجسد القطيعة مابين الحالة المعرفية في الفكر العلمي القديم والحالة المعرفية في الفكر العلمي الجديد .
وعند الملاحظة الدقيقة لمجمل مؤلفات باشلار ، يتراءى لنا مدى الخطأ الذي يرتكبه غاستون باشلار ( 1884 – 1949 ) في التمييز ما بين هذين المستويين ( وهذا ما سيكون موضوع النقد الأول ) ولكن نثبت هنا حالتين لتوضيح القصد من العوائق ومن القطيعات أو على الأقل تخصيص المقصود من العلاقة ما بين العائق والقطيعة ، الأولى إذا كانت الحالة المعرفية العامة مفروضة في مرحلة تاريخية معينة ثم أنقضت لإن الحالة المعرفية العلمية الأولى حلت محلها فتنتفي ، على أثرها ، أسباب التمييز ما بين المستويين السابقين ، والثانية إذا ما أنتفى مدلول الحالة الأولى لأي سبب كان فإن القطيعة الإبستمولوجية تغدو أستمرارية أبستمولوجية ، تلك الأستمرارية التي حاربها غاستون باشلار على طول الخط .
ماذا يعني ذلك ؟ هذا يعني بالضبط إن النظريات العلمية لاتمثل ثورة أو تحرك عنيف ومستمر في ميدان العلوم وإن دلت عليها أو أنها تمظهرت على هكذا شاكلة ، لإنها ، في جوهرها وفي ذاتها ، موقف أبستمولوجي ، أو على الأقل هي تقيم ، بل التعبير الدقيق ، إنها تنسج موقفاُ أبستمولوجياُ يجسد كافة العناصر المعرفية التي أحتوت في ذاتها ، لذلك ميزنا ، نحن وعلى عكس باشلار ، مابين الحالة العلمية والحالة المعرفية ، فالحالة العلمية متى تمظهرت كتجليات أقامت الحالة المعرفية وأضفت على الموقف الإبستمولوجي أبعاده ومرتكزاته ومضمونه ، أي تلك الحيثيات التي سوف تقطع مع الحالة المعرفية السابقة وتفكك عوائقها الإبستمولوجية لتشيد هي عوائقها الإبستمولوجية التي تخصها ، والتي تميزها كحالة معرفية أصيلة ، لإنها غدت ، في تلك اللحظة ومنذئذ ، ( حالة تاريخية جديدة ) .
وربما ، وأقول ربما ، أستطاع جان بياجيه ، الذي هو من أتباع علم النفس التكويني ، أن يعري مفهوم القطيعة الإبستمولوجية ، على أصالتها ، أكثر من غاستون باشلار ، فهاهو جان بياجيه يقول ، وهو بصدد دراسة تكوين المفاهيم العلمية ، إن السؤال الرئيسي بالنسبة لأبستمولوجيا لايتعلق بطبيعتها ، كما هي ، بل يتعلق بكيفية نموها ، وبكيفية تكوين تلك الطبيعة ، وهذا هو الجانب الجوهري في أدراك كيفية حلول حالة معرفية جديدة محل الحالة المعرفية القديمة وتفكيك عوائقها الأبستمولوجية ، وفي الأستعداد المفترض او الضمني لهذه الحالة المعرفية الجديدة لكي تنفك ، هي الأخرى ، من خلال حالة معرفية ثالثة .
وهذا بالضبط ما يقصده جان بياجيه حينما يؤكد ( إن تحديد كيف تنمو المعارف ، يتضمن أن ننظر منهجياُ إلى كل حالة معرفية من زاوية تطورها ومن زاوية نموها ، أي من حيث هي صيرورة لايمكننا أبداُ أن نبلغ بدايتها الأولى أو نهايتها ، أي كل معرفة يمكن النظر إليها دائماُ بصورة منهجية على أنها متعلقة بحالة سابقة لمعرفة أقل ، وعلى انها تمثل هي ذاتها هذه الحالة السابقة بالنسبة لمعرفة أقوى ) .
ومن هنا تحديداُ ، فإن غاستون باشلار ، يرفض مفهوم النظريات التي تقدم حلولاُ نهائية لواقع التجربة البشرية التاريخية ، أو التي تدعي أنها تتقمص هذا الدور ، لإنه ، علاوة على ما ذكرناه آنفاُ ، يؤكد باشلار على نقطة أخرى تتمتع بمعناها الخاص وهي إن الحالة المعرفية تمثل بل هي الحالة الجماعية أو العمل المجتمعي ، أي إن النظرية العلمية الجديدة متى أكتملت عناصرها لم تعد فقط نظرية علمية إنما حالة تاريخية أو حالة معرفية تاريخية .
وعلى ضوء ما تقدم نستنبط ثلاثة نتائج تخص الحالة المعرفية وهي في غاية الأهمية ، الأولى نحن إزاء تاريخ يقفز من حالة معرفية إلى أخرى دون أن تنتهي ، أي لانهاية لتاريخ العلوم ، لانهاية للحالات المعرفية ، لإنه لاتوجد نظرية علمية نهائية فيما يخص المعرفة والوجود البشري ، الثانية إن العقل العلمي يتكون ويتطور وفقاُ للحالات المعرفية ، فلكل حالة معرفية عقل علمي يوازيها ويتماهى معها ، الثالثة إن التاريخ الذي يتجدد على شكل تاريخ واحد ، تاريخ أثنين ، تاريخ ثلاثة ، يفضح مقدار الخطأ في مقولة لإبن خلدون وفي مقولة أخرى لهيجل ، فالمقولة الأولى تدعي إن التاريخ يحوم حول نفسه لإن كل دولة تنطلق من نفس الأسس التي أنطلقت منها سابقتها ، والمقولة الثانية تدعي إن العقل التاريخي هو الذي يكشف عن نفسه ، كما هو دون تغيير ، في كل مرحلة من مراحل التاريخ .
إن هذا التصور الباشلاري حول مفهوم ودور الحالة المعرفية والقطيعية الإبستمولوجية لايصمد في وجه النقد للأسباب التالية :
أولاُ : ثمة أرتباك لدى باشلار في فهمه لمحتوى الحالة المعرفية العامة التي تقف على الطرف العكسي من الحالة المعرفية العلمية ، الأمر الذي قد يطيح بكل أسس القطيعة الأبستمولوجية ، ونذكر أنه رأى القطيعة في مستويين ، الأول القطيعة ما بين الحالة المعرفية العامة والحالة المعرفية العلمية ، والثاني القطيعة ما بين حالتين معرفتين علميتين . وفي المستوى الأول ، ومن خلال مؤلفاته سيما ( العقلانية التطبيقية ، والفكر العلمي الجديد ) لايستطيع أن يتخلص من فكرة إن الحالة المعرفية العامة موجودة إلى جانب الحالة المعرفية العلمية ، وكإنه يميز ما بين فكر العامة وفكر العلماء ، أومابين الحالة المعرفية للعامة والحالة المعرفية للعلماء .
وهذا تناقض لايرحم لإن من أهم مميزات الحالة المعرفية ، والتي تخصنا هنا ، هي أنها أولاُ تمثل مرحلة تاريخية معينة لذاتها وبالضرورة ، ولو لم تمثل فما معنى القطيعة الإبستمولوجية !! ولتحولت تصورات باشلار إلى تحليلات نفسية وأطروحات جزئية وهذا ما لايرضاه باشلار نفسه .
كما أنها ثانياُ تتضمن بالضرورة على محتوى العائق الإبستمولوجي الذي بدونه لن توجد حالة معرفية علمية وهذا غير متوفر في الحالة المعرفية العامة ، لذلك لامفر أمام باشلار إلا الأعتقاد إن الحالة المعرفية العامة التي هي خالية من العوائق الإبستمولوجية بحكم خلوها من النظريات العلمية ، هي مرحلة بداية التاريخ ( كالمشاعية لدى ماركس ) قبل ولادة النظريات العلمية .
ثانياُ : حينما نتحدث عن القطيعة الإبستمولوجية على مستوى مفهوم التاريخ ، فينبغي أن ندرك خواصها من خلال إن الجديد يفكك القديم ولايسمح له بالبقاء ، لإن الجديد هو من يملك منطوق السمة السائدة ، او لإن الجديد ( النظرية العلمية الجديدة ) هو صاحب هذه المرحلة التاريخية ، ولولا ذلك ما كانت قطيعة أبستمولوجية ، ودعونا الآن نماثل مابين القطيعات الإبستمولوجية لدى باشلار والتشكيلات الإقتصادية لدى ماركس ، فأولاُ لدى ماركس : نلاحظ إن التشكيلة الإقتصادية تعبر تماماُ عن مفهوم ( القطيعة ) لإنها متى تجذرت تلغي ، بنفس القوة ، قوانين التشكيلة الإقتصادية التي سبقتها ضمن العلاقة البنيوية ما بين علاقات الأنتاج والقوى المنتجة ، وهكذا فإن الأقطاعية ب ( علاقات الإنتاج والقوى المنتجة ) ها أطاحت تاريخياُ ب ( علاقات الإنتاج والقوى المنتجة ) لمرحلة الرق والعبودية ، وذات الصيرورة تكررت حينما أطاحت الرأسمالية بأسس الإقطاعية .
والقطيعة هنا راديكالية طالما نتحدث عن نمط الإنتاج السائد ، ولانكترث جزئياُ بوجود بقايا نمط الإنتاج القديم هنا وهناك لأسباب متعددة لايمكن معالجتها في هذا الموقع ، فهل القطيعة جذرية لدى باشلار ؟ إذاُ ثانياُ لدى باشلار : كي يصدق مفهوم القطيعة لديه لابد من أن تكون راديكالية ، لكن هل هي فعلاُ كذلك ؟ لنضرب مثلاُ ، سبق أن ذكرناه ، وهو فيزياء نيوتون وفيزياء آينشتاين . فهل أطاحت فيزياء آينشتاين بفيزياء نيوتون ؟ في المجال العلمي يؤكد كل العلماء الفيزيائيين إن فيزياء نيوتون كانت ، ومازالت ، وستبقى مطبقة في مجال معين وفي حالات خاصة ، وإن فيزياء آينشتاين كانت ، ومازالت ، وستبقى مطبقة في شروط معينة من السرعة ومن الفضاء ، أي إن فيزياء آينشتاين لاتلغي فيزياء نيوتون ، كما إن الطبيع تمارس الأثنتين معاُ ، لكن كل واحدة منهما في شروط خاصة بها . وهذا بالضبط ما يجري في الطبيعة مابين الهندسة الأقليدية والهندسة اللاأقليدية .
ورغم ذلك ، دعونا نعترف ، ولكي لانغمط على غاستون باشلار حقه ، إن القطيعة لايمكن أن تكون حدية وراديكالية بهذا الشكل الجاف ، لكنها يمكن أن تحدث بأسلوب مرن وعلى درجات متباعدة أو متقاربة في التاريخ الزمني ضمن علاقة أخرى ( الآلة العلمية ، النظرية العلمية ، علاقات الأنتاج والقوى المنتجة ) ، أي ثمة جملة اسباب وعلل تؤدي إلى تفكيك التاريخ القديم أو الراهن ليحل محله تاريخ جديد ، ونعتقد إن محتوى الآلة العلمية ( وهذا ما أشرنا إليه في مقال لنا ظهر في جريدة خبات عام 1993 ) هو السبب الجوهري في تعيين مضمون القطيعة ، ونعلم إن الآلة العلمية كمفهوم ينتصر لماركس في ( علاقات الإنتاج والقوى المنتجة ) أكثر بكثير لمدى أنتصارها لباشلار في مفهومه الحالة المعرفية .
ثالثاُ : حينما نتحدث عن القطيعة الأبستمولوجية ، وعن النظريات العلمية فأننا نتحدث عن مجالين مختلفين ، أو على الأقل عن مجالين غير متطابقين ، أو غير متماثلين ، فالقطيعة هي محتوى يتعلق بالتجرية التاريخية البشرية ولاتتعلق بمحتوى التطور في الكون ، أي إن القطيعات الإبستمولوجية ، ومن هنا تسميتها أيضاُ ، هي مراحل التاريخ الإنساني ، في حين إن النظريات العلمية بحد ذاتها ، وليس من زاوية أكتشاف الإنسان لها ، هي ممارسات الطبيعة لنفسها ، أو ممارسة الكون لذاته .
وهذا الأختلال ما بين الممارستين ، ممارسة الإنسان لعلمه وممارسة الطبيعة لقوانينها ، ليس ثانوياُ أو ليس بسيطاُ ، سيما إذا أعتقدنا ، وأنا من أنصار هذا الطرح ، إن الكون نفسه يتطور من حالة إلى حالة ، وفي كل حالة جديدة يطبق قوانينأ مختلفة نسبياُ عن قوانين المرحلة السابقة .
ماذا يعني ذلك تحديداُ ؟ هذا يدل على إن القطيعة الإبستمولوجية لايمكن أن تكون مبدءاُ في الوجود نفسه ، إنما هو ، و في أفضل الأحوال ، مبدأ من مبادىء الممارسة التطبيقية من زاوية ، ومبدأ في حدود ضيقة في التجربة الإنسانية من زاوية أخرى . وإلى اللقاء في الحلقة الحادية والأربعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن