الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور وسلوكيات من دروب الحياة

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2013 / 11 / 27
المجتمع المدني



راجعت يوماً طبيبي بسبب من ألم في احد أصابع يدي اليمنى، بات يؤرقني ويمنعني من ممارسة عملي وهواياتي في الكتابة والطباعة، فأشار علي بأن الأمر يحتاج لعملية جراحية بسيطة. وبعد زيارة لطبيب اختصاص بجراحة كف اليد فقط أكد لي ان الأمر يحتاج لعملية جراحية بسيطة لكنها مكلفة. بعد شهر وجدت نفسي في مستشفى خاص مع ممرضة أصرت على أن أرتدي الملابس الخاصة بالعمليات حتى وأن كان مكان العملية في اصبع يدي. أجرت الممرضة بعض الفحوصات الأولية مثل قياس ضغط الدم وقياس الحرارة وتخطيط القلب ثم تركتني لفترة لتعود وتسألني ان كنت أشعر بأي شئ غير عادي. أكدت لها أنني بخير فتركتني ثم عادت ومعها الطبيب المسؤول عن التخديرالذي أجرى الفحوصات الأولية مجدداً وسألني أن كنت أشعر بأية مشكلة؟ أكدت له مجدداً أنني بخير. بعد نصف ساعة من الإنتظار الممل جاءني الطبيب الجراح برفقة الممرضة وبدأ بإجراء نفس الفحوصات الأولية ثم سألني أن كنت على مايرام وعلى أستعداد لإجراء العملية. أخبرته بأنني كنت على مايرام بالفعل عندما جئت المستشفى لكن تكرار إجراء الفحوصات الأولية لي وتوجيه نفس السؤال من قبل الممرضة والطبيب المخدر قد سببا لي قلقاً. سألته أن كان هناك أمر يتعلق بصحتي لا علم لي به. قال لي، ان تخطيط القلب أظهر نتيجة سلبية لذلك تجدنا قلقين من إجراء العملية على الرغم من بساطتها. أكدت للطبيب أنني اشعر بصحة جيدة ورجوته إجراء العملية ففعل. وقبل مغادرتي المستشفى دسوا في جيبي رسالة لطبيب العائلة تعلمه بالأمر.

بعد أسبوع توجهت لمراجعة طبيب العائلة الذي أعلمني بانه قد أتصل بأفضل أختصاصي في مجال القلب وأمراضه وحدد لي موعداً معه. ذهبت حسب الموعد وقابلت طبيب القلب الذي أجرى بعض الفحوصات التي كلفتني مبلغاً لابأس به من المال. على ضوء نتائج الفحوصات قرر الطبيب أن يحيلني إلى طبيب إختصاص آخر، هذه المرة كان الطبيب مختصا بأمراض ومشاكل النوم. حزمت أمري وذهبت لزيارته. أقترح علي ان يجري إختباراً لتنفسي خلال النوم وأقرضني ماكنة مع قناع لإجراء تجربة خلال ليلة واحدة. أظهرت نتائج التجربة أنني قد توقفت عن التنفس لأكثر من ثلاثمائة مرة في ليلة واحدة!. نصحني الطبيب بضرورة إستخدام الماكنة بشكل دائم كونها توفر لي نوماً عميقاً وأمينا عن طريق ضخ الأوكسجين إلى الدماغ خلال النوم، وتمنع حدوث تلك التوقفات، كما ان إستخدامها يقلل أو يقضي على الشخير.

زرت شركة متخصصة ببيع الأجهزة الكهربائية الطبية حيث قدمت لي البائعة المختصة عرضاً تدريبياً عن كيفية أستخدام الماكنة وطريقة صيانتها وإدامتها وتنظيفها كما أقترحت عليَّ الإتصال بالشركة المجهزة للتيار الكهربائي وإعلامها بأنني من مستخدمي جهاز العناية المذكور بقصد الحصول على خصم بنسبة صغيرة من قائمة الكهرباء وهو أمر حرصت على تنفيذه من اجل الحصول على الخصم المذكور الذي تبين أنه مبلغ صغير جداً يقل كثيرا عن الواحد في المائة من مبلغ القائمة.

الإسبوع الماضي أستلمت رسالة مسجلة من الشركة المجهزة للكهرباء موجهة لي شخصياً تعلمني بأن القوة الكهربائية ستنقطع عنا لساعة وأكثر عليه أرتأوا إعلامي بذلك لكي لايؤثر قطع التيار على إستخدامي للجهاز المذكور وربما يكونون سبباً في مشكلة صحية لي.

قصدت من وراء هذا العرض بيان مدى اهتمام الأطباء الأستراليين في هذا البلد الجميل بمرضاهم ، وكذلك المستوى العالي للرعاية الصحية المتوفرة للمواطن الإسترالي وقوة تنظيم سهولة إنسياب المعلومات بين مؤسسات الدولة والأطباء والشركات الخاصة والعامة بما يضمن سلامة وصحة ورعاية المواطن الإسترالي.

قلت لممثل الشركة الذي طلب مني التوقيع بإستلام الرسالة إن إستخدام الماكنة عادة يتم خلال الليل وليس في فترة النهار، فأجابني بأنني يجب أن أستلم التبليغ كونه يتضمن مسؤولية على الشركة فيما لو حدث لي شيء خلال فترة إنقطاع التيار الكهربائي.

لنر صورة أخرى هي على عكس الصورة الأولى حيث يتعامل البعض خارج نطاق القوانين التي وضعتها الدولة لخدمة المواطن لتحقيق مصالح خاصة وبصورة غير قانونية:

خلال مناقشة بين سيدتين أستراليتين مهاجرتين ، قالت الأولى ، ان هذا البلد الجميل قد وفر لنا نحن معشر المهاجرين كل شئ يساعدنا على الإستقرار لذلك يترتب علينا أن نلتزم بمادئ المواطنة الصحيحة وأن لاننقل لمجتمعنا الجديد العادات السيئة. علينا أن نحافظ على القوانين الإسترالية وأن نعمل بموجبها ووفق أطرها دون مخالفة لها.

واردفت مؤكدة أن العمل واجب على من هو قادر عليه عندما يحصل عليه وبشكل قانوني أصولي وأن دفع الضرائب على مداخيلنا هو جزء من واجباتنا الوطنية وعلينا أن نمتنع عن ممارسة كل المخالفات التي من شأنها الكسب غير المشروع خارج نطاق منظومة الضريبة. كما ان المخصصات والمساعدات المالية والعينية والمعنوية التي تقدمها الحكومة يجب أن يستفيد منها من يستحقها ووفق الأسس التي أنشئت من أجلها لذلك من العيب أن يحاول البعض تقديم البيانات المضللة لكي يحصلوا على أكبر ميلغ من هذه المساعدات دون حق.

وبنظرة ثاقبة تدل على الحزم والعزم وبتأكيد مع سبق الإصرار على رفض كل هذه الطروحات ، قالت السيدة الثانية:

يطبهم مرض ، لعد ليش جابونا هنا ، غصباً عليهم يدفعولنه !!

شكد عيب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع


.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس




.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم


.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن




.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات