الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيز محمد بين الحقيقة والسراب

خالد حسين سلطان

2013 / 11 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر في أربيل وعن مطبعة آزادي كتاب بعنوان ( نضال الرفيق عزيز محمد السكرتير العام السابق للحزب الشيوعي العراقي / أعلى صوتا من الكلمات ) من تأليف الدكتور أحمد عبد العزيز محمود الأستاذ المساعد في كلية الآداب / جامعة صلاح الدين، عنوان الكتاب وغلافه الذي تتصدره صورة لعزيز محمد وبالزي الكردي الكامل وفي الزاوية العليا اليمنى من الكتاب تقرأ عبارة ( جمهورية العراق ـ كردستان العراق ـ أربيل )، توحي بانه كتاب مذكرات او شبه مذكرات كلف عزيز استاذ جامعي لاعدادها للنشر، ولكنك ما ان تفتح الكتاب وتبدء بقراءة صفحاته الأول حتى ينتابك شعور بالغثيان بسبب طريقة التقديم والعرض والسرد للمعلومات في الكتاب مما يدعوك الى رمي الكتاب جانبا وتندم على بعض الدنانير التي دفعتها ثمنا لهكذا كتاب بائس، وعندما تعود للكتاب بعد فترة علك تجد معلومة جديدة او تحليل سياسي يدعوك للاستمرار في قراءة الكتاب، فتجد نفسك تستعرض قائمة المحتويات بحثا عن ما يغريك في قراءته، وإذا بها عناوين براقة ومهمة تجذبك بسرعة : ( ولادته ونشأته ـ صفحات من تاريخ نضاله 1948 / 1958 ـ أحداث الموصل وكركوك ـ 8 شباط 1963م ـ خط آب 1964 ـ انتخاب عزيز محمد سكرتيرا للحزب الشيوعي العراقي ـ ... ) وبعد اختيار اي عنوان والبدء بالقراءة تنتابك نفس الحالة وترمي الكتاب ثانية. والسبب في كل ذلك ان المؤلف يكتب بطريقة رجال الدين والخطباء الاسلاميين ( أو ما يسمى بالروزخون ) في المدح وكيل الاطراء على من يحبون وبطريقة فجة وبائسة تدفع الى الملل وذلك بعد قبض الثمن مقدما، وعند العودة الى السيرة الذاتية للمؤلف يظهر انه دكتور في التاريخ الاسلامي القديم وله الكثير من المؤلفات في اختصاصه ويبدوا انه كان شيوعيا يوما ما، بالتالي حاول ان يكتب سيرة عزيز محمد بنفس الطريقة وزاد الطين بلة في ادراج ابيات من الشعر ما انزل الله بها من سلطان بمناسبة وبدونها، وأقصد بها الكتابة والتوثيق لغرض المدح وفقط المدح ووصفه بصفات وفضائل ومواقف بطوليه ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، دعوني أقتبس لكم نصيا محطة بسيطة من أحد العناوين البراقة التي ذكرت في أعلاه .
ولادته ونشأته : [ ... أما ما يتصل بميلاده الميمون، فليس لنا إلا الاحتكام الى قوله، واعتباره الفيصل الفاصل المجلي للحقيقة المتصلة بميلاده، فله حق البت فيه دون غيره. وليس أمامنا سوى المنقول منه، دون الادلاء بأي دلو في منقول، لا نملك إزاءها كلمة نطلقها بصدده . وها نحن نورد قوله بشأن ميلاده، مؤثرين الاكتفاء به، غير مستأثرين بأقل تعقيب عليه، نظرا لان صاحب الحمل أولى بحمله، وليس لنا إلا أن نلوذ بملاذ آمن، يوفر علينا الجهد ويتمثل هذا الملاذ في النص الشعري الآتي :
والصمت أجمل بالفتى من منطق في غير حينه
كل أمرئ في نفسه أعلى وأشرف من قرينه
فهلموا الى المكافح الشهير والمناضل الصبور الكبير، ليقص علينا قصة ميلاده ، انطلاقا من قول القائد وعند الجهينة الخبر اليقين، ولتكن الآذان واعية صاغية تصغي اليه، إصغاء دقيقا وثيقا لصيقا بالإحساس المرهف الذي، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، إلا ويعيها وعيا لا مزيد عليه ... ص12] انتهى الاقتباس .
كل تلك المقدمة ليذكر لنا سنة ميلاده، وهو لم يذكرها لحد الآن الا بعد ديباجة مقاربة لما كتب في اعلاه، ولعلم القارئ الكريم فان طريقة السرد في كل الكتاب بهذا الشكل والمستوى، والله يكون في عون من يقرأ الكتاب من الغلاف الى الغلاف .
العتب كل العتب لا يقع على المؤلف فهذا ديدنه في الكتابة والتأليف، وانما على السيد عزيز محمد كيف يسمح بصدور هكذا كتاب بائس يوثق سيرته ليكون بديلا عن مذكراته، التي طالما تهرب عن قرار كتابتها وبمختلف الحجج. كيف سمح عزيز محمد لهكذا كاتب محترف ان يلتقي به ويتحاور معه ويدون كل ذلك بتلك الطريقة، في حين معروف عن عزيز محمد انه حذر جدا في مسألة المقابلات واللقاءات الصحفية ولا يدلي بها لأي شخص الا بعد ان يزكى ذلك الشخص من جهة موثوقة ويجري اللقاء بضوابط اهمها ان يطلع عزيز على الكتابة بصيغتها النهائية قبل النشر وله الحق في الحذف والتعديل، وذلك ما حصل، عل سبيل المثال لا الحصر مع الاعلامي توفيق التميمي عندما اجرى مقابلة مطولة معه قبل سنتين .
والادهى من ذلك طعم المؤلف كتابه الفج هذا بالعديد من الرسائل والخطب والكلمات لعزيز محمد في مناسبات مختلفة كذلك صور لبعض الكراريس والمؤلفات لعزيز محمد ومنها كراس بعنوان ( دروس من لينين ) ويصفه بصاحب القلم الرصين. في حين يعلم كل القادة والكوادر في الحزب الشيوعي العراقي والذين عملوا حزبيا قريبا من عزيز ان الرجل ليس لديه الامكانية لكتابة عشرة أسطر متماسكة وتعبر عن فكرة ما، وان كل ما كتب او نشر باسمه هو من انجاز رفاقه المقربين والمتمكنين كتابيا وخصوصا الفقيد ماجد عبد الرضا وعبد الرزاق الخابط . وفي الملحق الأول وتحت عنوان ( مسيئان يسيئان الى رمز كردي شيوعي وطني عراقي أممي ) ص292 : تعرض المؤلف للسيد شوكت خزندار صاحب كتاب ( سفر ومحطات / الحزب الشيوعي العراقي ـ رؤية من الداخل ) معتبرا خزندار قد أساء لعزيز محمد محاولا رد الاساءة بمثلها وفي نفس الوقت اعتمد على كتاب السيد خزندار كمصدر من مصادره لاقتباس ما ينفعه بعد ان كتب خزندار عن عزيز محمد ماله وما عليه، وتعرض كذلك لبول بريمر الحاكم الامريكي المدني للعراق بعد الاحتلال البغيض نيسان 2003، لكون بريمر تطرق في كتابه ( عامي في العراق ) عن مقابلته البائسة واليائسة مع عزيز محمد عند تشكيل مجلس الحكم سيء الصيت ومحاولة عزيز ان يكون عضوا فيه، ولكنه فشل في المقابلة واستبدل بتلميذه الوفي حميد مجيد موسى .
ختاما لابد ان نقول للسيد المؤلف، وبنفس طريقته عله يعي ويفهم ما خط قلمه المأجور.
يا سيدي كل ما كتبته عن عزيز محمد هو بدعة
وكل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار وانت اهل لها .
بغداد ــ 27 / 11 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل أشهر اليوتيوبرز على فيديوهاتهم القديمة


.. عاجل | إسرائيل تجرف حديقة إيران في مارون الراس جنوب لبنان




.. حزب الله: مشاهد استطلاع جوي لأهداف إسرائيلية في حيفا


.. نشرة إيجاز - قتيلان في كريات شمونة إثر سقوط صواريخ أطلقت من




.. أنس الشريف: قوات الاحتلال تطلق النار علينا