الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الله القصيمي عن الدولة العربية الواحدة الكبرى

هادي بن رمضان

2013 / 11 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بينما تسحق الطائفية ما تبقى من حب وسلام وصدق في الإنسان العربي .. وبينما يحاول المذهبيون أن يعيدونا سنوات كثيرة إلى الوراء .. فقد أردت مشاركة القراء هذا النص المقتطف من كتاب "لئلا يعود هارون الرشيد" لذلك المفكر الذي نبت في الصحراء, ليواجه وحيدا كل الالهة والعقائد والأنظمة ... حدث عبد الله القصيمي قال :

إذا أصبحت الدول العربية دولة واحدة, أصبحت دولة كبرى, نعم كبرى تمتلك امكانيات ومزايا كبرى .. اذن لقد وقع العالم العربي في مصيدة , وقع في الغواية الباهظة , اصبح دولة كبرى لها طموح الدولة الكبرى وكل احاسيسها ومنافساتها وتحدياتها ومغامراتها وكبريائها واستعراضاتها وعليها كل تبعاتها والتزاماتها وهمومها , نعم لقد اصبح العرب دولة واحدة, دولة واحدة كبرى , اذن لابد ان يكون لدولتهم الكبرى قيصرها العظيم , لابد ان يكون لها وحشها الهائل , وهل يكون قيصر عظيم بلا غرور وكبرياء واظفار وانياب .. القيصر الكبير الفادح هو العبقرية المحتومة التي لابد ان تفرزها موهبة الدولة العربية الكبرى ... العرب لايتطلعون إلى الدولة العربية الواحدة إلا لانهم يتطلعون إلى القيصر الواحد .. ان وحدانية الدولة في حسابهم من أجل وحدانية القيصر .. لم تكن القضية لديهم وحدة الكون او وحدة الناس او وحدة الاوطان او وحدة المواطنين .. كان الخروج على وحدانية الخليفة او الإمام هو الزندقة التي لاغفران لها في دين العرب. إنه كالخروج على وحدانية الإله بل انهم ليعاملون ذلك الخروج بقسوة لايعاملون بمثلها الخروج على وحدانية الإله .

يادولة العرب الواحدة الكبرى، إني أخاف مجيئك لأني أخاف مجيء هارون الرشيد الجديد !! إني أخاف مجيء هارون الرشيد لأني قرات عن هارون الرشيد القديم، كان يقاتل بآبائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال، كان ينفق قوت آبائي على الجواري والشعراء والمغنين، كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر إلى المصلى، ومن المصلى إلى القصر، ومن هذا القصر إلى ذاك القصر، ومن مخدع هذه الجارية إلى مخدع الجارية المنافسة الأخرى، كان يحارب ذكاء آبائي وحرياتهم بالمشايخ وبالآيات والأحاديث، وبالأنبياء وبالسلف وبالقبور ...

قرأت عن هارون الرشيد القديم هذا فامتلأت غضبا على التاريخ وخوفا منه واحتقارا له تعذبت حزنا على ابائي ورثاء لهم صرت ارتجف من التفكير في الالتفات إليهم او القراءة والتحدث عنهم او الإنتساب إليهم لأني قرأت عن هارون الرشيد القديم هذا .. أصبحت اخاف بلاحدود ان يجيء هارون الرشيد الجديد بمجيء الدولة العربية الواحدة الكبرى ان يجيء هارون الرشيد الذي سوف يجيء إذا جاء زاحفا موكبه البدوي زاحفة خصائصه واخلاقه البدوية فوق كرامة ابنائي وشرفهم وذكائهم ورضاهم وامنهم ورفضهم وشجاعتهم وكل حياتهم تذلهم وتقهرهم وتسرقهم وترهبهم وتضللهم وتسوقهم وتكذب عليهم ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية الى روح هذا القصيمي الثائر
كنعان شماس ( 2013 / 11 / 29 - 19:32 )
وتحية لمن يشيد بهذه الافكار المنيرة


2 - التاريخ رغم كل شيء كان افضل
رائد الحواري ( 2013 / 11 / 30 - 09:01 )
في كافة الامبرطوريات كان توجد فيها احداث وسلوك لا يدل على العدالة، الامبرطورية الرزمانية في احدى عهودها، كان القيصر لا يجلس على الكرسي اكثر من عامين ثم يتم عوله من قبل المتنفذين، حتى انه كان خلال ثلاثين عاما اكثر من سبعين قيصر، فدائما كان الامبرطوريات الكبيرة نجد فيها هفوة من هنا او هناك، ارجع قليلا الى تجربية الاتحاد السوفييتي وكيف احتقر الروس انفسهم بعد ان اصبحوا يتلقوا النعونة من اوروبا بعد ان كانوا اكبردولة في العالم، ونحن كعرب يسعدنا ان تكون لنا دولة واحدة ـ وجائرة جدا ـ لتحقق لنا كرامتنا امام الامم الاخرى


3 - طراطير دوماً
samy almansoury ( 2013 / 11 / 30 - 12:52 )
اطمئنك سوف لن تجد الدوله العربيه الواحده ابدُ لانه كل رئيس قبيله متخلف يريد ان يكون هارون الرشيد الجديد لذلك سيبقى الصراع وستتقسم الدول العربيه الى دويلات اكثر وتنشب الحروب بينها الى الابد

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة