الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان كذبة وطن ووطن الدويلات

وسام غملوش

2013 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لبنان ذاك الوطن المقسّم المفرغ من الوطنية وما زال يدعي انه دولة، وطن مركب من قطع (البازل) وعند كل رمية نرد يتفكك ولا يبقى منه الا كلمة وطن تطن في اذن السامع ولا تحرك فيه اي نوع من الوطنية ليقف كل من على متراسه حاملا راية حزبه اي( علم دويلته) لتصبح التضيحة تضيحة بين يدي زعيمه وللوطن فقط الخراب.
الكل يقول دولة داخل دولة او دويلة داخل دولة ولكن الحقيقة المرة التي لا يقولها الجميع هي ان الوطن عبارة عن دويلات وليس دويلة واحدة ولو طغى مفهوم دويلة اكثر من اخرى ولكن هناك عدة دويلات ولكل دويلة رئيسها وتطلعاتها المستقبلية.
وان كان بين بعض الدويلات تحالفات ولكن هذه التحالافات هي تحالافات على مصلحة معينة مشتركة بين دويلتين او اكثر، وحين تنتهي هذه المصلحة تصبح كل دويلة بعيدة عن الاخرى كما اصبح في التحالف الرباعي حين اصبح الاعداء في خندق واحد وبعد فترة عادوا اعداء و اصبح العدو صديق، و هكذا دويلك، وهناك امثلة كثير في تاريخ لبنان عن المكوث في خندق واحد ثم التراشق بعدها اما بالقذائف او بالكلام، و لا تنتهي اللعبة حتى ينتهي وطن الدويلات.
فنحن نعيش بين براثن الوطن، والهلاك مصير الجميع، فليقسم الوطن ومن يريد العيش مع اسرائيل بسلام فليعش وليجعل له مصيفا في حيفا، ومن يريد ان يقاتل قليقاتل وليبني قصوره في الجنة، ومن يريد ان يكون في امارة اسلامية فليكن وليجعل خمّارة سكره المسجد ، ولتحترم كل دويلة سياسة جارتها كما هي الحال بين الدول والكل يتحمل تبعات اعماله ،فمن يقوم بالحرب يتحمل تبعات الحرب، ومن يريد النظام الاسلامي فليعش تحت رايته وليتلحف عبائته ويكون الشاي خمره ،ومن يريد الحياة الغربية بكل ما فيها من لهو وتحضر كما يراه فليأخذه، ولا يتطاول احد على احد.
وليكن التعايش المبني على احترام الاخر ولكن كل ضمن دويلته وعدم التعدي على حرمة هذه الدويلة ،فيعم السلام على مبدأ الاحترام كما هي الحال مع جميع الدول التي تختلف مع بعضها في عدة امور وتشترك في احترام سيادة الدولة و تطلعاتها .
الكل يقول هناك دويلة حزب الله وينسى الجميع ان هناك ايضا دويلة الجبل ودويلة عون و دويلة جعجع و دويلة الحريري و دويلة بري، والمضحك المبكي انه لا يوجد دويلة لرئيس الجمهورية الذي يعتبر ابا للوطن، فهو الرئيس اليتيم في وطنه ،اما عندما يموت احد رؤساء هذه الدويلات يبكيه شعبه وجماهيره، والاخر لا يهتم وربما يقول (كان بدنا الصرفة )رغم تقديم التعازي به من بقية الدويلات ولكن هذه التعازي ليست سوى برتوكول رسمي بين الدويلات ،والافقر في البكاء عليه هو رئيس الدولة الذي لا يبكيه الا قلة قليلة، حتى طائفته فهو لا يحظى الا بدموع مناصريه وهو صاحب الدمع الاقل رغم انه صاحب المنصب الاول.
ايضا اذا نظرنا الى كل دويلة على حدا نراها تحمل كل مواصفات الدولة المستقلة، لها اعلامها المرأي والمسموع و المقروؤ، ولكل دويلة بنوكها و شركاتها ومؤسساتها الخيرية و التعليمية و الاجتماعية ،وايضا نشاطتها الترفيهية التي تختلف كل الاختلاف بين دويلة ودويلة، فمثلا نشاطات الاحزاب الدينية الترفيهية هي في مجملها مسابقات دينية و مسرحيات دينية وموالد دينية، اما الذي يسكن الضفة الاخرى فهي ترفيهية غنائية، وفي التعليم ايضا فمن يتبع الحريري يعلم اولاده في مدارس الحريري ومن يتبع حزب الله يعلم اولاده في مدارس المهدي وايضا للاطراف الاخرى مدارسها ،فهذا النمط للجميع فالكل يريد ترويج ثقافته ضمن البرامج التعليمية ليبقى نمط الدويلات حتى ينتهي الوطن.
وايضا لا ننسى السلاح فكل دويلة لديها ما يكفي من السلاح للدفاع عن نفسها ولكن طبعا دويلة حزب الله هي الاكثرة وفرة بالسلاح وذلك لشرعنة حق المقاومة، ولكن بالنهاية الجميع يملك ما يساعد على دمار الوطن.
فالكل مشارك في تقسيم الوطن وصلبه ومنعه من ان يصبح وطن حتى في المستقبل ،وبعد زوال السلاح سيبقى من الاحزاب سلاح الثقافة الحزبية التي عمموها على اجيالهم من نعومة اظافرهم ليضمن كل منهم الاستمرارية لاطول فترة ممكنة وكل هذا على حساب الوطن.
فمن السهل ان ننزع السلاح من جيل ما ولكن من الصعب ان ننزع فكرة اسس عليها جيل ما، ومخطئ من يقول انني بريء براءة الذئب من دم يوسف فكلهم راع لخراب الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
عبد الله خلف ( 2013 / 11 / 30 - 20:38 )
أين الكاتب من مسيحيّ لبنان؟! .

اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال


.. 175--Al-Baqarah




.. المرشد الأعلى الإيراني: لن يحدث أي خلل في عمل البلاد


.. 208-Al-Baqarah




.. 187- Al-Baqarah