الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة نقل أم أزمة عقل ؟؟

المهدي واوا

2013 / 11 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يبدو للوهلة الأولى أن الإشكال فلسفي يتقولب داخل الفكر الفلسفة الإسلامية، و عملية المد، و الجزر بين العقل، و النقل إلا أن الإنتقال من المجرد الواقعي إلى الواقعي المحض التي تستدعيه المسألة الثقافية، و المجتمعية بالخصوص كونها تنخرط ضمن الموجود دونما الحديث عن الأصل الذي قد يقودنا إلى الفراغ يبقى إنتقالا ضروريا .
ومع ذلك نشك في أن الصلة قد تنقطع . هذه الصلة الإشكالية التي تطفو بإستمرار كونها مستدمجة في اللاوعي التاريخي لمجتمع قبر فيه العقل مشكلا بذلك قاعدة يستعصي حلها .
إن عملية الإمتداد هاتيه التي تنزل العقل، و النقل من علياء الفلسفة إلى أسفلها، و من الكليات إلى الخوض في الجزئيات التي تأسس، و تتمأسس الكليات، هذا التنزيل الذي نفترض أن يحملنا إلى تفسير سباة عميق ليس بسباة من زاوية معينة يستدعي توسيع المفهومين، و تمطيطهما حتى يصبح العقل كل محاولة للإنتفاض، والمطالبة بالحق من داخل المجتمع، و فيه. كممارسة ضدا على التهميش، و تقزيم الفاعلية الإجتماعية التي تفرضها الإيديولوجيا الملساء التى تكرس بصفتها إمتدادا للنقل، و النص، وثقافته التي تتجاوز ذلك لتمثل الخطاب السلطوي ذو البعد الناعم، و المهيمن المتجذر في المؤسسات، و الذي من شأنه أن يصبح موتا يجثم على أجساد المواطنين المقهورين دونما النسيان بأن السلطة قد تكون مضطرة في بعد الأحيان إلى الإعتراف بالحق لكن فقط من أجل شرعنة نفسها، و كأن الحقيقة تتم في فضاء السلطة في غياب العقل الذي من شأنه الخوض في عملية البناء،و الذي تطاله المحدودية هنا.
إن المناضل أوالمثقف الذي قد يشكلان نوعا من الخروج عن المعطى المؤدلج يفرقهم الكثير و تجمعهم الجماهير فقط والتي تأخذهم في الكثير من الأحيان في صبوة من أجل تغيرالبناء الثقافي للناس عن طريق عملية إستدخال و إستخراج قد تبدو ميكانيكية و التواصل معهم بشكل متعالي أو إستغلالهم فزيقيا أو فكريا من شأنه أن يقتل سيرورة الفعل الإجتماعي إن أعتقد أن التفكير مع الناس، و من داخل تفكيرهم بجعلهم يتتفكرون في الإقتصادي، و السياسي، و الإجتماعي، و المؤسساتي هو الكفيل بخلق الأليات التفكر من أجل أن لا تولد الحقيقة ذات المفهوهم المحدد هنا بشكل ميت، و معطوب أو محتكر في الغالب.
إن كل عقل ليس العقل (بمعناه المجرد) يحتاج إلى تعبئة و تعبئة، و تقويض مستمر من أجل تشكيل تأمل حول النقل أو عقلنة النقل يبقى عقلا جافا و زائفا، كما أن أي محاولة للتهديم لهذا النوع من العقل تبقى معرضة و بشكل كبير إلى الإقصاء، و التهميش فكما يستدعي البناء التدريج يستدعي الهدم، و التفكيك ذلك أيضا فيكفي أن نقول بأن العقل المتغلغل في النقل يبقى عقلا مهددا . (إستعمل عقلك قبل أن يستخدمه الأخرين ضدك )هذا الإستعمال الذي من شأن الفعل الإحتجاجي أن يرجحه إن كان متأخرا
من محاولة التنزيل إلى التنزيل الفعلي للأزمة :
لن يتطور القانون (النقل) أو اللاشرعية بالنسبة للسلطة الغير الممثلة قانونيا إلا بالخرق السلمي عن طريق فعل لإحتجاج الذي يمثل الحنين إلى عقلنة الحق و إزالة الضبابية عنه هذا البعد العقلي الذي يجب أن ينتج على الأقل بمقارنة بين الأوضاع، و إضفاء عليها طابع الإنسانية هذه الإنسانية المؤجلة التي يشرعنها لا النقل مستقلا، وإنما عملية النقلنة الممنهجة بإعتبارها تأسيسا مقتبسا .
لعل إصطدام النقل كمفهوم يفيد التقيد و الموت بالنقل كوسيلة (الحافلة ) يتم و يمكن تصوره إن تحول هذا الأخير من حق إنساني يقيس درجة المواطنة إلى معاش يومي يكرس بفعل الخطاب.
فلو تأملنا المرئي المعاش اليومي و الخطاب (فالأولى لا يعمل الا في صلب الكثرة الخطابية و الثانية التي تشكل ثالت من الكثرة هو علاقات القوى السلطة من خلال كثافة المفاعيل و إنتشارها ) فوكو. هذا المعطى الذي يحد من الممارسة المعقلنة بفعل التكثيف، و التأرجح ما بين اليومي، و الخطاب النقل، عبر شبكات سلطوية أخرى متناهية في الصغر مابين الأفراد أنفسهم الذين يعتقدون بأن تفعيل هذا التكثيف المؤسساتي هو جزء من دورهم في الحياة الإجتماعية، و العلاقاتية ليأخد شكل تكراري الذي يأخد طابع إعتيادي في غياب عقلنة فاعلة من شأنها إدابة هذا النقل في سعي دائم نحو الإرتعاش، و التأنسن للإزالة بقايا التهميش، و الدوس على الكرامة اليومي .إن الإجتماعي يجب أن يتأثت بعقول نيرة لا تحتاج من يمثلها، و التي بإستطاعتها أن تنتفض متى أحست بالتهديد.
نقد للمقاربة الأمنية :
لا يمكن تصورأي إجراء إحتجاج سلمي أو تعبير عنه دو نما حضور الشكل الإنضباطي الذي يحاول التأطير، و الإفراغ، و الممثل في الجانب الأمني، و الغير الأمني أيضا الذي غالبا ما يتناقض هذا الإسم مع طبيعة التمثل المغربي إتجاه هذا المؤسىسة التي بالقدر الذي تشعرك بالأمان بالقدر الذي يثير فيك الخوف، و هنا يتساوى المجرم بالمعنى القانوني بالمواطن العادي؟ فمن خلال الملاحظة يشكل الإحتكاك بالأمن خلال الفعل الإحتجاجي من خلال التجربة القصيرة التي تأخد إلى حد الأن طابعا عفويا السائر نحو التنظيم في إطار التعبير عن حق النقل الذي يتطلب التصعيد أحينا من أجل أن يراك البعض الذي يعتقد أن الوجود لا يسع إلا للضبط. ضبط الأجساد، و جعل القاعدة الخموض و الخنوع، و الركون (خاصك تمحن و تحذر راس باش تعرف بحق زمان ؟) فالحرية في الفضاء تأرق الأمن، و تثير فيهم هاجس الكبح، لقد غلبت على الأمن في علاقتهم بالإحتجاج الطلابي و التلاميذي الجانب الأبوي كونه الوضعية الوحيدة في إطار الكلام التي تخول لهم الأمر، و النهي، و السلطة المزدوجة التي أخدت في غالبيتها شكل الإمتصاص عن طريق النقاش الحاد الذي كثيرا ما إنساق فيه الزملاء، ولا اظن أنها مواجهة خالصة مع السلطة ولكنها تمظهر لمكر السلطة التي تجعل الطلبة، و التلاميذ المحتاجين ضد أوضاع النقل كنموذج أو المواطن بصفة عامة مواجهة الشعب ضد الشعب فأغلبية رجال و نساء الأمن كان عليهم أن يمرو في صمت، و معاناة دون إحتجاج حتى في الحياة العادية البسيطة لأن الواقع حسب ما قال أحدهم : ( هو العيش بتلائم مثلا نتوما عشرين في دار وحدة او عندكم غير رابعة ديال اللحم خاصكم تفرقوها او تسكتو خاصكم تكيفو بمعنى التكيف ) التكيف بمفهومه الضيق ( لم أكن أعرف يوما أن أكثر النظريات ثورية يمكن أن تنزل في المقاربة الأمنية ) متناسيا أنه قد يكون أشخاص في غير بعيدين يتغدون على صمتي ربما بمقدار يصل إلى الكيلوغرامات أو الأطنان ؟
لقد حان الوقت لبناء رجل أمن فاعل من داخل المؤسسة ،و خارجها ، و في علاقته مع باقي الأفراد يستطيع أن يحاور كمشروع إنساني ينبني على الفعل العقلي الذي بإمكانه تبني الرفض، و التموقف دون خوف من أن يكشف أو يمنع من الوصل إلى التوظيف داخل هذه المؤسسة أو غيرها التي تبحث عن سجل خالي من حرف ( لا) إن المسألة سواء تعلقت بالأمني أو غيره تستدعي إنسانا مواطنا لكي يمارس واجبه بمواطنة، و المواطنة تستدعي الحرية، و تقرير المصير . ام أننا نخاف من أن تتكرر تجربة الظباط الأحرا ر ونعلم أننا قد أفرغنا الناس من الحرية .
السلطة من داخل الفضاء :
لمجرد التأمل في التشكيل البنائي لمدينة بنسليمان بل و الإنخراط فيه يكاد يكون طابعها الهندسي يخلو تماما من ثقافة المواطن التي تتمظهر في ثقافة (لكوانات) التي تكرس الإختفاء و التواري ما عدا بعد الساحات المتناظرة بقايا المستعمر التي إلتحقت بركب النموذج المهيمن فبالكاد يستطع الشخص السير في الشوارع دونما توغل وسط الأجساد، و أشجار الليمون الذي لا يأكل، و الذي قد يستعمل أحيانا لقنص الفتياة، ومسحات إحتلتها المقاهي، و أصحاب الفراشة إنه فضاء فرض فرضا، و المسار الذي المستعمل يأخذ الأحادية الذهاب، و الإياب( طالع لشلال هابط لتحت ) مسارين نمطين إن بنسليمان غير قابلة للإختراق عرضا إلا للإختفاء و الإبتعاد عن الواجهة نحو الهامش إنه فضاء سببي هذفه إستيعاب ثقافة النقاش و الإحتجاج كفعلين عقلين خارج النقل أو المعطى من أفعال المواطنة التي يحد منها الفضاء و سلطته كونه موت للحياة و كبح للمارين دون وجهة .
لقد وجهنا خطاب واحد كإستراتجية الفضاء العام هو للكل و ليس لأحد، و لكن السؤال أين هو الفضاء العام؟ الذي قد يسهل إمتداده الضيق الولوج من الفعل الإحتجاجي إلى الفعل الجنائي أو القمعي بتهمة التعدي على المواطن، و إلا فالطريق العام قد تكون فضاء عاما في غياب مساحة تستوعب البحث العقلي عن الحقيقة إن هاجس الفضاء، وتفاعله مع الفعل الإحتجاجي يجعل كل الإختصاصات الأمنية تلتقي مشكلة فسيفساء للحد من فك عقدة اللسان، و الفعل الذي يخوله الفعل الإحتجاجي .
قد يكون الفعل الإحتجاجي فعلا مرفوضا لأنه يسعى إلى الحقيقة في جانب معين منها و يجعلنا في مواجهة السلطة و الأفراد المتبنين لهذه السلطة سواء الإجتماعية الرقابية أو السياسية إلا انه يبقى فعلا ضروريا من أجل التواجد و ليس التكيف. كما تجدر الإشارة إلى أن البحث عن الحقيقة لا يختزل في الفعل الإحتجاجي إلا كبداية ترجح العقل بكل مستوياته المشكلة للإنسان.
-المهدي واوا .
- شهرنوفمبر_2013 اللامكان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال