الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر لادينية للمؤمنين!

توماس برنابا

2013 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أنظر كملحد إيجابي للمؤمنين من كافة الأديان في ثلاث فئات:

الفئة الأولى هي فئة السلفيين:

وهذه الفئة لا أقصد بها سلفيي المسلميين فقط بل كل الاصوليين في المسيحية واليهودية أيضا! وهؤلاء الطائفة البشرية صادقة في تدينها وإيمانها بالله؛ تأخذ التدين على أعصابها ويكونون مؤمنين قلباً وقالباً، تنعكس إيمانياتهم على سلوكياتهم؛ طيبوا القلب والمعشر، يحبوا أهل فئتهم ويساعدوهم معنوياً وإجتماعياً ومادياً! ولقد كنت واحداً من هذه الفئة البشرية ..... ومن سمات هذه الفئة البشرية السائدة فيهم؛ طيبة و وداعة الخراف، و يتحولون لحيوانات شرسة بلا عقل ولا قلب حينما يسئ أحدهم لدينهم أو طائفتهم........! وهذه الفئة الأصولية ( السلفية) تقل عن واحد % من مجمل مؤمني أي دين!

الفئة الثانية هي الأخوان:

ومرة ثانية أنا لا أقصد أخوانوا المسلمين فقط بل أولئك المنافقين في كافة الأديان. وبالمناسبة أغلب الطوائف المسيحية يفضل أفرادها لقب ( أخ) حينما يتم التخاطب بينهم! هؤلاء يتواجدوا في كافة الأديان، ويتسمون بالنفاق الشديد والبارجماتية المتأصلة، حيث لا يمكنك أن تجد مظاهر تدين تبدو عليهم دون أن يكون لها أهداف شخصية ومصالح وأرباح مادية أو إجتماعية أو سياسية أو نفسية يبتغون الحصول عليها من ممارستهم لهذه المظاهر والسلوكيات المختلفة:

1. أهداف مادية: وقد تجد أناس يبتغون التفرغ للدعوة الدينية ( شيوخ) أو الخدمة الكنسية ( قسوس) أو الأشتراك في خدمة جمع مال التبرعات والأشتراكات في الكنائس والجوامع والجمعيات الخيرية الدينية ويبدون أمام الناس كقديسي وأولياء الله على الأرض ولكن قلوبهم قلوب ذئاب تود إفتراس القليل الذي بيد الناس الفقراء تحت مسميات تبرعات ومشاريع دينية مُطمعين الناس في الثواب الأخروي في الجنة والسماء ليغتنوا هم دنيوياً فوق حطام الفقراء والمُعدمين الذين زهدوا الدنيا ليبتغوا وطناً أفضل في السماء والأخرة!

2. أهداف نفسية: وقد تجد من بين الفئة الأخوانية أناس لا يبتغون المادة من وراء أنشطتهم الدينية ولكن المبتغى والعائد هنا نفسي؛ فهؤلاء الناس فشلوا في حياتهم الاكاديمية الدراسية والمهنية ويبحثون عن تقدير الذات من النفس ومن الأخرين! ولذلك حينما يظهر الفرد منهم بمظهر فئة الأخوان ( ذقن وجلبات وسبحة وغيرها) هذا سيكسبه مظهر الملتزم دينياً ولقب ( شيخ) خاصةً إذا تم دعوته لإلقاء الخطبة في المسجد أو العظة في الكنيسة ليشد عليه الناس الأيادي شاكرينه وداعين له بالبركة والاستزادة من العلم! هذه الأمور تنفخ من أوداجه ليشبع نفسياً ويشعر بتقدير الذات المفقود مما يجعله يفكر في التفرغ للدعوة الدينية وتكون مهنة له!

3. أهداف إجتماعية: وفئة الأخوان قد تجد من ينضم إليهم يبحث عن علاقات إجتماعية بدلاً من تلك المفقودة أو المنهارة! فالكنيسة بالنسبة لهذه الجماعة البشرية نادي إجتماعي ولا مانع من ممارسة بعض الطقوس الجوفاء ( بالنسبة له) ليشبع النقص الإجتماعي الذي ينتابه ... فهناك من يبحث عن علاقات مع الجنس الأخر وما هدف خدمته الدينية الكنسية سوى الارتباط بالفتيات والعكس صحيح!

4. أهداف سياسية: وهذه الفئة الأخوانية المنافقة إذا أشتد عودها سياسياً تجد هناك دائما من يبحث عن الرابحة والرائجة ليسير وينضوي تحت لواءهم ... ومن هنا تزداد أعدادهم.....!

وهذه الفئة المنافقة ( الأخوانية) قد تجد أنها تمثل أكثر من 60% من مجمل مؤمني أي دين! وبالبرغم من أن تدينهم ظاهري ولكنهم أشد المدافعين عن الإيمان والدين فهو ( قوتهم وأكل عيشهم)!

أما الفئة الثالثة:

هم البؤساء والغلابة في الأرض فهم حملان لذئاب الأخوان ... أناس لا يفقهون في الأديان أي شئ وربما يكونوا أميين لا يعرفوا القراءة والكتابة .... وغالباً ما يسلموا عقولهم لأي رجل دين وخاصة من يلعب على العواطف أو العطايا العينية ( الزيت والسكر والصابون) رغم بخاسة ثمنها...... ويبلغ هؤلاء الناس الطيبين ( البركة) حوالي 30% من مجمل مؤمني الأديان - على الأقل في مصر!


وبالنسبة اليّ فإن أقرب هذه الفئات الى قلبي وأقربهم الى الإلحاد هي الفئة السلفية ( الأصولية) التي إذا أتضح أمام أي عاقل منهم أي عيب أو تناقض أو قضية ما في القراءن أو الكتاب المقدس تخالف العقل والمنطق والعلم فهو لا يعاند أو يكابر كالأخرين .... فقط يزيد بحثه ليتيقن من هذه القضية الواحدة دون دراسة قضايا أخرى ... وتكون كالقشة التي تقسم ظهر البعير... لتكون النتيجة القاء الكتاب المقدس في سلة المهملات .... ليدرس في وقت قصير أديان أخري لينتقل الى اللادينية والإلحاد في نهاية الأمر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظر دينية للملحدين
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 30 - 21:05 )
أناصادق مع ربي ومع نفسي
لاأتلاعب بالألفاظ عندما أقلب عنوان الموضوع لأن ذلك أيضا وجهة نظر دينية وعقلانية
لانفترضها بل نستنتجها من الملحدين أنفسهم
ويمكن تصنيفهم اختصارا الى أنواع
-1نوع نشأ في أسرة غير متدينة بل لادينية عن وعي واصرار فهم على دين اباءهم لكن منهم من يستيقظ عقله بفضل البحث الذاتي أو التواصل مع مؤمنين فيتغير الالحاد الموروث الى شك وربما ايمان خاصة مع تقدم العمر
-2نوع ربما نشأ في أسرة عادية ليس لها من الدين الا الشكليات والأعياد والأعراف
وليس لها اطلاع على أصل الدين ونصوصه والشبهات المثارة حوله هذا النوع يظل في حيص بيص مالم يقع مايثير مااعتاده
-3نوع اخر أسير الشهوات من تحلل وجنس ورغبات محرمة يعلمها لكن غرائزه تغلب على عاطفته الدينية
4- نوع اخر قد يكون له تكوين يساري وحقد سياسي وادعاءات معرفية يزكيها بقراءات
وتسترسل في الشبهات وعندما تناقشه يطرح لك نظرية مادية متكاملة ويدعي أنك غير واع ومغسول الدماغ
-5نوع اخر كان شديد التدين ولكنه يقارن الدين دائما بأخطاء المنتمين اليه ففساد المسلمين أو المسيحيين أو اليهود دليل على فساد الأديان نفسها


2 - رائع
samir soliman ( 2013 / 12 / 1 - 06:53 )
تحليلك و تقسيمك رائع برافوا حقيقي

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر