الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الفكر الديني في التجديد وليس في الأقصاء

اسامه الدندشي

2013 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حكومة المرحلة الأنتقالية, نظام الدولة فيها علماني , والشعب السوري يقرر عبر صندوق الأنتخاب شكل الدولة , والحديث هنا سياسي ,أما دين دولة ألمستقبل هو الأسلام, والتناقض بين الأسلام وبين العلمانية هو في الظرف التاريخي , فالأسلام لم يمر في مراحله التاريخية باطهاد رعاياه ولم يكن لعلمائه سلطان بتفويض الهي , ولم تشكل علمائه طبقة لها ميزات دنيوية زمنية وسلطوية فوق الرعايا المسلمة والأثنية والعرقية ,وافتصر دورهم في هداية الرعايا ,الى مجتمع قوانينه وسلوكه وبنيانه وعلاقاته الدنيوية ,وفق الأخلاق المستمده من الأسلام الذي لم يترك الله ورسوله شاردة ولا واردة نحتاجها في دنيانا ألا وشرعها بنص في القرآن الكريم والسنة ,وهي صالحة لكل مكان وزمان . األله لم يوجه خطابه الى الفرد ,بل الى المجتمع , فقد استعمل صيغة الجمع في مخاظبة عباده كافة :المسلون الناس الشعوب الكفار خلقناكم جعلناكم ......الخ حتى يمكنني القول أن الله أرسى نظرية اجتماعيىة ,مفادها ان أصلاح الفرد ,لايؤدى الى أصلاح المجموع ,بل أصلاح المجموع يؤدي الى أصلاح الفرد ,فقط صيغة المفرد استعملها لنفسه "الواحد أحد" ,حتى النصوص الشرعية ,التي طالبنا الله فيها كالصلاة والصوم والزكاة مقرونة بتشريع دنيوي يجب أن تؤدي اليه ,فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ,والزكاة مكافحة الفقر والصوم مكافحة الحاجة والجوع ........الخ ,لذلك يمكنني القول أن الدنيا ليست دنيا فانية ,وليست ممر عبور الى الأخرة , بل هي دار امتحان وممارسة للوصول الى الجنة ,ودار الأعمال والممارسات الدنيوية التي يمتحن فيها أيمان الأنسان , فمرضاة الله وتقواه هو سلوك المسلم الأجتماعي الدنيوي وفق التوجيه الألهي الموثق في القرآن والحديث ,وهو غاية الله في خلقه الذي لم يترك شاردة ولاواردة ألاوعلمنا مايرضا عنه ,حتى حسن معاشرة الزوج لزوجته أثناء ممارسة الجنس هي عبادة , هو أنار الطريق الصحيح لعلاقاتنا الأجتماعية طريق مرتضانه ,وأعطانا العقل لتبصر ذوي الألباب .ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الكبرى , ليست ولادته وهو ساجد ,وليست محاكاته القمر وهو رضيع وحسب كما يتحدث علماء مدرسة الأسلام العثمانية ,بل المعجزة التي مابعدها معجزة , نفله المجتمع الجاهلي من مجتمع متقاتل متنافر متفكك , ساد فيه السفاء على العقلاء, شريعته الغزو وسبي الناس ووأد البنات وشرب الخمر واتخاذ الخليلا ت من العبيد وعدم ألأعتراف بأبنائهم , الى مجتمع متكافل متراص الكبير يعطف على الصغير تقاسم في الأنصار مع أخوتهم المهاجرين ,المنزل والفراش والزوجات , فتح الطريق للنبوغ والعلم , فظهرت عبقرية عمر وعدله , وحلم أبوبكر ,والخطط الحربية عند خالد ابن الوليد ,ومحبة الأخ لأخيه وتفانيه في الزود عن ماله وعرضه ,حب الأرض وحب الوطن ,حب الأهل هذا المجتمع الجديد ,الذي به استطاع المسلمون أن يتغلبوا على أكبر امبراطوريتين في ذلك العصر ,الروم والفرس,والذي لم تزل الحرب مستمرة حتى يومنا هذا ولم تتوقف بل استمرت عبر الفرق التي انشقت عن الأسلام لتفتيته,وعبر حروب _الفرنجة كما يسميها المسلمين ,أو الصليبية كما يسميها الغرب_ومن أشرس استمراريتها معاهدة سيكس بيكو ,واقتتال المسلمين السنة والشيعة على الأرض السورية بين الأرهاب والشيطان الأكبر كما خططت لها أمريكا عدوة السنة والشيعة . لقد صدق العقل العثماني في أسلامه ,وبهروا السلاطين به وقاتلوا من أجل أعلاء كلمته , و توقف أسلامهم عند الشريعة, عند عبادة الله ورسوله ,وطبقواأركان الأسلام بصدق وأمانه , وصدروه الينا ثانية كما فهموه ,وبقدرة لغتهم على التعبير , ونشأت مدرسة لم تزل تخرج علماء هم اليوم خطباء مساجدنا والمتحدثين في العزاء, ليس لديهم عمل دنيوي له أجر عند الله ,وعلمونا منيقرأسورة ياسين 1000 مرة يمحي الله حسناته ,ومن يقوم الليل والنهار يجزيه الله قصرا في الجنة ,فلا تدخل بيتا الا وترى مسبحة مربوط بين حباتها خيط ,ليعرف صاحبها كم ألف مرة قرأسورة الحمد وكم مليون مرة قرأ أعوذ برب االفلق........,حتى ذهب البعض الى شرب الخمر ,وحين الأذان يؤدي صلاته ,وأذا سألته يجبك :كل (شيئ لحاله)لأن تركيز المدرسة العثمانة على هذا الجانب الشرعي أصبح جزء من الثقافة ,وحاضر في الذاكرة كل لحظة . والأقتناع أن ما يصيب العالم الأسلامي اليوم ,سببه الأبتعاد عن الأيمان وعن الله ,وعن ترك الصلاة وعبادة الله , وتناسوا أن الربيع العربي هو يقظة أسلامية دنيوية ,خرجت من المساجد ,وعندما قادها علماء المدرسة العثمانية ,أفرغوها من الأسلام الدنيوي .
فأذا كان السلفي والجهادي وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة ,غير مختلفين في النص الديني وفي الحديث ,فخلافهم في أمور الدنيا ,التي صادرها علماء الشريعة العثمانية ,وصادروا معها العقل الذي كرم به الأنسان ليوازن في دنياه مختارابين حكمة الله قي هذه الدنيا و حكمة الشيطان ,
نحن أمة فاشلة في دنياها ,وليس في دينها , نحن أمة فاشلة في أدارة حياتها اليومية والسياسية والأجتماعية والوطنية ,وليس من تاركي الصوم والصلاة ,فهؤلاء موجودين حتى في العصور الذهبية للأسلام ,بل الآبتعاد عن عبادة الله شأننا الزمني والدنيوي ,الملنلازم مع تارك العبادات ,فكلاهما رسم الله لنا خارطة طريق ,
فمتى تتحرر العقول من قيودها ,ونتوجه الى عبادة الله في أوامره الزمنية والدنيوية ,في مجتعنا وفي وطننا وعلى أرضنا وفي سياستنا .
وأخيرا وليس آخرا ,اسلامنا مختلف عن المسيحية في هذا, فالمسيح جاء بشرائع تعرف المسيحي بالله وتدعوا الى عبادته , وترك لعقله حرية اختيار حياته الزمنية وقوانينها ونواميسها ,فليس عنده مشكلة مع الديموقراطية ولا مع شرب الخمرة والميسر, ولا مع ثياب المرأة ,ولا مع متاع الدنيا وملذاته ,بينما الأسلام ترك لعقلناحرية الأختيار,لكنه رسم خارطة طريق ,لكل شاردة وواردة في الدنيا ,في الخمر والميسروالمرأة والجار والكذب والنفاق ,فالمسيحي يجتهد بعقله ,ونحن نجتهد بناموس الله ,الذي قد يتعارض في العادات والتقاليد ,ويتالاقى في الثوابت الأخلاقية مع البشرية جمعاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت