الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكراد الفيلية ..والبحث عن الذات

رشيد كرمه

2005 / 6 / 9
القضية الكردية


الحزب الكردي العراقي .......والبحث عن الذات
رشيد كَرمه

كنت قد شرعت في الكتابة عن ماهية الحزب الكردي الجديد الذي هو قيد التحضير والإعداد ومم يتكون ؟ وهل يمتلك حضورا ً في داخل العراق ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ وهل تظافرت الظروف الموضوعية والذاتية لولادة هذا الحزب ؟ وما هو رصيده من النجاح ؟ والأسئلة كثيرة جدا ً , وأزعم ان أهمها أين سيقف هذا الحزب الفتي وسط كم من التجمعات التي انتشرت هنا وهناك مبددة جهد وكفاح الأكراد الفيلية هذه الشريحة التي كونت على مدى التأريخ وقودا ً للحركة الوطنية وأحزابها الثورية ؟ ولقد باشرت اللجنة التحضيرية للحزب الكردي العراقي عملها من خلال عقد اللقاءات والحورات بغية الأستفادة من وجهة نظر الآخر ومن خلال ما يضيفه الرأي المعارض والموجود على الساحة , وقبل هذا وذاك ان إعتماد الشفافية والعلنية التي رافقت التحضير لولادة الحزب ستمنحه مصداقية أكثر وجماهيرية أوفر وهذا ضروري جدا للتعريف بأهداف الحزب أولا ً, ومدى تفاعل الفيليين الخارج مع الأكراد في الداخل ُثانيا ً سيما والجميع في وضع علني بعيدا ً عن الدكتاتورية البعثية التى أَوجعت الكل وآذت وآلمت الكرد الفيلية على وجه الخصوص لا لشئ ولكن كون الأغلبية يحملون ثلاث ( شينات ) ولا أدري من استخدم هذه الدالة لأول مرة , وعلى اية حال فالثلاث شينات تحمل بين طياتها الكثير من الطيب والكرم والمرؤة والشجاعة والوفاء والوطنية الحقة ولم يعد احد من العراقيين ومن كل العراق يجهل مساهمة الكرد الفيلية سواء في اقتصاد العراق او فن العراق او أدب العراق او رياضة العراق وطوبى لشهداء المقابر الجماعية التي كونت الجزء الأعظم منهم ولعل المزيد من اللقاءات وفي هذا الوقت تحديدا ًمع الجميع سيترك اثرا بالغا للاطراف جميعها واتمنى ان لا تتسرع اللجنة التحضيرية في اعلان الولادة قبل استكمال الجنين الواعد عافيته لكي يتمكن من التمسك بالثوابت الوطنية والتخندق مع الحركة الوطنية العراقية وتحديدا ً اليسار العراقي الذي يعود له كل الفضل في كسبنا ادوات المعرفة والنضال ويقينا ان البعض قد حفر في ذاكرته مأثرة ( عكَد الأكراد ) في 8شباط عام 1963 بوجه الطغاة قتلة العراق وشعبه , وسيذكر التأريخ نضال الشيوعيين ونضال الأكراد الفييلين بمزيد من الفخر. وقد لا أكون مخطئا عندما ذكرت في إ حدى مساهماتى المتواضعة بخصوص الكرد الفيلية ( اينما تولون فثمة وجه عراقي أصيل ) ومنهم ممن كان حاضراً في اللقاء الذي عقد في يتيبوري عصر يوم الأحد 5 حزيران 2005 الذي حضره بعضا من شخصيات اللجنة التحضيرية وكان من ضمنهم العزيز الرائع الدكتور _ برهان شاوي والأخ نوري علي والأخ عبد الأمير الجيزاني , وقد بدأت بما هو معتاد في مثل هذه الأمور عن اهمية تأسيس حزب جديد وأين سيقف في ظل هذه الأصطفافات , ولقد استمعت جيدا الى التوطئة التاريخية والنضالية لأهم شريحة في المجتمع العراقي التي قدمها برهان شاوي موضحا ً الكثير بدءاً من هجرة الأقوام الكردية الى العراق مرورا باتفاقية قصر شيرين عام 1929 وما اعقبها من تجاوزات بحقهم حد التشكيك بولائهم للسلطات مما جعلهم هدفا للقمع والتشتيت .
وبودي ان اشير الى التنوع الفكري في تركيبة الأكراد الفيلية والتي ستسهم في ارساء التوجه الديمقراطي وتعزيزه ناهيك عن ايمان البعض من هذه الشريحة بانهم اُستغِلوا من قبل مجموعات ( قومية و دينية ) كجسر للوصول الى مبتغاهم متجاهلين مصالح الآلاف والحقيقة ان الفترة من نهاية السبعينات وحتى هذه اللحظة نشأت ولاءات بفعل تواجد الكثير منهم في مختلف بقاع العالم ومنها ايران التي لجأت الى انشاء كيانات سياسية تقوم على اساس طائفي دافعة بقوة الى استغلال الأكراد الفيلية الذين فقدوا كل شئ في العراق بعد اتهامهم بالتبعية الى ايران التى ما انفكت هي الأخرى تتهمهم بدورها بانهم عرب وهكذا فقد تكالبت عليهم قوى مستغلة حاولت ان تصهرهم بادعاءات شتى لذا لم يجد بعض المتنورين بدا من الأنتباه في هذا الوقت والشروع بالتفتيش عن من يدافع عن حقوقهم بجد وحقانية ان صح التعبير .
ان رفع شعار _ كفانا البقاء جسورا ًللآخرين _ اشارة ذو دلالة عما آل اليه الوضع بعد الإنتخابات التى اسفرت كما هو معروف بفوز القائمة الأسلامية التي باركها رجال الدين والمرجعية في النجف وقم وهذا تدخل غير صحيح من علماء الدين وكان ينبغي على السيد السيستاني ان يقوم باتخاذ مايلزم ولاَيضر بموازين القوى العراقية مستغلين الدين لأغراض دعائية وسياسية وهذا ما ثبت للجميع ,
ومن هنا ارجو مخلصا ان تتحد التنظيمات الفيلية في اطار من العمل المشترك المتوفر في هذا الظرف العصيب على الجميع , وان تساهم جهود الخيريين في تشكيل حزب كردي عراقي متنوع الأفكار يذود عن الجميع وعن الوطن الذي يتعرض الى المحاصصة الطائفية التي تضر بالانسان العراقي الذي سئم الدكتاتورية ايا كان شكلها , ولعل من نافل القول ان حزبا ً يتأسس على اساس ديمقراطي علماني ويستقطب الناس البسطاء الذين استغلتهم القوى الأسلامية في اكثر من مكان وزمان سيساهم بلا شك في تعزيز اليسار العراقي الذي هو بأمس الحاجة الى تكاتف الجهود لمرحلة مقبلة ومهمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023