الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصائح في طريق الفكر

محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)

2013 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما تقدح في داخلك شرارة فكرة ما فلا تفتح لها مسارب اللامبالاة لتمر من خلالها الى مقابر النسيان فانما افكارنا وجودنا، والقاؤها في القبر انتحار حقيقي. عليك بتهيئة شموع معارفك وثقافتك لتتحلق حول تلك الشرارة تغذيها وتتغذى منها وصولا الى التماهي بين القديم والجديد فيك لان كل تماه جديد بمثابة ولادة أخرى ترسم لك خط شروع آخر وتعلن عن انطلاقك من جديد.
وعندما تخنقك الكلمات من خلال انفجارها في داخلك فاعلم انها تمارس لعبة الضغط عليك لاطلاقها والاعلان عنها، رغبة منها في تحقيق وجودها المستقل، فعليك باليقضة والتحذر من الاستجابة لرغبتها في الخروج قبل نضج ما يراد لها ان تعبر عنه من أفكار لان هذه الأفكار هي قواعد استنادها ، وفي خروجها المبكر تدميرا لتلك القواعد مما يعود بالنتيجة على كلماتنا بان تتحول الى لغو محض. فأَن تحبس الكلمات معدومة في داخلك افضل الف مرة من قتل افكارك خارجك وعلى مرآك ومسمعك، كما ان بقاء غير الناضج منها حبيسا في داخلك لحين نضجها خير لك من ان تكون حبيسها طوال حياتك اذا ما خرجت منك بلا نضج.
وعندما تنضج في داخلك الأفكار فاعلم ان نضجها ليس نهاية المطاف، لان افكارنا تبقى عارية ما دامت في داخلنا ولكي تخرج فلا بد لها من لباس، وما لباسها الا الكلمات، فانظر أي لباس تلبسه، فكم من ملبس ازرى بصاحبه واوهنه في عيون الناظرين.
وعندما تحسن إلباس افكارك اثوابها، فكن على يقين بأن القادم مهم تماما كاهمية اختمارها وتكاملها في داخلك لان الأفكار الجميلة كالحسناء في الشارع تماما ، دائما تجد من يهفو اليها سواءا بقلبه او بغريزته ولكنك بالمقابل ستجد دائما من يتهمها بالاغراء والتخريب. ولن يقف هؤلاء عند حدود الاتهام، بل سيهاجمونها بكل ما استطاعوا متقمصين دور النيابة عن الله في حراسة المجتمع وحمايته، في حين انهم ليسوا سوى سدنة معابد اهوائهم وما يمليه عليهم جهلهم.
وعندما تتهيأ الأفكار للخروج والاعلان، يبقى التوقيت عاملا مهما في تقدير إمكانية الوصول بها ومعها الى غاياتها، فكم من فكرة وئدت لا لشيء الا لسوء توقيت ظهورها.
وعندما تخونك وسائل الدفاع او تجد نفسك عاجزا عن الاثبات ، فلا تطرح وجهة نظرك حتى اذا كانت صحيحة ، فكل وجهة نظر غير منسجمة مع مزاج الاكثرية ستجابه بسيل من الاعتراضات من شأنه ان يتمظهر بمظهر المفند والداحض المنتصر فيما لو لم تتمترس وجهة النظر تلك بما يمكنها من الدفاع والصمود ... ان ساحة الافكار وتصارعها بمثابة جبهة لا تتوقف خسائر اي طرف من اطرافها على حدود المتجابهين فيها ، بل تمتد لتشمل عموم المجتمع ، الامر الذي يوجب على من يسبح عكس التيار ان يحذر الحذر كله لان الربح والخسارة كلاهما في الذروة من العظمة او الفداحة . ومن اجلى معالم هذه الجبهة هي محاولات قراءة التاريخ من جديد واعادة انتاج فهمنا له وصولا الى آلية لتفعيله في حياتنا بشكل يضمن الانطلاق بالواقع نحو آفاق افضل وارحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تغيير عنوان المقالة
محسن حبيب فجر ( 2013 / 12 / 6 - 09:59 )
القراء الكرام ... عنوان المقالة هو (عندمائيات 1) والنصائح هي موضوعها ومحورها. تقبلوا اعتذاري ... محسن حبيب

اخر الافلام

.. ولد في عاي?لة متنوعة الديانات كيف كشفت «الصدفة» ديانة والدة


.. 133-Al-Baqarah




.. 136-Al-Baqarah


.. مستوطنون يقتحمون ساحات المسجد الأقصى ويرفعون العلم الإسرائيل




.. كلمة أخيرة - علاقة الكاتبة ريم بسيوني بالصوفية عميقة جدا.. ش