الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميراث الانظمة الاستبدادية وتحرر الشعوب

اسماعيل ميرشم

2013 / 12 / 3
المجتمع المدني


ان الانظمة القمعية لاتعترف ولاتقبل الاختلافات الاثنية والطائفية في مجتمع متنوع كالعراق او سوريا او مصر او غيرها في منطقة الشرق الاوسط وبدلا ان تسمح لهم بالمشاركة في القرار السياسي وفسح المجال امام جميع المواطنيين للاستفادة بالتساوي من الثروات الوطنية والمشاركة السياسية الحقيقة في صنع القرار كما هي الحال مع الانظمة الديمقراطية بعكسها يقوم النظام الدكتاتوري بقمعهم بشتى الوسائل مستغلة الاختلافات الاثنية او الطائفية في المجتمع في سبيل اطالة فترة حكمها وبالتالي وكرد فعل طبيعي تزاد التعصب والتوترات والصراعات بين مكونات الشعب الواحد وبعدما يسقط النظام الدكتاتوري تتدفق كل هذه"المكبوتات" خارج السطح التي تكدست تحتها لعقود نتيجة للضغوط والقمع متنفسا عن جميع تلك الضغوطات والانتكاسات و"المظالم" على عدة اشكال منها رفض تقبل الاخر المختلف بل بدلا من الحوار والتوافق فيما بين الفرقاء والشركاء فيحتدم الصراعات وتاخذ اشكالا طائفية او قومية اوحتى مناطقية وعلى شكل "طائفيه سياسية" وحتى تصل بشكل صراعات دموية كالتي حاصل في العراق خلال العشر السنوات لاخيرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري البائد، او حتى التي تجري اليوم في مصر او ليبيا او حتى اليمن وهنا تصبح اسقاط الدكتاتور بايد خارجية كما حصلت مع العراق او بمساعدة منهم كما حصلت في ليبيا او على يد الشعب انفسهم كما تحققت في مصر وتونس واليمن مسالة نسبية في تفجير الاختلافات بعد سقوط الانظمة الاستبدادية ليست ذات اهمية كبرى لانها في جميع الاحوال تخلصت الشعب من الحاكم الدكتاتور.
ان ميرات الانظمة الدكتاتورية لا تخص الوضع الحالي في العراق فقط بل نرى امثلتها ولو بدرجات مختلفة في معظم ما يسمى ببلدان "الربيع العربي" حيث نرى ظاهرة الاستقطاب المجتمعي والطائفية السياسية سواء في مصراوتونس او ليبيا او اليمن ولو بدرجات مختلفة وباشكال متنوعة كل بلد حسب ظروفها الموضوعية والذاتية لاكنها في النهاية تبقى كونها ميراث الانظمة الاستبدادية التي فرضت سلطاتها على شعوب المنطقة مستغلة ومستعملة كافة الوسائل التميزيية الاجتماعية والقسرية مستغلة تنوع الاثني او الطائفي او الديني او القبلي او العشائري او غيرها في المجتمع للتفكيك الاواصر التضامنية والعابرة لهذه التنوعات وبالتالي منع ظهور اية معارضة جماهيرية -شاملة وموحدة وقوية بين المواطنيين فضلا عن خلق التشكيك والتخوين والتسويغ لنظرية المؤامرة بين المواطنيين لعقود من الزمن لاطالة حكمهم، لذلك بعد التخلص من هذه الانظمة الاستبدادية لايكفي التخلص من راس النظام وادواتها المادية فقط، بل من الاهم لابد من التخلص من منظومته المفهومية ايضا، تلك المنظومة المفهومية التي سادت وفرضت على الشعوب من خلال الاعلام او مناهج الدراسة اومن قبل "وعاظ السلاطين" او غيرها حتى تحولت احيانا الى بديهيات ومسلمات يستخدموها الشعوب عند التفكير وحتى عند الحكم على الاشياء والامور، لذلك لابد من تحرير الشعوب من هذه "السموم"واطلاق العنان للنقد البناء والتفكير الابداعي والتخلص من عبادة "الزعماء" بل الاهم الايمان المطلق بان الحقيقة نسبية وليست مطلقة ومحاولة تفحص الامور من اوجهها المتنوعة والتفكير مرتان قبل اصدار الاحكام اذا ما اردوا التحرر الحقيقي والولوج لعصر جديد حيث الحرية والازدهار والسلام الحقيقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري


.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان




.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا