الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما علاقة ميشيل فوكو بالثورة الإيرانية؟

سعدي عبد اللطيف

2013 / 12 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفيلسوف الفرنسي تظاهر في شوارع طهران عام 1978

الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926-1984) احد اكبر الفلاسفة شهرة واثارة للجدل في الفلسفة الغربية المعاصرة . لكن ما علاقة ميشيل فوكو بالثورة الإيرانية؟

هذا ما كان قد حاول تناوله الفيلسوف والصحافي البريطاني جوناثان ري في ندوة عن ميشيل فوكو والثورة الايرانية استضافتها لندن مؤخرا وحضرناها مع نخبة صغيرة من المثقفين العراقيين.

وكان فوكو قد قام بزيارتين الى ايران في بداية الثورة الايرانية وحرر انطباعاته عنها في مقالات نشرت في الصحافة الفرنسية، اثارت ردود فعل مختلفة بين الاوساط الثقافية في فرنسا وخارجها. وندوة جوناثان ري هذه كانت قراءة في كتاب «عن فوكو والثورة الايرانية»، الذي ترجم حديثا عن الفرنسية الى اللغة الانجليزية.

يقول جوناثان ان «فوكو جاءته فرصة، بعد زيارة له الى اليابان، للتوجه الى ايران كمراسل لصحيفة «كوريير ديلا سيرا» الايطالية اليومية حين اخذت الاحتجاجات ضد نظام الشاه تشتد منذ بدء عام 1987، وحين جاء شهر اغسطس (آب) كان ملايين الايرانيين ينخرطون في الاضرابات والتظاهرات. وعاش فوكو عشرة ايام مع المضربين والمتظاهرين في شوارع ايران. ويحلل فوكو في واحدة من مقالاته الاولى الموقف الغربي المعتاد ازاء ازمة ايران كالتالي: ان الشاه ليس رجل دولة من طراز رفيع إلا انه يجسد قوى «التحديث» و«العلمانية»، وهكذا يملك المستقبل الى جانبه، اما معارضوه فما هم إلا حشد من الفلاحين المتخلفين والمتعصبين المتدينين الذين يتوجب عليهم التكيف مع حقائق العالم المعاصر.ولم يتمكن المتظاهرون من اقناع ميشيل فوكو، ولكن الطلبة منهم اخذوا يشرحون له بالتفصيل عن «احلامهم» حول الحكومة الاسلامية. وتهيأ لفوكو ان يشهد انفجارا لـ «روحانية سياسية» شبيهة لما اكتسح اوروبا في عهدي الكالفينية وكرومويل، وقد لا يرتقي هذا الانفجار الى مستوى صياغة برنامج سياسي الا انه لا يزال مثيرا للاعجاب بطريقته الخاصة.

وقال جوناثان ري ان ميشيل فوكو تعرض لانتقادات جارحة جراء مقالاته عن ايران. فقد قال مكسيم رودنسون بأن اي حكومة اسلامية محكوم عليها بالانزلاق نحو نوع ما من «فاشية متحجرة». فيما ادعت ايرانية منفية ناشطة في الحركة النسوية ان اهتمام فوكو بـ «الروحانية» اصابه بالعمى، مثل العديد من الغربيين.

لكن فوكو لم يرد على منتقديه آنذاك، غير ان الاحداث اللاحقة بدت وكأنها اثبتت صواب نقدهم. فعندما عاد الخميني منتصرا، جابهت ايران انبعاثا شعبويا رجعيا تسلطيا مما حدا بميشيل فوكو الى ان يكتب في ابريل (نيسان) رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء مهدي بزركان يعرب فيها عن فزعه من خطر قيام «حكومة الملالي» المقبلة بسحق الحقوق والحريات.

ويقول جوناثان ان معالجة فوكو للمسألة الايرانية لم تتعد 15 مقالة ومقابلة ظهرت قبل وقت قصير مترجمة الى اللغة الانجليزية في كتاب تحت عنوان «عن فوكو والثورة الايرانية» نشرته جانيت افاري وكيفن ب. اندرسون.

ويوجه جوناثان نقدا لاذعا لهذين المؤلفين قائلا: «صرفا عشر سنوات يعملان على هذا الكتاب، لكن عملهما لا ينبع عن حب، بل عن عداء وانحياز. فقد اتهما فوكو بأنه «يفضل العلاقات الاجتماعية ما قبل الحديثة على العلاقات الحديثة». ولا غرابة في ذلك لأنهما لم يفهما كتابات فوكو عن تواريخ الجنون والمستشفيات والمدارس. ويحاولان ان يضفيا عمقا فلسفيا لاتهاماتهما بالايحاء ان فوكو وقع تحت تأثير الفيلسوف الالماني هايدجر وفكرته عن «الوجود باتجاه الموت» رغم انه بامكان فوكو ان يخبرهم بأن هايدجر كان يحاول توضيح الفرق بين احساسنا بالمستقبل واحساسنا بالماضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة