الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار – 2 – ثتنائية جوهر الألوهة

نضال الربضي

2013 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عشتار – 2 – ثتنائية جوهر الألوهة

(هذا هو الجزء الثاني من هذه المقالة، قراءة الجزء الأول قبل هذا الجزء يُساعد على فهمٍ تكاملي أفضل للمقصد)

بأكبر َمن قدْرِ الضغط النفسي و الجسدي لمُتلقي الأيدولوجية الدينية الذين يُسببهما دوران الديانات الإبراهيمية حول ثنائية الله و الشيطان و التي تُثبَّت نفسها بالعبادات و الطقوس، مُبقية ً الفرد محصورا ً في دائرة تلقي الفعل الإلهي و الاستجابه له و الدوران في فلك مشيئته الخيرة و الهرب بالجهاد الروحي من المشيئة الوسواسية الشيطانية المضادة، يأتي الضرر الأكبر لهذا المتلقي عن طريق تشويه مفهوم الألوهة الحقيقي الذي اختبره الإنسان الأول و آمن به قبل مأسسة الدين و انتقاله من مرحلة الفرد إلى الجماعة إلى المؤسسة الدينية. و لقد مر هذا المفهوم خلال مراحل تطورية مُعقَّدة صاغت شكله الحالي الذي كان محور المقال السابق.

و لقد حفرنا في الماضي حتى سومر القديمة لنزيل عن وجهي الله و الشيطان قناعيهما فنظرنا إلى إنليل و أنكي كشكلين من تجلي الألوهة بتفاعلها العميق مع الإنسان، دون أن يكون هناك حاجة لتحديد الخير و الشر كصفتين لهذا التفاعل، فإنليل نفسه ليس شريرا ً عندما يقرر إفناء الإنسان، و إنكي ليس خيرا ً عندما يقرر إنقاذ الإنسان بالمعرفة، أما فِعلا الإفناء و الإنقاذ فهمها فعلان على المستوى الإلهي لا يخضعان للمعاير الأخلاقية و لا يجب إخضاعهما، و يظل اسم الله كرمز للخير و اسم الشيطان كرمز للشر إسقاطين إنسانين على أفعال طبيعية ناتجة من جوهر الحياة نفسها و تفاعلها مع الإنسان و تفاعل الإنسان معها و العلاقات بين الإنسان و الكون و العناصر، لا تعنينا كمعيار أخلاقي ليس هنا موضع بحثه، لكن تعنينا كل الاهتمام و العناية كتعبير عن ثنائية وجه الألوهة التي فهمها الإنسان في أزمنته السحيقة.

ربما أن من أجمل ما يعبر عن فكر الإنسان الديني الأول هو الرمز "لينغوم يوني"، و هو ببساطة عضو الذكورة المنتصب "لينغوم" و الموضوع عاموديا ً في وسط عضو الأنوثة "يوني"، هذا الرمز الهندوسي الذي يعبر عن اتحاد الإله شيفا بالإلهة شاكتي. و هنا شيفا و شاكتي يمثلان تجلي للقاع الكلي للوجود براهمان في شكل ٍ تعبيري إنساني، حيث شيفا هو الألوهة الديناميكية المتحركة و شاكتي هي الطاقة الأنثوية المُنسابة المُظهره للألوهة في أشكال المايا الدنيوية المختلفة.

إن وجود الشكل "لينغوم يوني" في المعابد الهندوسية هو دليل ٌ واضح أن الإنسان في مفهومه للألوهة قد شاهد وجهين فاعلين مُتكاملين لا يوجدان بدون بعضهما البعض هما الوجه الموجب و الوجه السالب، و هنا لا أفضلية لأحدهما على الآخر، فكلمة موجب لا تعني أبدا ً "أفضل" و لا تعني "فاعل ديناميكي"، و كلمة سالب لا تعني أبدا ً "أقل" أو "أدنى" أو "مُتلقي الفعل" أو "ثابت"، لكن وجودهما هو ببساطة وجود وجهين تعبيرين للألوهة، أحدهما يصنع شيئا ً و الثاني يصنع شيئا ً آخر، و هما الاثنان تعبير من و تعبير عن نفس الألوهة الظاهرة كقوة في الطبيعة، و هما الإثنان لا يوجدان بدون بعضهما البعض و لا يمكن أن يظهر أحدهما بدون وجود الآخر فيه ووجوده في الآخر.

إن ثنائية الله و الشيطان لا يمكن فهمها إلا بردها إلى أصولها أو أحد أصولها الذي عبرنا عنه من خلال إنليل و إنكي على بساطة القصة الخاصة بشجرة معرفة الخير و الشر ثم الطوفان، و هي كتحليلٍ لا بد من رده إلى أصله الأول في تجليه من خلال مبدأ "لينغوم يوني" الموجب و السالب أو الذكورة في الأنوثة أو الأنوثة في الذكورة لا فرق. و لأنني من الذين يؤمنون بضرورة العودة إلى جذور الأشياء و البحث عن أسبابها في تطور التاريخ الأنثروبولوجي يشكل بالنسبة لي رمز "لينغوم يوني" مبدأ ً أبسط من مبدأ "ين يانغ" فالأول هو الإنسان الذي وعى اتحاد الذكر بالأنثى و أسقط هذا الشكل البدائي على مفاهيم الألوهة و العبادة و اعترف بكل بساطته و بدائيته و تلقائيته بالمجتمع البشري كنتاج تفاعلي بين الذكر و الأنثى لا انفكاك للواحد عن الآخر و أسقط هذا المفهوم على كل قوى الألوهة الموجودة في العالم الإلهي، فهذا الرمز "تشخيص مزدوج للمطلق الذي يتجلى في الزمان و المكان" (اقتباس حرفي من كتاب دين الإنسان، للدكتور فراس السواح)، بينما الثاني هو الفلسفة العقلية اللاحقة وراء وجهي الألوهة، الفلسفة المتطورة لعقل باحث و التي يكون هنا تطورها و سموها عائقا ً للفهم الأبسط الذي يقدمه الأول و الذي نسعى إليه هنا، هذا الفهم الأول و الأبسط المُتعلق بالفعل الجنسي العشتاري للمعبودة الأولى في الألوهية عشتار.

إن ثنائية الموجب و السالب، الذكر و الأنثى كانت سابقة ً لثنائية الذكر و الذكر، ثنائية الله و الشيطان الذكرين الذين تمثل ثنائيتهما الذكرية ذكورية واحدة هي فردية في حد ذاتها، تتميز إلى أخلاقية معيارية ثنائية ليست مثل ثنائية السالب و الموجب الذكر و الأنثى، فهي ليست ثنائية في حد ذاتها، إنها فردية الوجه ثنائية المعيار الأخلاقي و هذا بحد ذاته خروج عن فهم الألوهة المُزدوج الوجه في الفعل و الذي لا شأن له بالحكم الأخلاقي على الفعل نفسه. إن التشوية الذكري السلطوي السياسي الذي ترافق مع تغير شكل السلطة في المجتمع قد أفرز بحق انقلابا ً مُشوَّها ً و مشوِّها ً في آن معن لشكل الألوهة و مفهومها الذي سبقه، و علي أن أعود مرة ً أُخرى إلى إنليل و أنكي لتبيان شكل التشوه الواضح و الجلي، فأنليل الذكر هو الوحيد الذي يمكنه الاتصال بأبيه "آن" سيد الكون و النجوم، بينما أنكي أخو إنليل هو سيد الماء، و الماء في السومرية هو "نمو" الآلهة الأولى التي منها أتى كل الألهة حتى إنليل و أنكي، فأنكي هنا هو سيد أمه و ابنها في آن ٍ معا ً و المُتحد بها أيضا ً و حبيبها الذي تخصه بأحقية خلق الإنسان، و بهذا لا نُخطئ أبدا ً بل إننا مُصيبون حين نقول أن خلق أنكي للإنسان ما هو إلا القناع الذكوري الذي تحتجب تحته والدته "نمو"، و بذلك تعود الثنائية إلى طبيعتها القطبية بأنليل و نمو، الذكر و الأنثى "لينغوم يوني".

إن بداية انتقال السلطة إلى الذكور في المجتمعات البدائية ثم في تلك الدولية الأولى رافقه ظهور ثنائية الألوهة كإضافة على تشكيلات الدمى العشتارية المُنفردة و التي يفضل الدكتور فراس السواح أن يسميها دمى لا تماثيل لصغر حجمها و المبالغة في إظهار خصائص الأنوثة و الحمل و الأعضاء التكائرية الجنسية فيها، حيث بدأ يظهر الإبن الصغير محمولا ً على يدي الأم العشتارية ظاهرا ً في هيئة إبن و في هيئة حبيب أيضا ً كتماثيل منطقتي الأناضول و شتال حيوك ، رمزا ً لعشتار التي تُعطي الحياة لابنها و تتخذه حبيبا ً في ذات الوقت، فتخرج منها طاقة الحياة بالولادة و تعود إليها طاقة الحياة بفعل الحب مع ابنها و حبيبها. و لعلنا أيضا ً لا نُخطئ حين نتوقع أن هذا التمثيل في التماثيل و الدمى هو إسقاط لحالات زواج سابقة في المجتمعات الأمومية التي لم تكن في بداياتها تعرف تحريمات الزواج بين الأم و الإبن و الأخ و الأخت، لكننا نُخطئ جدا ً إن حكمنا على هذه الأشكال من التزاوج بمعاير عصرنا الأخلاقية التي لا شأن لها بمجتمعات بدائية خرج فيها الإنسان إلى الوعي مُنفصلا ً عن أسلاف ٍ مُشتركة من الحيوانات، رافعا ً رأسه لأول مرة ليرى ما لم يسعفه عقله الصغير أن يفهمه، مُجبرا ً على الحياة بكل ما فيها من شح ٍ و ضعف ٍ و خوف ٍ و صعوبات و انعدام أدوات.

إن تطور الوعي عند الإنسان و خروجه من العصر الحجري و اقترابه من الألف العاشر قبل الميلاد أدى إلى تطور هائل في مفاهيمه الدينية، فبعد أن كان الإبن الصغير محمولا ً على يد الأم العشتارية الأولى أصبح ناضجا ً واعيا ً رجلا ً كتموز حبيب عشتار، و دموزي حبيب أنانا، و ديونيسيس إبن سيميلي، و آتيس ابن سيبيل و حبيبها المُخصِب، و ما لبث بعدها هذا الإبن الكبير أن انقلب على أمه و حبيبته و استولى على المجتمع ليصبح الأمومي دولة ً ذكورية ً لها مجمع ٌ من الآلهة يرأسها الإله الذكر و تتحول العبادات إلى إله الشمس الذكر بدل الإلهة الأنثى القمرية و إن لم تكن قد فقدت دورها كاملا ً، حتى أتى الوقت الذي أصبح فيه أهم الآلهة ذكورا ً بيدهم الأقدار و المصائر، و تكفي مراجعة بسيطة لآلهة البانثيون الكنعاني أو اليوناني أو الروماني لمشاهدة إيل مُتربعا ً على العرش يقابله زيوس اليوناني و جوبيتر الروماني، في ذكورية ٍ لم تسلم منها حتى مجاهل الصحراء حيث تربع "هُبل" على العرش و الذي هو ليس إلا بعل الكنعاني مسبوقا ً بأداة التعريف "هـَ" التي هي بديل "ال" أو "السيد".

إن القضاء على ثنائية جوهر الألوهة لصالح الفردية الذكرية لم يكن إلا من مراحل تطور المفهوم الديني و انتقاله إلى المؤسسة، مع اعترافنا أن ثنائية جوهر الألوهة العشتارية نفسه قد تطور من مفهوم ٍ أسبق و أشمل تجلت فيه عشتار بكل طاقتها التي خرج منها الوجود، عشتار الأم الكبرى،،،،،،

،،،، لكن لذلك حديث ٌ قادم.

يتبع في الجزء الثالث.

------------------------------------------------------------------
المصادر:
- دين الإنسان، فراس السواح.
- لغز عشتار، فراس السواح.
- مغامرة العقل الأولى، فراس السواح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاهة عشتار
بلبل عبد النهد ( 2013 / 12 / 4 - 18:55 )
، لنقرأ هذه التراتيل المكتوبة التي تصف الآلهه عشتار ، و التي كتبها إنسان او انسانة عاش في تلك الفترة:
أنا الأولى و أنا الأخيرة،
أنا البغي و أنا القديسة
أنا الزوجة و أنا العذراء
أنا الأم و أنا الإبنة
أنا العاقر و كثر أبنائي
أنا في عرس دائم و لم أتخذ زوجاً
أنا العروس و أنا العريس
و زوجي من أنجبني
أنا أم أبي و أخت زوجي
و هو من ؟


2 - الدين هل هو تطور في االمجتمهعات ام من السماء
رائد الحواري ( 2013 / 12 / 5 - 04:20 )
مسألة تناول الدين الانساني بطريقة التطور يمثل خطأ كبير، وذلك يعود الى ان العديد من الحضارات الانسانية تناولت مفاهيم واحداث بشطل اسطوري قريب من بعضها، رغن البعد الجغرافي والزمني لتك المجتمعات، اذا رجعنا الى كتابات فراس السواح نجد في احد كتبه ( الرحمن والشيطان) مسألة وجود مخلص للبشر من امرأة عذراء، طبعا هذا النص موجود في المعتقد الزردشتي، وهذا ما حدث فعلا، كما انه مطابق لما جاءت به التوارة والقارآن الكريم، من هنا من اين للزردشتية بهذه المعلومة؟ وكيف كانت موجودة في التوارة قبلها؟، قصة الطوفان االتي تناولتها ثلاث قصص في بلاد ارافدين بالاضافة الى التوراة والقرآن الكريم، كيف تم تناولها في ثلاث مراحل تاريخية متباعدة؟ هذا بالاضافة الى العديد من الافكار والاحداث التي نجد لها جذور في الارث الثقافي والديني الذي تركه لنا اسلافنا، من هنا نقول كان هناك رسل على مر التاريخ الانساني، وعلى امتداد الجغرافية الارضية، إلا أن عدم وجود الكتابة ـ في مرحلة معينة ـ وعدم وجود متعلمي للكتابة والقراء جعل النص يتداول شفويا، مما ادى الى حدوث انحراف بالزيادة او النقصان له، فامسى هناك مساحة كبيرة بين النص الحقيقي


3 - الدين
رائد الحواري ( 2013 / 12 / 5 - 04:27 )
والنص المتداول، من هنا نجد التباين، وما علينا الا اعادة تحليل النص لنجد الجذر الواحد الذي انطلق منه هذا الحدث او تلك الفكرة، ساحاول لرسل شيء من هذا ـ على هذا الموقع ـ القبيل للتوضيح


4 - إلى الأستاذ بلبل عبد النهد
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 5 - 04:54 )
أهلا ً بك أستاذ بلبل،

لقد سبقتني إلى هذا النص و وضعته في التعليقات و هو الذي كان جزءا ً من مقالتي الثالثة :-))) التي سأتكلم فيها عن عشتار -القيـُّومة- و السابق هو أفضل نص يشرح ذلك.

تحياتي لك و أهلا ً بك دائما ً.


5 - إلى الأستاذ رائد الحواري 1 من 2
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 5 - 08:25 )
اهلا ً بك أستاذ رائد،

النظر إلى الدين من وجهة نظر تطورية يهدف إلى تبيان العلاقة بين التجربة الدينية و التطور البيولوجي و شكل المجتمع (أي لدراسة الإنسان شمولياً و من هنا كلمة أنثروبولوجيا).

يمر الدين خلال ثلاث مراحل:

- مرحلة الشعور الفردي (و هنا أساس التجارب الوجدانية للشامانات و الكهان و الأنبياء)
- مرحلة الدين الجماعي (بعد نقل الشعور الفردي من الشخص لهم)
- مرحلة المؤسة الدينية (و هذه مرتبطة بظهور الدول بالضرورة و الدلائل عليها في بدايات القرن الثامن قبل الميلاد أي مع تشكيل الحضارات الدولية الأولى)

مما سبق يتضح أن التجربة الدينية يتم التعبير عنها بشكل أفضل عندما يرتقي الإنسان أكثر في السلم البيولوجي و يكتسب أيضا ً مهارات اللغة و التفكير و الكتابة. يمكنك مراجعة مقالي عن إنسان الكرومانيون لتوضيح هذه الفكرة أكثر و لتوضيح اتصال التطور البيولوجي بالتطور الديني و القدرة على التعبير:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389100


يتبع...



6 - إلى الأستاذ رائد الحواري 1 من 2
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 5 - 08:39 )
بالنسبة لكلامك عن وجود معتقدات مشتركة متوارثة خصوصا ً الطوفان و الولادة العذرية، فهذا مرده إلى التالي:

- حدوث هذه الكارثة الطبيعية في زمان قديم و توارث ذكرياتها. و معنى هذا إما حدوث الطوفان في أكثر من مكان و هذا مُحتمل جدا ً أو حدوثه في مكان واحد و هجرة السكان إلى عدة أماكن جغرافية بعد الطوفان (أو ربما بدون أن يكون للطوفان دور في هذه الهجرة) ثم توارث نفس الحكاية بواسطة الأصول المهاجرة فتظهر الرواية في كل مواقع الهجرة.

- الولادة العذرية قضية مرتبطة بالنظر إلى جوهر الألوهة بشكله المؤنث و هو موضوع المقالة الثالثة.

ملاحظة أخيرة أخ رائد: في سلسلة مقالات عشتار أنا أقدم دراسة علمية مبسطة لأصل المعتقد الإنساني ثم تحولاته عبر التاريخ، و لا أُقحم رأي الشخصي أو قناعتي الدينية فهذا موضوع مختلف تماما ً، كما أنني لا أروج لدين أو لضده الإلحادي. و لا يجب أن يُفهم بأي شكل من الأشكال أنني مع أو ضد، فانا أقدم علما ً وصفيا ً يساعدنا جميعا ً على فهم أصول ما نتلقاه منذ الصغر و ما نشاهده حولنا و ما يؤثر في رسم مستقبلنا و مستقبل أبنائنا.

أهلا ً بك دائما ً.


7 - انظر الى االمقال المنشور اليوم في هذا الموقع
رائد الحواري ( 2013 / 12 / 5 - 11:37 )
1 ـ ماركسية والدين، 2 ـ والدين بين التطور والنزول من السماء


8 - إلى الأستاذ رائد الحواري
نضال الربضي ( 2013 / 12 / 5 - 12:27 )
تحية طيبة أستاذ رائد،

قرأت المقالين الذين أوردت ذكرهما في تعليقك، شكرا ً لجهودك.

في المقال الأول تناولت َ الدين من وجهة نظر الماركسية و ركزت َعلى العصور الحديثة مع اعتمادك الإشارة إلى مشاعية الملكية و الإنتاج في الماضي، بينما أنا أركز بشكل كامل في سلسلة عشتار هنا على أصول الدين أنثروبولوجيا ً مُظهرا ً التطور الديني الخبراتي المرتبط بالتطور البيولوجي و مدنية الدولة لاحقا ً.

أما في مقالك الثاني فأنت تتناول الدين من وجهة نظر إسلامية بحتة، لكني أنا أعرضه في مقالاتي بطريقة أخرى، حيث أنظر نظرة ً فينومولجية خالصة، نظرة وصفية غير مؤدلجة، نظرةغير مبنية على فكرة مسبقة، غير منطلقة من قناعة دينية بحيث لا يكون لإيماني المسيحي أي دور في المقالة، فأنا هنا أقدم كما أسلفت لك علما ً مُبسطا ً يساعد القارئ على أن يتحرر من الأدلجة المُلزمة و ينظر بحرية أكثر و اتساع أفق و بالأخص بعين الحقيقة إلى ماضي البشرية و إلى قناعاتها الحالية. هذا يمكننا من أن نفهم أنفسنا بشكل أفضل.

أعتقد أننا نتناول الموضوع من زوايا مختلفة.

أهلا ً بك دائما ً.

اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و


.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى




.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa