الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))

سلمان مجيد

2013 / 12 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان للعمل مفاهيم متعددة ، تتعلق بدوافعه و اغراضه ، منها الدوافع الفطرية كنتيجة طبيعية لحاجة الكائن الحي الى الحركة و النشاط ، مع انه ليست كل حركة و ما ينتج عنها من فعل يعد عملآ بألمفهوم الاقتصادي ، لان العمل بألمفهوم الاقتصادي يتطلب شروطآ تتعلق بأهداف ( العامل ) او صاحب العمل الذي يوظفه نحو تحقيق عملية الانتاج ، بأعتبار ان العمل احد عناصر هذا الانتاج ، كذلك للعامل غاية محددة من بيع قوة عمله لصاحب العمل ، وذلك للحصول على جزء من الناتج القومي ، وذلك لتوفير احتياجاته الحياتية ، الا انني هنا اريد ان اخرج على القواعد النظرية المتعلقة بمفهوم العمل من الناحية الاقتصادية ، و انما اريد ان اتناول العمل كمفهوم ذاتي لصاحب القدرة على العمل ، و المتأتية من الخاصية الطبيعية للكائن الحي ، الا وهي الحركة فمن الحالات الموضوعية للكائن الحي هي الحركة ، فمن الحالات الموضوعية للكائن الحي هي الحركة ، و ان هذه الحركة ناتج طبيعي للحياة ، فلا حركة بدون حياة ، اذن أعتبر ان جزء كبير من هذه الحركة هي عبارة عن حالة موضوعية وخاصة ما يتعلق بألحركات الضرورية لأعطاء الكائن الحي صفته الحياتية ، وان اهم الكائنات الحية التي تظهر لديها هذه الحالة هو الانسان ، لانه ــ اي الانسان ــ قادر على ان يتحكم بهذه الحركة و يعمل على توجيهها الناحية التي تحقق له اكبر قدرآ من النتائج و الفوائد ، ان كانت طبيعية او اجتماعية او نفسية ، و احيانآ قد يقوم الانسان بألحركة او العمل بما يتعارض مع الحالة الطبيعية للكائن الحي ، وهذه طبعآ حالة غير اعتيادية و تمثل شذوذآ عن القاعدة الطبيعية للكائن الحي ، وعندما نتناول هذا الجانب من العمل بأعتباره حركة لا يعني انه لم يكن ذا دوافع اقتصادية لهذه الحركة او العمل و الذي يعد اصلآ تعبير اقتصادي للحركة ، وذلك لأرتباطه بألمكافأات التي يحصل عليها صاحب القدرة على العمل ، حتى ان الاقتصادين لاا يعتبرون الحركة العمل الذي لايترتب عليه مردود من حصيلة الناتج القومي ، لايعدونه عملآ بألمفهوم الاقتصادي ، فمثلآ عمل الحيوانات هو عبارة عن حركة لايعد عملآ اقتصاديآ ، مع ان اصحاب هذه الحيوانات يتقاضون مكافأات نظير حركة الحيوانات التي يمتلكونها ،بأعتبار ان هذه الحيوانات عملها هو عبارة استفادة صاحبها من خاصيتها الطبيعية وهي ( الحركة )في عملية الانتاج دون وعي تلك الحيوانات للغاية او الهدف مما تقوم به ، لسبب بسيط جدآ وهو عدم امتلاكها لخاصية الوعي التي لايمتلكها سوى الانسان .
ومن ضمن الامور التي اريدها ، هل ان العمل لدى الانسان يقتصر على المفهوم الاقتصادي التقليدي ، ام ان هناك اختلاف بين عمل و اخر ؟ الجواب على هذا هو نعم هناك اختلاف ، واهم هذه الاختلافات هو عدم وجود مقياس دقيق لمعرفة تناسب العمل مع المكافأات المحددة لها ، الاان الاقتصاديين تمكنوا من وضع تلك المقاييس للمطابقة بين المكافأات الممنوحة و ناتج العمل ، وان النظام الرأسمالي من الانظمة التي حققت نجاح منقطع النظير في هذا الجانب ، ولكن هناك اعمال من الصعوبة تطبيق تلك المقاييس مهما كان الحرص كبير في تطبيقها ، لان الامر لايتعلق بمقاييس فيزياوية من الممكن التحقق من اتخاذها اداة في التحقق من المطابقة بين ناتج العمل و المكافأات المخصصة لها ، وان من ابرزهذه الاعمال الغير خاضعة للمقاييس الفيزياوية هي الخدمات التي تقع تحت عناوينها كثير من المهن و الحرف ، والذي يعتمد على التقييم النوعي وليس الكمي ،وحتى لوكان هناك مقياس لقياس الجانب النوعي فأن الامر يبقى في جانب منه الى موقف العامل من الخدمة التي يؤديها ، اذ قد يكون موقفه ايجابي فيكون مردوده اعلى من المتوقع او المطلوب وان كان الموقف سلبآكان او العكس ، وكل الامر يعود الى طبيعة العمل ، فأما ان يكون عملآ عضليآ يعتمد على القوى الطبيعية للعامل حيث يسهل قياس مردودها ا وان يكون عملآ فكريآ يصعب قياس مردوده ، لأن ذلك يتحدد بموجب نوعية ذلك العمل و مما يميز هذاين العملين الفكري و العضلي ان كلاهما يحتاج الى اعداد وتمرس و تدريب ، الاان العمل العضلي ما يتطلبه في معظم الاوقات الى الممارسة و تكرارالعمل مما يحوله الى مايشبه العادة التي مصدرها الارتدادات الانكاسية في النخاع الشوكي وليس من الدماغ ــ هذا طبعآ بعد ان يتم التدريب الاولي ليتحول من الحالة الارادية الى الحالة الانعكاسية ــ كعمل كاتب الطابعة مثلآ و الذي ترى اصابعه تتحرك على الحروف بحركة و كأنها لا ارادية ، اما بألنسبة للعمل الفكري انما يحتاج في ادائه حضور الفكر و التفكير ان كان ذلك بالنسبة للأعداد الاولي لتعلم متطلبات هذا النوع من العمل او الاداء الفعلي لهذا النوع من العمل ، ومن الاشياء التي يكون تأثيرها اوضح في اداء العمل الفكري مما هو بألنسبة للعمل العضلي هو الجانب النفسي و المتعلق بألحالة النفسية لمؤدي الوظيفة الفكرية او موقفه من الحيز الذي يعمل فيه ، ففي كلا الحالتين فأن الجانب النفسي الايجابي سيفضي الى ناتج ذي نوعية عالية و العكس من ذلك صحيحآ ، وما يمكن ان يضاف الى العوامل المؤثرة في نوعية العمل الفكري هو الموقف الاخلاقي او القيمي للعامل من عمله ، فبعض البشر من المختصين بأعمال الفكرية يتحدد حجم و نوعية عملهم بموقفهم الاخلاقي الذي يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم و خبرتهم في سبيل تحقيق اعلى درجات الكفاءة في عملهم دون الاخذ بنظر الاعتبار المكافأة او المردود المترتب على هذه الجهود ، و الامثلة كثيرة على ذلك ، فتجد الباحثين و المخترعين الذين يقضون جل اوقاتهم في مختبراتهم و معاملهم البحثية لافرق لديهم مابين ليل او نهار ، حتى ترى ذلك باديآ على مظاهرهم الخارجية ، و انقطاعهم عن الناس ليس زهدأ في ذلك او ترفعأ عن الناس ، بل العكس هو الصحيح ، حيث ان هؤلاء قد يكونون بدرجة اخرى مما عليه الناس العاديين من الاحساس لما يمتلكونه من امكانيات عقلية يعتبرونها ليس ملكآ لهم و انما للأنسانية جميعآ .
خلاص القول ، ما اريد الوصول اليه ان العمل ليس شرطآ ان يكون محصورآ بالمفهوم الأقتصادي البحت ، فأن العمل يبقى فعلآ انسانيآ راقيآ هدفه السعادة للبشرية كلها .
( تم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر