الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادعاء

اكرم مهدي النشمي

2013 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الادعاء ليس حقيقه في ماقال ويقال ولايمكن استعماله مصدر في كل الاحوال,ان مفهوم الادعاء يشمل الاتهام الصادق والكاذب والتزوير والشهاده والحلم والمنقول والمنسوب حقيقه او دجلا كذلك انه واقع لفعل ادعاه احدهم ولايمكننا من اثباته والتاكد من صحته والذي ليس له قيمه ماديه الا في حدود القناعه الشخصيه المشكوك بها الى حين التاكد من صحتها عن طريق اثباتها وبما ان القناعه هي ناتج معتمد على الطريقه او الشكل في اثبات الحقيقه عن طريق الادوات الحسيه الملموسه فيبقى الادعاء اسلوب تسويق للفكره وقناعه لايهتم بها احد الا مالكها وناقلها وتبقى في موضع التساؤل والشك الى حين الاثبات ومن هنا لاياخذ بالادعاء وصيه في المحاكم والخلافات الشخصيه ,لو جاء احد ما وادعى بان الصين استطاعت ان تعمل من الحجر طعام وباصناف ومواصفات مختلفه وقد جرب الطعام بنفسه عندما زار الصين في اخر رحله له فهل هناك احد سوف يصدقه ,اعتقد سوف يكون مسخره امام الجميع ويتهمونه بالجنون والكذب ولااعرف ان كان هناك شخص اخر سوف يتطوع وينقل الخبر ويؤكد عليه....لو اخذنا مثلا مقاربا وهو ادعاء النبي اسحاق احد ابناء النبي ابراهيم عندما سرد قصته على اتباعه وهو عند ذهابه الى العراق راجعا لاصطحاب زوجته اعياه التعب وقرر ان ينام وان تكون وسادته حجاره وفي منامه راى الله ينزل عليه ويبشره خيرا في مسقبل امته فماكان من النبي اسحاق واتباعه الا ان اعتبروا الحجاره مقدسه يجب التبرك بها حيث اصبحت مزارا للمؤمنيين والى يومنا هذا
ان الادعاء يقود في مراحله الاوليه الى انشاء فكره مستنده على فرديه الادعاء حيث لاشهود ولاحقائق ملموسه تقترب الى وعي الانسان وان الادعاء يبقى في حدود قناعه المدعي والذي ربما يكون خيال او حلم او هوس فكري ,ان الاصرار عليه على انه حقيقه لاحقا ياتي نتيجه التاكيد عليه واسناده على انه كذلك من قبل الاخرين ومن ثم تتم الدعوه لهذه الفكره عن طريق المروجين لها ونشرها والدفاع عنها بعد ان يتم تزيينها واضافه المساحيق والانغام والبخور عليها ,انها تكبر مع مرور الزمن وتعاقب الاجيال وتناقلهم لها عن طريق الاضافه والتمسك بها ايمانا وتراثا حيث ان الاجداد والاسلاف لايمكن ان يكذبوا وان ماوصل لنا منهم هو حقيقه لذا فاننا سوف تنمسك بها على انها حقيقه حدثت وان كانت بعيده عن المنطق والوعي انها سوف تاخذ اكثر من حجمها وقيمتها ويمكن تشبيهها بكره الثلج كلما تدحرجت زاد وزنها وكبر حجمها ,ان الادعاء ينشا كيان وهمي من حقيقه ليس لها واقع مادي الا في حدود التصور الفارغ والذي جاء به شخص واحد فقط
هناك افكار وتصورات جاء بها فلاسفه ومجانين على مر العصور ولكن لم يحالفهم الحظ في تطور ادعائهم على اساس انها افكار اكيده دعويه مقدسه وذلك لفشل المدعي بها وعدم تمكنه من تسويقها على انها حقيقه لفقدانه ادوات الاقناع المزيفه وعدم امتلاكه الاسلوب وادواته في تثبيتها على انها كذلك
ان تاكيد الادعاء ياتي عن طريق تكراره حتى لو كان كذبا(اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس
وماادعاءات الانبياء والسياسيين والفلاسفه والسلاطين الا كلام منقول منهم ويعود لهم وهم لايختلفون في الهدف النهائي لتحقيق الغايه ولكن الاختلاف يكون في الكلام المقدس والغير مقدس ,ان الكلام المنقول على شكل ادعاء من ان الله قال وامر واراد وطلب اجراءات في الطقوس والعباده ووصيه منه الى مرسليه لنشرها بين البشر فهو ياخذ شكل الادعاء الالهي واي شك في كلام الله هو كفر والحاد,وهنا يبرز السؤال المهم وهو لماذا تعددت الاديان واختلفت الامم الى اقوام ومذاهب, طقوسها مختلفه ووجهتها متباينه؟الا يعني ان المدعيين هم الكذابين ,وان لم يكن جميعهم فعلى الاقل واحدا منهم

اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج